اهم الاخبار
الجمعة 22 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

زينب الباز تكتب ..أحمس نفرتاري.. جنرال معركة التحرير

الكاتبة الصحفية زينب
الكاتبة الصحفية زينب الباز

ارتبط اسم أحمس نفرتاري بالشجاعة الأسطورية، وكانت أول سيدة في مصر القديمة تحصل على لقب الأم الإلهية وكانت أول امرأة في التاريخ تقود فرقة عسكرية كاملة، وقاتلت بكفاءة شديدة، ولعبت دورا بارزا في معركة تحرير مصر من الهكسوس، وعند وفاتها أقيم لها الشعائر الدينية في دير المدينة.

الملكة أحمس نفرتاري، ابنة سقنن رع تاعا الثاني، وحفيدة تيتي شيري، وزوجه الملك أحمس 1550 ق م- 1525 ق م الذي أنهى حروب التحرير بطرد الهكسوس من مصر، ولقبت بالعديد من الألقاب مثل الزوجة الإلهية الأولى، وزوجه الملك العظيمة، الأميرة الوراثية، سيدة العطاء، عظيمة الثناء، أم الملك، المتحدة مع التاج الأبيض، ابنة الملك،  عاصرت الملكة 5 ملوك.

زينب الباز تكتب ..أحمس نفرتاري.. جنرال معركة التحرير 

ولدت الملكة أحمس نفرتاري في عام 1562 قبل الميلاد في العاصمة طيبة وفيها نشأت، والدها هو سقنن رع، أما والدتها فهي إياح حتب، زعم البعض أنها من أصل أثيوبي أو أبنة أحد حكام الجنوب ذوي البشرة السوداء لذلك تزوجها الملك أحمس ليضمن حليفا له في كفاحه ضد الهكسوس، لكن هذا الرأي لم يجد قبولا عند كثير من المؤرخين.

تعتبر الملكة أحمس-نفرتارى أول ملكات الأسرة الثامنة عشرة، والدولة الحديثة، الفترة الذهبية الثالثة من تاريخ مصر القديمة، ويعنى اسمها «ولد القمر-أجملهم (أو حلاوتهم)». 

نشأة الملكة أحمس نفرتاري

نشأت في ظل الأسرة الحاكمة، وتلقت تربية عسكرية، كما أجادت القتال وتدربت عليه على الرغم من كونها أنثى، واعتمد عليها والدها في حربه ضد الهكسوس، كما اعتمد عليها زوجها في هذه الحرب أيضا، حيث لعبت دورا كبيرا في تقديم النصح والإرشاد لولداها وزوجها، كما خرجت مع الجيش الذي حارب الهكسوس، وشاركت في عدد من المعارك، فأصبحت أول أمرة تتولي قيادة فرقة عسكرية انخرطت نفرتاري في معسكرات الجيش المصري بجانب زوجها أحمس وتميزت بسرعتها ومهارتها في استعمال السيف والرمح ترقت في الجيش المصري بسبب تميزها في العمليات العسكريه ضد الهكسوس حتي وصلت الي رتبه قائد حملة عسكرية وهي رتبه تعادل رتبه الجنرال، شاركت في حرب التحرير ضد الهكسوس وكانت فرقتها من الفرق المهمة التي هاجمت قلاع الهكسوس في الجنوب، نالت أعلي وسام عسكري وهو قلادة الذبابة الذهبيةـ ترقت الي منزلة الزوجه الالهية لامون، أسلحتها وقلادتها معروضة في المتحف المصري.

زينب الباز تكتب ..أحمس نفرتاري.. جنرال معركة التحرير 

وتمت كتابة اسم الملكة مع زوجها أحمس الأول فى محاجر الحجر الجيرى فى منف ومحاجر الألباستر فى أسيوط، وعندما قرر زوجها تشييد ضريح لجدته تتى شرى، ذكر أنه ناقش أولا خططه مع «رفيقته» أحمس-نفرتارى، وتشير كلمة «رفيقته» إلى مساواة الملكة بالربة «ماعت»، رفيقة الإله رع وكل الملوك، مما يدل على تقدير زوجها لها. 

كفاح الملكة أحمس نفرتاري

وأنجبت الملكة أحمس نفرتاري أربعة أولاد وخمس بنات، مات خمس منهم صغارا، وبعد وفاة أحمس الأول، قامت بالوصاية على ابنها الصغير الملك أمنحوتب الأول، تماما كما فعلت والدتها الملكة أعح حتب التي لعبت دورا مهما في حياة أحمس حينما كان صغيرا وغدى شابًا يجلس على العرش ويتقدم من أجل هزيمة العدو والانتقام لمقتل أبيه، لذا أخذت زمام الحكم في يدها، وأصبحت الوصية على العرش، وقامت بتربيته تربية سليمة، وعلمته أصول السياسة، كما أنها دربته على كافة فنون القتال، وصنعت منه فارسا لا يشق له غبار قاد مصر إلى المجد.

زينب الباز تكتب ..أحمس نفرتاري.. جنرال معركة التحرير 

أثناء توليها الحكم ازدهرت الحياة الاقتصادية في مصر، وعم الرخاء البلاد وذلك بعد أن انتهى خطر الهكسوس والذين عاثوا فسادا في البلاد سنينا طويلة، فأكملت ترميم وفتح الطرق والمراكز التجارية والتي كان زوجها أحمس الأول قد بدأ بها، كما قامت بتوفير السلع للعامة بأسعار رخيصة، وأمنت حدود البلاد بشكل كامل، فأحبها الشعب المصري كثيرا ورفعها إلى مصاف الآلهة نظرا للخدمات التي قدمتها في مساعدة زوجها أحمس الأول في حربه ضد الهكسوس، فقد وُجِدت آثارٌ تدل على ذلك حتى عهد الأسرة الواحدة والعشرين، أعتبرها المصريون مثل آلهة طيبة العظام، وكان لها طائفة خاصة من الكهنة تقوم على خدمتها، كما كان لها محراب مقدس يُوضَع على سفينة مقدسة، يُحمَل على الأكتاف في الاحتفال بالأعياد العظيمة، ويدعونها بصيغة القربان المعروفة، وتُلقَّب على الآثار بالابنة الملكية، والأخت الملكية، والزوجة الملكية العظيمة، والأم الملكية، والحاكمة العظيمة، وسيدة الأرضين.

استمرت الملكة أحمس نفرتاري على سدة الحكم حتى اشتد ساعد ابنها أمنحوتب الأول وأصبح قادرا على إدارة البلاد بمفرده، لتسلمه الحكم، وتعيش باقي أيامها تشاهد انتصاراته، وتقدم له النصح والعون بشكل دائم، وعند وفاة زوجته الملكة ميريت آمون قامت الملكة الأم بدور الزوجة الكبرى له كى تدعم ابنها الذى مات في حياتها دون وريث للعرش، فلعبت دورا مهما فى اختيار خليفته الملك تحتمس الأول، الذى ماتت فى عهده عام 1495 قبل الميلاد عن عمر يناهز 70 عاما شهدت خلالها عصر والدها، زوجها، ابنها وأنقذت مصر من الضياع بعد وفاة زوجها أحمس الأول، لتكون هذه المرأة الأكثر تبجيلا في تاريخ مصر.

تم دفن هذه الملكة عند الحافة الشمالية لذراع أبو النجا في وادي الملوك، وتم العثور على مقبرتها في العام 1914، كما تم العثور على تمثال لهذه الملكة في معبد الكرنك.

وكان تابوت الملكة كان طوله أكثر من عشرة أقدام، وصنع الغطاء على هيئة صورتها تلبس التاج والريشتين الطويلتين، المميزتين للمليكة أو الإلهة، وذراعاها مثنيتان، وفي كل يدٍ من يدَيْها رمزُ الحياة.

زينب الباز تكتب ..أحمس نفرتاري.. جنرال معركة التحرير 

ويقول العالم الأثري الراحل سليم حسن في الجزء الرابع من كتابه موسوعته مصر القديمة إنها عند مماتها كانت إمرأة طاعنة في السن هزيلة الجسم تكاد تكون صلعاء، وقد غطَّتْ هذا الصلع بجدائل من الشعر المستعار، ولا بد أن نلفت النظر هنا إلى أنها كانت أكبر من أخيها «أحمس» بسنين عدة، ومن خلال فحص موميائها، التي عُثر علىها في تابوت ضخم من الخشب والكارتوناج بخبيئة الدير البحري غرب الأقصر عام 1881، حيث تظهر ذراعاها واضحتين، وهي متقاطعة على الصدر، وتحمل علامة "العنخ" الهيروغليفية التي تعني الحياة، وتبين أنها ماتت فى حوالى السبعين من عمرها المديد، وأن يدها اليمنى سرقها اللصوص القدماء للحصول على حليها.

تقديس المصريين الملكة أحمس نفرتاري

وبعد وفاة الملكة أحمس نفرتارى تم تقديسها مع ابنها الملك أمنحوتب الأول باعتبارهما إلهين حاميين لجبانة طيبة، خصوصا فى منطقة دير المدينة التى كانت قرية الفنانين والعمال بناة مقابر الملوك فى وادى الملوك ومقابر الملكات فى وادى الملكات ومقابر النبلاء فى جبابات الأفراد العديدة فى البر الغربى لمدينة الأقصر. 

وتم بناء معبد لها فى طيبة وعُبدت حتى نهاية الدولة الحديثة وتم تصويرها ببشرة سوداء للتعبير عن الخصوبة والبعث؛ ولذا نراها مصورة فى مقابر الأفراد بسبب أنها أصبحت إلهة لبعث الموتى فوُصفت بأنها «سيدة السماء»، و«سيدة الغرب»، حيث يرقد الأموات على أمل البعث مع شروق الشمس فى الشرق حيث يسكن الأحياء.

رغم أن أحمس-نفرتارى كانت ملكة عظيمة كزوجة وأم ووصية على العرش وموجهة لاختيار حاكم مصر الجديد بعد رحيل ولدها دون وريث، الإ انها لم تحصل على الحفاوة التي تستحقها وكان يجب أن يسجل اسمها بحروف من نور في سجل الخالدات من ملكات مصر العظيمات، لا أن تكون من نساء الظل التي يمر عليها المؤرخين مرور الكرام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • موسوعة مصر القديمة الجزء الرابع، سليم حسن
  • ملكات مصر، ممدوح الدماطي
  • الدور السياسى للملكات فى مصر القديمة، محمد علي سعدالله

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء