بأقلامهم
خالد العوامي يكتب: إبراهيم محلب.. منقذ الاستثمارات الغارقة
رغم كل الماء العذب الذي تصبه السماء في البحر إلا أن مياهه تبقي مالحة لا تروي ظمأي ولا تسقي عطشي، ومن هنا ليس من الفطنة في شئ أن نرهق أنفسنا مع أصحاب نفوس ضعيفة، سواد قلوبهم لن يتغير مهما بُذل من مساع إصلاح وتهذيب، فاذا كان للبحر مد وجذر وللقمر نقص وكمال وللزمن صيف وشتاء، يبقي الصدق واضحاً والحق ابلجاً لا يحول ولا يزول .. و .. ولا يتغير.
وفي جلسة خاصة جمعتني ودولة رئيس وزراء مصر السابق والمدير التنفيذي لمجموعة «بيت الخبرة»،
المهندس ابراهيم محلب، جلسة استمرت قرابة الساعة كان خلالها كعادته دائماً مهموماً بقضايا الوطن، مستاء من أحاديث إفك تبرز علي السطح بين الفينة والاخري، أحاديث تستهدف النيل من الرموز وضرب مصداقية مؤسسات وطنية تبني وتعمر وتضرب بجذورها في عمق التاريخ.. يبدو أنها حرب باغية تبغي تجريف الوطن من رموزه، وألا يبقى لنا "رمزاً واحداً" حياً كان .. أو .. أو ميتاً.
حرب جديدة ضد الوطن
رحي حرب جديدة ضد الوطن دائرة، لم ولن تضع أوزارها، حرب ضروس لا هوادة فيها، حرب تستهدف تجريف وتدمير كل قيمة وكل رمز نفخر ونقتدي به، أحسبها واحدة من أخطر الحروب التي تواجهها الدولة المصرية، حرب تضرب في العقيدة وتشكك في الثوابت، وتطعن في الرموز، لخلق حالة من الشك والريبة في جوف أبناء الوطن تجاه كل الوطن، وتجاه كل ما هو وطني وشريف داخل الوطن.
يريدون إصابة المجتمع في صميم تكوينة، ليتحول إلي كيان رخو هش تذره رياح الريبة وزوابع الزيف، فيسقط الوطن وتنهار الدولة، بيد أنهم أشبه "بـ من يبكي علي الوطن ولا يزرع في رصيفه وردة".. بئس المأرب الخبيث.
بؤساء نعم هم بؤساء، لا يعرفون أن "للوطن رب يحمية"، للوطن رجال أوفياء قادرون علي درء كل مفاسد السوء، للوطن شعب قانع طموح قادر علي فرز كل ما هو "عُتل وزنيم"، ستبقي مصر ومؤسساتها محروسة من أحاديث الإفك حتي يوم الدين.
إبراهيم محلب دينامو المشروعات القومية
إبراهيم محلب الذي يتولي حالياً منصب المدير التنفيذي لواحدة من أعرق مؤسسات مصر الاقتصادية "مجموعة بيت الخبرة"، شارك في بناء قاعدة الصواريخ في حرب اكتوبر المجيدة، وقال عنه الرئيس السيسي في أحد المؤتمرات "أنا محتاجه ومش هسيبه.. أنا عاوزه جنبي"، تقلد عشرات المناصب القيادية، رجل المهام الصعبة، دينامو المشروعات القومية، منقذ الاستثمارات الغارقة، خدم الوطن بصدق وتفان، وسيبقي رمزاً مضيئاً من رموز الجيل، رغم مساع بغاة يعتنقون "فكر أعوج".
دولة اللا دولة
تولي محلب رئاسة حكومة مصر في أحلك الظروف سواداً، في وقت تواري فيه كثيرون فارين خوفاً من تبعات المسئولية، كنا دولة اللا دولة "شبه دولة"، لا مياه ولا كهرباء ولا طرق ولا وقود ولا خدمات، باختصار كان الوطن يقف علي حافة الجسر، فتصدر الرجل المشهد بجسارة واقتحم ميدان العمل بصدر عار، اجتهد وواصل الليل بالنهار من أجل وضع حجر في البنيان، أصاب وأخطأ، نجح وفشل، لكنه ابداً لم يخون، بل غرس نبتاً صالحاً.. ثم .. ثم سار علي نهجه من أتي بعده، كان لسان حاله يقول: "ان لم يكن لنا الوطن حراً آمنا مستقراً فلا عشنا ولا عاش الوطن".
دولة رئيس وزراء مصر السابق، ثق أن الأعمال أعلي صوتا من الكلمات، أعمالك خلفك وأمامك تحكي عنك، وطالما يركلك بغاة الفكر الأسود من الخلف فاعلم آنك في المقدمة.. صدقني مازلت انت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون: مازالت الدنيا بخير.