تحقيقات وحوارات
المؤامرة الكبري لتقسيم ليييا لـ 3 اقاليم برقة وطرابلس وفزان.. هؤلاء تواطئوا وباعوا الوطن| عادل ياسين يكشف بالفيديو مفاجآت مدوية
عضو الاعلي للقبائل الليبية في اخطر حوار صحفي : مواقف مصر والسيسي مع ليبيا يسجلها التاريخ بكل فخر
• مطالب العودة لـ دستور 51 يقسَّم الدولة لـ 3 دويلات .. ويؤجج الصراع والحروب علي النفوذ والثروة في البلاد
• إنذار أخير | سرعة اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هو الخيار المنقذ .. وبدونه سوف تنتهي ليبيا الي الابد
• حكومة الدبيبة جوعت الليبيين ووضع الجنوب شبه ميت .. بدون مياه وكهرباء واموال .. لا مقومات للحياة
• ليبيا اصبحت رهينة للقرار الدولي وتحكمها سفارات الدول الاجنبية .. والتدخلات افقدتنا السيادة علي اراضينا
يبدو ان المسار السياسي والدستوري في الداخل الليبي يواجه مزيد من المطبات الصعبة التي ربما تعرقل مسيرة التوصل لحل سياسي الامر الذي يدفع الاوضاع الي كثير من التعقيدات خاصة بعد قيام ما يزيد عن 30 نائب في مجلس النواب الليبي مدعومين بعدد من فرقاء المشهد الداخلي والخارجي لتقديم مبادرة تتبني خيار العودة الي دستور 1951 وذلك لاستدعاء اوضاع ما قبل الملكية وتقسيم البلاد الي 3 اقاليم " برقة وفزان وطرابلس " مطالبين بطرح المبادرة علي الاستفتاء الشعبي العام الامر الذي احدث حالة جدل واسعة النطاق بداخل الدولة الليبية .
وحول اخر تطورات المشهد الليبي اجرت " بوابة الوكالة نيوز " حوارا شاملاً مع الدكتور عادل ياسين عضو المؤتمر الاعلي للقبائل والمدن الليبية والذي اشاد بمحورية الدور المصري الذي يدعم خيارات الشعب الليبي ويقف حائط صد منيع ضد مؤمرات التقسيم والاستيلاء علي خيرات وثروات ليبيا مؤكداً علي ان التاريخ يسجل وبكل فخر لمصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي مواقف تاريخية مشرفة تدافع عن ليبيا وتحفظ لها سيادتها وامنها واستقرارها .. سطور الحوار التالي مع الدكتور عادل ياسين عضوٍ المؤتمر الاعلي للقبائل والمدن الليبية تحمل المزيد من التفاصيل الهامة :
* سألناه في البداية عن نظرة الداخل الليبي للدور المصري في دعم ليبيا واستقرارها ووحدة أراضيها وبالأخص ما يسمى بالتقسيم أو الفيدرالية ؟
** لا احد يستطيع أن ينكر أهمية وايجابية الدور المصري في الملف الليبي وقد برزت محورية هذا الدور في مواقف متعددة لوضع حد والتصدي للتدخل الخارجي في شئون ليبيا في ظل مساعي اطراف اخري دولية متآمرة تبغي الاستيلاء علي ثرواتها الامر الذي اعطى لمصر الحق في أن تقف موقف الدولة الشقيقة الداعمه والمدافعة عن شقيقتها ليبيا .
ففي ظل تنامي الصراع الداخلي بين اطراف الازمة تزداد احتمالات ومؤمرات تسعي نحو تقسيم ليبيا الي دويلات ، ودائما تجد مصر دولة فازعة مدافعة واقفة بجانب الشعب الليبي وهذا ليس بغريب على مصر قيادة وشعب ومواقف القيادة السياسية المصرية ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مواقف مشرفة يسجلها التاريخ بكل فخر وهذه هي عادة مصر دائماً أن تكون بجانب اشقائها الليبيين، فمصر هى الدولة الاقرب الي الدولة الليبية من حيث تقديم المساعدات والتسوية السياسية ، ودعم كافة الاطراف من اجل التوصل الي مسار سياسي يحفظ علي دولتنا امنها واستقرارها ويحفظ وحدة وسلامة اراضيها خاصة وأن ليبيا الان تواجه ازمة جديدة تلوح في الافق ازمة تستهدف تقسيم الدولة وللأسف أصبح الوضع القائم في ليبيا وضع غير مبشر .
* برز علي السطح مؤخراً مطالب بالعودة الي دستور عام 1951 الذي يمهد للنظام الاتحادي او بمعني ادق الفيدرالي لتقسيم البلاد الي ثلاثة اقاليم فكيف ينظر الداخل الليبي إلى هذه المطالب؟! ولماذا في هذا التوقيت؟
** مطالب عودة ليبيا لدستور عام 1951، سيؤدي لوضع حدود بين الشرق والغرب والجنوب وسوف يسفر ذلك عن تقسيم البلاد الي 3 أقاليم “ فزان وطرابلس وبرقة “ وهذا بالطبع امر مرفوض لا يقبله لا الشعب ولا اي عاقل يريد لليبيا الخير، فالجميع يعلم أن ليبيا اقتصادها على البترول والنفط والغاز، فالكل ينظر أن هذا البترول ملك مقدس للإقليم، فهناك منابع تصدير بالشرق ومنابع بالغرب، وهذه ميزة من عند الله حتى لا تنقسم ليبيا، ولكن الوضع الحالي أن ليبيا تتجه للتقسيم والفيدرالية والنظام الاتحادي، وهذا الخيار توابعه سيئة علي مستقبل الدولة لانه يرسخ للانقسام ويدفع نحو مزيد من النزاع والحروب بين الأقاليم الثلاثة خلافا على الثروات والنفوذ وايضا على البترول.
وللأسف منذ أيام كانت هناك اجتماعات بين أعضاء مجلس الدولة من أجل حل مشكلات ليبيا ولكن حدث شقاق وانقسام كعادة مثل هذه الاجتماعات ، ونتج عن ذلك استمرار في تعثر المسار السياسي في البلاد ، وترسيخ خيارات عدم التفاهم بين الأشقاء الليبيين وبالاخص عدم التوافق على مسئوليات واختصاصات السلطة، وبالطبع يقود هذا الانقسام السياسي الكبير كل الاطراف إلى طريق مسدود وعدم التلاقي بين كل السياسيين سواء كانوا أعضاء في البرلمان أو في مجلس الدولة أو في الحكومتين الغربية والشرقية .
وماذا عن توابع وخطورة هذا التقسيم حال حدوثه ؟! كيف تتصورون شكل البلاد ؟!
توابعه بلا شك كارثية علي مستقبل ليبيا وسيكون هناك حكومة في الجنوب واخري في الشرق وبمعني اخر سيكون لكل اقليم حكومه مستقلة بذاتها ويؤسفني القول ان الشئ الخطير هو حالة الفراغ السياسي التي تعيشها الدولة الان واحسب ان سبب ذلك هو حالة عدم التوافق والانسجام بين الفرقاء السياسيين، فالكل ينظر إلى أنه له الحق في حكم ليبيا، فهناك حكومة طرابلس في الغرب وكذلك حكومة باشأغا في الشرق الليبي بصراحة الوضع خطير جدا.
وهذا الانقسام السياسي حاليا اتجه إلى أرض الواقع، وبالأخص ما حدث في اجتماع اعضاء مجلس الدولة ومجلس النواب وتقديم بعض النواب ورقة تطالب بعودة للعمل بدستور عام 1951 الذي يقود ليبيا كما قلت مسبقا الي ثلاث دويلات وثلاث حكومات وثلاث رؤساء، ولا يظن اصحاب هذا الطرح ان ليبيا بهذا الخيار سوف تنجو وتنهي نزاعاتها وصراعاتها بل علي العكس سوف يتعاظم الانقسام والنزاع كما سيكون هناك صراع على البترول والنفوذ.
ويحزنني وانا مواطن ليبي ان أقول اننا نفتقد لما يسمي بسيادة الدولة بسبب استمرار التدخلات الخارجية التي أدت لمزيد من الانقسام ، وأصبحت ليبيا الان رهينة للقرار الدولي وليس للقرار الليبي ، فليبيا ليس لها قرار سيادي على أرضها، فالسفارات هى من تحكم ليبيا والدول الأجنبية وعلى رأسها مجلس الأمن يتحكمون في مصيرنا فقد وصلت بلادي لهذا الوضع المأزوم بسبب تدخلات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وسفارات بريطانيا وامريكا وتركيا كلهم يتواجدون علي ارض ليبيا، الامر الذي يؤجج الصراع ويزيد من حدة التنافس و التطاحن بين هذه الدول من اجل الفوز بخيراتنا ونفطنا وجميعهم رابحون والخاسر الوحيد هو الشعب الليبي.
* هل ترى أن هناك فرصة للنجاه من خيار التقسيم وكيف ينظر الشارع الليبي لهذا الطرح؟
** فرص النجاه في ايدي الليبيين وحدهم دون غيرهم لكن شريطة الاتفاق والتوافق والشارع الليبي ينظر الي هذا الطرح بحالة رفض واستياء وغضب وعدم رضا عن هذا الوضع السياسي الغير مستقر فأصبح هناك تمييز بين المواطن في الغرب والشرق والجنوب، فالوضع في الجنوب سيء جداً تقريباً " شبه ميت "، فلا تواجد مقومات للحياة لا مياة ولا كهرباء ولا اموال، ما يقارب الـ 700 ألف نسمة من الليبيين في الجنوب بلا وسائل للعيش في الحياة، ويرجع ذلك لحكومة الدبيبة المنتهية ولايتها وتسيطر علي السلطة في الغرب دون سند من القانون والدستور وعلي غير رغبة الشعب الليبي كما انها سيطرت على السفارات والأموال حتي أصبح هناك اشمئزاز شعبي من وجودها الغير شرعي.
وللأسف قرار التقسيم بات قرار قريب جداً وبمباركة دول أجنبية، تسعي الي فرضه علي واقع البلاد عن طريق أفكار ومبادرات واساليب سياسية ثعلبية ، ورغم أن البعض يقول إلى قرار تقسيم ليبيا أو النظام الاتحادي ، سيجعل هناك اتحاد بين الثلاث أقاليم، ولكن هذا كلام هراء فإذا كنا لم نتفق مع بعضنا في السلطة الحالية هل سنتفق ونحن اقاليم ودويلات متجاوره متنازعة انهم يدقون اسفين الصراع الازلي بين ابناء الشعب الواحد .
* وما هى رؤيتك لطرح حلول أو مبادرات جديدة تجهض مؤامرة التقسيم التي تهدد مستقبل الدولة الليبية؟
** في تقديري المتواضع ان الحل والمخرج الوحيد لهذه المشكلة المزمنة في ليبيا هو خيار واحد احسب انه لا بديل عنه وهو الاسراع في اجراء الانتخابات الرئاسية وايضا الانتخابات البرلمانية، وانهاء حالة الجمود السياسي فلابد وأن يكون لليبيا رئيس دولة وكذلك لابد وان يكون لها برلمان جديد منتخب يمثل ارادة الشعب وهذا الخيار هو الخيار الوحيد المنقذ للدولة الليبية ، وعلي حسب ما أري إذا لم يكن هناك برلمان جديد ورئيس جديد في اسرع وقت، فستكون ليبيا قد انتهت للأبد ، ولا ابالغ اذا قلت ان هذا هو الإنذار الأخير لليبيين، لأن الوضع أصبح علي المحك والمسار بات مسدود سياسياً الامر الذي لا يحد معه اي قبول بين الليبيين لاستمرار الوضع علي ما هو عليه .
* كيف ترى دور القوات المسلحة الليبية التي تمثل رمانة الميزان ورمز الحماية للدولة والشعب من مخاطر التقسيم والأطماع التي تدور حول ثروتها؟
** فعلاً القوات المسلحة الليبية هي رمانة الميزان في ليبيا واي دولة في العالم تكون لها قوات مسلحة ووزارة داخلية ووزارة دفاع، وليبيا الآن في المنطقة الشرقية يوجد بها وزارة داخلية ودفاع وقوات مسلحة وجيش من قبائل الشعب الليبي، وهذا الجيش اتجه لطرابلس، ولكن بسبب التدخلات الأجنبية ومجلس الأمن، لن تتمكن والقوات المسلحة من الدخول لطرابلس، لذلك حدث احتياجات، وتم توحيد المنطقة العسكرية، ولكن هناك رجال وطنيين بالقوات المسلحة يسعوا لتوحيد الجيش شرقا وغربا وجنوبا، فلا يوجد جيش مع جيش بجميع المناطق، فالعلم وقف ضد توحيد المنطقة العسكرية في ليبيا، وهذا السبب الذي أدى للانقسام، فالعالم يريد عدم توحيد ليبيا، فالشعب الليبي لا زال نائم لا يدرى بحجم المشكلة التي وقع بها.
و نتمنى من أشقائنا في مصر أن يكونوا في هذه الأوقات العصيبة مع الليبين حتى لا تنقسم ليبيا.