بأقلامهم
محمد السمالوسي يكتب : نحو فن الإنارة لا الإثارة!
أثارت الأفلام السينمائية التي تعرض في السنوات الأخيرة ضجة كبيرًا في الشارع المصري، فهذه النوعية مدمرة من حيث المضمون والشكل، فهي تكرس الدمار في المجتمع على مختلف فئاته وأعماره.
الفن يبني القيم
فكما هو معلوم أنَّ الفن يبني القيم، ويشجع على النمو الذي يتوافق مع طبائعنا وعاداتنا وتقاليدنا، وبالأحرى مع ديننا، ودعوة الانسلاخ الأخلاقي لا تتوافق مع مجتمعاتنا ؛ لأنَّنا يضبطنا ضابط لا نخرج عنه بحجج وتعليلات.
إنَّ الفن ينبغي أنْ تكون له صفة أخلاقية ، فهو الذي يثير فينا المشاعر النظيفة الصحيحة لا المريضة ، وينمي طبيعتنا الخيرة. وإنْ كان أصحاب مذهب الفن للفن يرون قيمته ـ في قدرته على إثارة اللذة والسرور سواء كانت أخلاقية أو غير أخلاقية.
والحقيقة أنَّ الفن لا قيمة له في ذاته ، وإنِّما قيمته فيما يمدنا باللذة الراقية ، وأرقى العواطف الفنيّة هي الناتجة عن المشاعر الخلقية ، التي تحمي الضمير ، وتزيد حياة الناس قوة .
إنَّ الفن لا يشرح الحياة الإنسانية لذاتها ، بل لغاية وهي ترقية المشاعر لا إضعافها. إذن بما ترقى النفس بالفن الذي يقيم القيم ، ويصلح المعوج ولا بفن ساقط وكلام وإيحاءات تثير الشهوات. فإذا حاول المبدع إفساد الأخلاق وضعفها، يجب منعه والتصدي له بكل حزم.
وقد يقال: إنَّ الفنان من حقه أنْ يمنح الحرية التامة لشرح نواحي الحياة المختلفة ، نعم أنْ يمنح لكن فيما يتوافق مع قيمنا نحن قوم أعزنا الله بدين وضوابط ومشرع أمرنا بالحرية والإبداع المتوافق عليه من شرعنا. من الذي أعطى له هذا الحق؟!! وأين حق المجتمع في مشاهدة فن نظيف؟!
أصبحت شاشات التلفزيون ، والسينمات ، والمسارح لا تقدم لنا غير المحاكاة الاجتماعية الوضيعة ، ويسلطون الضوء على النماذج التى تثير الدخائل النفسيِّة المقززة ، فهو ينطلقون بما في عقلهم وليس مما في المجتمع ، يقدمون لنا العري والبلطجة والأخلاقيات الرديئة ، يركزون على الإثارة لا الإنارة ، يعلمون بناتنا وشبابنا الإباحية والرذيلة لا العفة والمهارة.
يُعللون بأنَّ هذا في المجتمع ونحن نقدم قضايا ، أليس النماذج الناجحة قضايا؟! أليست النماذج العفيفة قضايا؟! كما أنّهم لا يقدمون حلولًا بل يوقدون جذوة الفساد في النفوس كي تشتعل ، واعين لحال البطالة وتأخر الزواج والفراغ .... وكل المفاسد والسلبيات والفجور منشأها سوء الحالة الاقتصادية... ولذا على القائمين على هذا الأمر يتقوا الله ويضعوا هذه الآية نصب أعينهم (وقفوهم إنهم مسئولون)