بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب: حينما كنتم جرذاناً تسكنون الجحور .. كنا هنا ندافع عن الوطن
الصفحات السوداء قد تطوي لكن التاريخ يحتفظ بـ أوراقه القديمة .. حملة المباخر وتجار الازمات مكشوفين

لا أعرف تأثير الكلمة وقوتها ، إلا حينما أجد من يتعمد أن يبحث في تغريداتي عمّا يظنه أمراً أتراجع عنه أو أندم عليه ، لم أحذف يوماً تغريدة كتبتها ، ولم أجبن يوماً من مواجهة ، ولم ترهبني وسائل رخيصة يتعمد من خلالها البعض إرهابي بها ، ولم ينل مني استفزاز أو محاولات صبيانية للتأثير على رأيي .
من أمسكوا العصا من المنتصف
وللسياسة دهاليزها وللوطني مواقفه نعادي من يعادي وطننا ونسالم من يُسالمه وستظل الكلمة هي السلاح الذي نواجه به كل من يستهدفنا ، فمن أمسكوا العصا من المنتصف جبناً وتخاذلاً وتقاعساً وخوفاً على أنفسهم ولمصلحتهم الخاصة ستنتعش تجارتهم اليوم ، ستجدونهم يطعنون في المواقف المشرفة التي لم ينالوا شرف الوصول إليها حينما كان من الواجب عليهم أن يكونوا في صف المدافعين عن الوطن وسط حملات الدعاية السوداء والتشويه .
ضريبة الصدق وحقائق التاريخ
وقد كتبت يوماً ان ضريبة الصدق قاسية ، والمتسلقون والمرائون والراقصون على الحبال وحملة المباخر وتجار الأزمات من يتلونون ويغيرون مواقفهم ليحصلوا على ثمن بيعهم لكرامتهم يستفيدون الصادق يؤثر ولكنه يخسر ، أمتنا مستهدفة مشروع الفوضى الخلاقة بدأ بثورات الخراب وهو مشروع لم ينته ، الدول لها سياسات في المواجهة والحقيقة الوحيدة أن من يموّل الإرهاب ومن يدعم الفوضى ومن يحرك الخراب ، أصبح معلوماً والأحمق والغبي ومن له مصلحة خاصة وحده من ينكر حقائق التاريخ فلم يعد الأمر خافياً على أحد .
أرشيف التاريخ لا يكذب
قناة جزيرة الشيطان التي كانت بوقاً للفتنة وتأجيج الصراعات الدموية في الوطن العربي ، لن تكفر عن جرائمها الدماء التي سالت والشعوب التي تشردت والدول التي انهارت ، كل ذلك سيرتبط بما فعلته قناة الجزيرة ومن مولها ، الصفحات السوداء قد تُطوى ولكنها تصبح في أرشيف التاريخ يا سادة ، اقلبوا الصفحة ، فالتاريخ يدعوكم لذلك ولكنه نفس التاريخ الذي يحتفظ بأوراقه القديمة ، فليست هنالك حرباً دائمة وقد تكون الحرب التي تصبح الشعوب وقودها بداية السلام ولكن السلام لا يَجبّ ما قبله ولا ينكره أو يلغيه .
المنبطحون وتجار الازمات
هنالك تجار للأزمات مرتزقة منبطحون مواقفهم للبيع ، وهنالك وطني شريف يعرف متى يجب أن يدافع عن وطنه ، ومتى يصمت من أجل مصلحة وطنه ، وفرق شاسع بين الاثنين ، وحينما تكون رخيصاً يستفزك الشريف وصاحب الموقف الوطني حينما تكون بلا كرامة يُقزمك صاحب الكرامة أكثر ، حينما تكون مفلساً من الأخلاق تحاول أن تطعن في أخلاق الآخرين ، حينما تختار أن تكون رخيصاً وجباناً ستختبيء ، حينما يدعوك الواجب الوطني للظهور ولكن في أول فرصة لك للخروج ستنادي بصوت عالٍ أنا هنا ، أتعلم كيف ؟ بأن تبحث عن الشرفاء وتحاول أن تشكك في مواقفهم ، حينما كنت جرذاناً مسكنك الجحور .
رضعوا الخيانة والكذب
لست هنا ومثلي الكثيرون لإثارة الإعجاب والبحث عن مصالح شخصية ، كنت هنا وسأظل مدافعة عن وطني ومصلحته ولو كره الكارهون وما أكثرهم ، من أصحاب الحسابات الالكترونية الوهمية الذين عاثوا فساداً وفتنة وتشويهاً رضعوا الكذب وعليه تم تدريبهم ، فلا بد أن يوظفوا كل حدث وكل خبر من أجل دعم دورهم كمرتزقة كانوا وما زالوا أحقر من أنجبت هذه الأمة ، إنهم من رضعوا الخيانة والكذب وجعلوه مصدر رزق لهم .
كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب «آهات الصمت» عن دار الكتاب الجامعي.. وكتاب «حاول مرة اخري» عن دار همايل.. ورواية «امرأة تحترق» عن دار اوراق