تحقيقات وحوارات
مريم الكعبي تكتب : رسالة اعلامنا ملاحقة " الصدر والساق " .. ويقفز بجنون للجنون
- وصلنا لمرحلة نستضيف فيها وجوه كي تتحدث عن بطانة فستان وذراع عارٍ .. كارثتنا في إعلام يريد إعلاماً
البشر لا يحاسبونك على الكراهية فحسب ، ولكنهم يحاسبونك على مشاعر الحب كذلك ، لا تجعل قيمتك في عيونهم فكل ما تحمله الوجوه يتغير ، ولا تلوموا التافهين على تصدرهم المشهد ، فهنالك سوق عالمية قائمة على صناعة التفاهة ، فحينما تجد الكتف والصدر والساق في مائدة الإعلام وجبة رئيسية فاعلم بأن بورصة التعري أسهمها في ارتفاع ، فالعلاقة التي تجمع الطرفين طردية .
- سوق الجواري يتسع
ولا أستغرب موجة التعري فهي بضاعة ، ولكني أستغرب جداً من الأسواق المفتوحة لهذه البضاعة ، سوق الجواري اتسع " واللي ما يشتري يتفرج " ، وعلى المتضرر اعتزال المشهد واللجوء للصمت ، وكل التافهين قد تكون لهم قيمة يوماً ، إلا أولئك الذين يصرون على أن قيمتهم في تفاهتهم ، وتخيّل أن تكون رسالة الإعلام اليوم ملاحقة كتف وساق ، ثم يبحث نفس هذا الإعلام عن توجيه العقل الجمعي العربي ، كارثتنا في إعلام يريد إعلاماً .
- عبلة كامل الاكثر تواجداً
وهنا أحيط الباحثات عن الشهرة الرخيصة علماً ، بأن النجمة الأكثر تواجداً على مواقع التواصل ، لم نرها يوماً في مهرجان ولا في مقابلة تلفزيونية ولا في حلقة من برامج نيشان أو وفاء الكيلاني الممتدة قبل وبعد كورونا ولم نشاهدها على سجادة حمراء أو خضراء أو بنفسجية إنها " عبله كامل " ، ومن يبحث عن الرخص ليحقق مكسباً يضيع بنفس الرخص ولكن مع مزيد من الهوان ، وحينما تعجنون من التفاهة مقادير النجاح لا تحزنوا على من يتسممون ، فما أجمل فقر الجيوب أمام فقر العقول .
- " الحرية " سيئة السمعة
وأمام كل مطب أخلاقي وفكري تجدون سيئة السمعة " الحرية " المتهم البريء التي حملّتها الإنسانية فوق ما تتحمل ، جددوا الهواء في غرف عقولكم فهنالك ملّوثات عديدة تسربت في غفلة منكم ، واخلعوا الأقنعة فقد اكتفينا من التمثيل ، أيها السادة : وصلنا إلى مرحلة تتم فيها استضافة وجوه للحديث عن بطانة فستان وعن ذراع عارٍ ، نحن نقفز بجنون للجنون ، نمسح قيمة ما نقدمه بدون أدنى شعور بالذنب أو بالمسئولية ، نحن نقدم التفاهة والسطحية على طبق من الابتذال .
لسنا أفضل بما نُظهره للناس عن أنفسنا ، نحن أفضل بمقدار ما نعرفه من حقيقتنا التي لا يراها الاخرون ، فالصور الملّونة جذابة ، لذا يكثر استخدامها ويكثر المخدوعين بها .