اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

دراما رمضان 2023 تمجد المرأة و تقسو على الرجل

دراما رمضان 2023
دراما رمضان 2023

 

 

 

 

دراما رمضان 2023  ..أعمال كثيرة في الأونة الأخيرة تدور في فلك المرأة، و حول نقطة واحدة لا تتغير و هي تقدير المرأة وحقوقها، تم تقديم الفكرة بشتى الطرق و  تحدثت معظم الأعمال الفنية في السنوات الماضية عن الفكرة ذاتها بأكثر من أسلوب، فبعد الحديث عن حق المرأة في الطلاق و بعد الطلاق و حقوقها في العيش كما تحب و كما تريد بغض النظر عن ما يتعرض له الابناء من معاناة نفسية  لا يمكن محوها و نسيانها.

و بعد الانتهاء من حقوق المرأة في العمل و النجاح و قدرتها على فعل ما يفعله الرجال، و ما يحققوه ، و حقوق المرأة في الزواج لعدة مرات حتى تعثر على شريك حياتها الذي ستموت معه، بعد أن قضت حياتها في التجارب و الاختبارات.

بدأنا في تولي المرأة للمناصب العُليا مثل رئيسة نيابة و عمدة بلدة، بل و عملها في مهن لا يتحمل مشاقها الرجال منها العمل في البناء و صيد الأسماك.

دراما رمضان 2023   :

و حتى أن العمل الوحيد الذي كان يناقش حقوق الرجل و احتياجه للاهتمام العاطفي من الزوجة، خاصةً في مرحلة أزمة منتصف العمر و هو مسلسل "مذكرات زوج"، نجد أن العمل في النهاية يمجد المرأة و دورها الشاق في الحياة و ادارة شؤون المنزل، بالطبع لا أحد يستطيع انكار هذا المجهود البدني و العقلي و النفسي الرهيب الذي تقوم به المرأة في بيتها و منزلها، و لكن لماذا لا يوجد من يعترف بمجهود الرجل و ما يبذله من جهد كبير لادارة شؤون الاسرة الاقتصادية ؟ ما يتحمله من مضايقات و اهانات و ضغوطات من أجل بيته و أبنائه، ما يراه من أعداء متربصون به و آخرون يحاولون اصطياد الأخطاء له، متاعب أن يفقد رب أسرة عمله و لا يجد وظيفة في تخصصه فيضطر العمل في مهنة أقل شأناً ليلبي احتياجات بيته و أسرته.

 

 بل أنه بذلك سيكون محظوظاً إن لم يعاني من البطالة ؟ أو أن تموت أحلامه و يضحى بطموحه الذي يراه يتحطم أمام ناظريه من أجل كسب الرزق كي يتكفل بأسرته، حيث يمضى عمره دون أن يحقق أي شيء كان يتمناه بسبب ضغوطات الحياة المادية و الأعباء الاقتصادية التي يقضي عمره يلهث ورائها ؟ أو اضطراره مضحياً بكرامته تحت ضغط الظروف المادية للزواج من امرأة أكثر ثراءً  منه تعامله بتكبر و تنهر كبريائه و كرامته في كل يوم، بل انها تنفصل عنه و تحرمه من ابنائه كي تنتقم منه و تذله؟ ألا يوجد رجال يقفون على درجات المحاكم بتهم ملفقة كي تنتقم الزوجة المتسلطة لطلاقها ؟؟؟ 

دراما رمضان 2023   :

لما لا يوجد من يتحدث بلسانهم، فالرجل لا يتم ذكره إلا حين يريد خوض نزوة قد تدمر حياته الأسرية، ألا يوجد رجل يتحكم في عواطفه و  شهواته من أجل بيته و أسرته ؟

ألا يوجد رجل يحمل أعباءً  لا يتحملها بشر من أجل أبنائه ؟ ألا يوجد رجل يقوم بدور الأب و الأم بسبب اهمال زوجة أو استهتار أم أو  وفاتها أو انفصالها عنه لخوضها هي مرحلة أزمة منتصف العمر ؟

لماذا النساء جميعهن محقين ؟  و الرجال جميعهم شياطين ؟ فجميع مسلسلات العام تدور حول رجل يخوض نزوة عاطفية ما يجعله يهدم حياته الزوجية من أجلها، و لا يقدر زوجته و ما تقدمه له من اهتمام خفي وراء المطالبات المادية الكثيرة من أجل الابناء أو وراء عصبية شديدة بسبب ضغوط الحياة.

و تكررت هذه التيمة في مسلسلات "الهرشة السابعة" و "علاقة مشروعة"  و "مذكرات زوج" و "جميلة".

دراما رمضان 2023   :

هل الدراما  تحاول الغاء دور الرجال في الحياة المهنية و الشخصية؟ فحتى بعد الطلاق و الانفصال نجد أن الرجل يصبح ضائعاً بدون امرأة تهتم به، في حين أن المرأة هي من تحقق النجاح في العمل و الاستقرار النفسي و تحظى بالسلام الداخلي وتجد الفرصة لتحقيق ذاتها و لا تتعرض لأي أزمات بعد الطلاق سواء نفسية و معنوية بسبب احتياجها لشريك حياة أو معاناتها من الوحدة أو افتقادها لحياة اعتادت عليها ، أو ما تتعرض له من مضايقات مزعجة من الآخرين بعد انفصالها و طمع الرجال فيها، و  لا حتى ازمات مادية بعد أن تنهال عليها الوظائف، و  تحقق ما فاتها في سنوات رعاية الزوج و الابناء.

من يقرأ ما سبق سيظن أنني متحاملة  على المرأة أو انني رجل فلا أرى ما تقدمه المرأة للمجتمع، و لكن الحقيقة و الواقع هو ما جعلني أتحدث في هذه النقطة، فهناك رجال بالفعل جيدون مع نساء لا تقدرهم، و هناك رجال تعاني من ضغوطات الحياة التي لا تنتهي و  هناك رجال تقاوم شهاواتها و تضحي من أجل ابنائها، و لكن تعمد الدراما الحديث بوجهة نظر واحدة طوال الوقت، و  عدم الانصات او التحدث عن وجهة النظر الأخرى لا يحقق التوازن في عرض كل وجهات النظربمنظور كل واحد من أفراد المجتمع.

دراما رمضان 2023   :

الواقع أن المرأة تعمل بالفعل في مهن مرهقة و تمضي أكثر من 11 ساعة خارج المنزل، فبالتالي لا تجد الوقت للاهتمام بتفاصيل بيتها و ابنائها و زوجها، و لا تجد الوقت لتربية الأبناء  و تقويم نفسيتهم، ما يتسبب في حالة فتور لا يمكن تحملها و انفصال الزوجين عن بعضهما،  بل أن المرأة التي لا تعمل تشعر دائماً أنها خادمة بلا أجرة، لم تحقق كيانها و  لم تشعر بقيمة ذاتها، و كأن دورها كأم و محاولاتها لانشاء جيل سليم ليس له قيمة حتى في أعين نفسها، بل أنها تشعر زوجها و ابنائها دائماً بالتفضل عليهم، لما تقوم به من واجب فُرض عليها،  و  كانت النتيجة انتشار الجريمة مؤخراً و سوء الخلق في التعامل بين الجميع، انتشار العقد النفسية بين الشباب و كره الاخوة لبعضهم البعض، كل هذا بسبب المرأة العاملة  التي لا تجد الوقت الكافي لتربية الأبناء و الغوص في مشاكلهم، بالطبع ليس جميع النساء و لكن أغلبهن كذلك.

الحقيقة أن هناك عالم كامل به كبار و صغار و  رجال و نساء و  شباب و مراهقين  و أطفال و شيوخ و لكلاً منهم دوره الهام و حقه في الحصول على التمجيد الذي يستحقه، فالعالم رجل و امرأة و  ليس امرأة فقط، لكلاً منهم حقوق و عليه واجبات، فللمرأة حقوق و  للرجل حقوق و للابناء حقوق و  للمجتمع حقوق، فلماذا لا يتحدث صناع الدراما إلا عن حقوق المرأة ؟؟؟