بأقلامهم
تركي الحمد يكتب: لماذا نعود الي السلف الصالح ونستشهد بأمهات المؤمنين؟!
كنت دائما أسأل نفسي سؤالاً مؤرقاً بالفعل : لماذا نحن دوما بحاجة إلى نموذج " سلفي " سابق نقيس عليه كل أمر مستجد من أمور الحياة ، فعلاً كان أو قولاً ؟! ، رغم أن الحياة تيار نهر متدفق، والنموذج بالضرورة بركة ماء راكدة، ولا أريد أن أقول آسنة العلم، وأقصد بذلك علوم الطبيعة ، لم تتطور ، وتحقق تلك القفزات التاريخية الكبرى، إلا حين تمردت على النماذج وقوالبها، فحققت تلك الانجازات العلمية التي نعيش في ظلها اليوم، إذ لو بقينا أسرى نماذج ارسطو وبطليموس واقليدس مثلا، لكنا اليوم ندور في حلقة مفرغة، وذلك كما أثبت توماس كوهن، وغاستون باشلار، وغيرهما من فلاسفة العلم .
فما بالك بعلوم الاجتماع التي تتعامل مع كائن من الصعب الإلمام بكل جوانبه الحياتية ، وبالعودة إلى موضوعنا الرئيسي، نقول هل من الضروري أن نستشهد مثلا بفعل إحدى أمهات المؤمنين، كي نقيس عليه، ونضفي المشروعية على مستجد من مستجدات الحياة، كإسهام المرأة في الحياة العامة، أو بما فعله أحد الصحابة أو التابعين من " السلف الصالح "،كي نثبت صحة هذا الفعل أو ذاك قياساً ؟! ، لماذا لا تكون مشروعية الفعل نابعة من ذاته، ومن صلاحيته وفعاليته في النفع العام مثلا، وليس قياساً على فعل اخر ؟! ، فالأفعال قد تتشابه، ولكنها لا تتطابق، كما قال بذلك الجاحظ منذ زمن، رغم أن الجاحظ ليس من " السلف الصالح " .
فإذا تطابق شيئان، فلا بد من أنهما شيء واحد، ذات واحدة القياس أداة معرفية قد تكون مساعدة أحيانا، ولكنها معيقة في أحيان كثيرة ، وتكون جزءً كبيراً من قيد عدم القدرة على الحركة الحرة المستقلة ، وبالتالي الإبداع في حياتنا المشروعية الحقة هي في ذات الفعل ، وقدرته على إنتاج ما ينفع الناس .
مقتطفات:
- لن يطول الأمر حتى تتحول تنظيمات العنف الطائفي إلى مزبلة التاريخ ، وانا واثق من كلامي هذا لدرجة اليقين المطلق، لأن ذات التاريخ يعلمنا أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح ، فليلقوا بمفرقعاتهم كما شاءوا، فلن تكون أشد من مفرقعات هتلر على لندن، ولكن لندن هي التي انتصرت في النهاية.
- ثلاثة أمور إن تحققت للمواطن، تحققت معها الشرعية السياسية الكاملة للحكم: ازدهار اقتصادي، حقوق إنسان، وحريات عامة، وعندها ليكن نظام الحكم ما يكون.
- كل الدلائل تشير إلى أن ملفات حقوق الإنسان، والأقليات، والحريات الدينية، وخاشقجي، ستعود إلى الظهور من جديد، لا كمبادئ، ولكن كمصاحف على اسنة الرماح.