الفن
مسلسل وجع القلب يثير تساؤلات الجمهور : هل يصبح خليل نسخة من والده ؟
مسلسل وجع القلب ..بالرغم من نسب المشاهدات التي تعتبر ضعيفة إلى حد ما، و لكن يعتبر المسلسل التركي "وجع القلب" من بطولة ألب نافروز و إيرام هيلفجي أوغلو من افضل المسلسلات التركية المعروضة في تركيا حالياً، حيث يطرح المسلسل قضية العنف و لكن تلك المرة ليس ضد المرأة وحدها، بل العنف ضد الرجل الابن أيضاً، كيف ستكون نتائجه، فتخيل أنك طفل تتعرض للعنف كل يوم في حياتك الأسرية من والدك و أقرب الناس إليك و على أتفه الأسباب و أحياناً يكون السبب هو اقترابك من والدتك أو بمعنى أصح غيرة والدك منك على زوجته، فهل يمكنك أن تتخيل حجم المعاناة التي قد يتعرض لها هذا الطفل بشكل يومي، و كيف يمكن أن تكون شخصيته حين يكبر على ذلك و هو معنف من والده و محروم من حنان والدته قليلة الحيلة، فكيف يمكن أن يكون مضطرب و يعاني ألماً نفسياً كبيراً.
و لكن الأهم كيف سيكون هذا الرجل المعنف بعد الزواج، هل سيعامل زوجته بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها والده مع والدته، فقد رأينا كيف أنه لا يستطيع التحكم في أعصابه و دائماً ما يتهجم على من يتحدث معه، نظراً لاعتياده على هذا الامر الذي أصبح شيئاً عادياً بالنسبة له، رغم عدم رضائه من داخله عن ذلك، و لكن هل الطبع يغلب التطبع ؟
مسلسل وجع القلب :
في الحقيقة إذا سلكت الأحداث هذا الاتجاه و تم تسليط الضوء على خليل بعد زواجه من زينب و كيف أنه لا يستطيع التخلص من طباع والده التي زرعها فيه، و كيف يمكن لمثل هذه الشخصية أن تتلقى علاجاً نفسياً لترويضها، خاصةً و انه من داخله يعرف جيداً أن العنف من أسوأ الطباع على هذه الأرض، فقد يكون المسلسل بالطبع صاحب فكراً جديداً، و ربما يصبح فيمنزلة مسلسل فاطمة لعلاج المغتصبات،ليكون هذا المسلسل بمثابة دورة نفسية لعلاج المعنفين للتخلص من آلامهم النفسية و عنفهم المعتاد .
تدور أحداث المسلسل المأخوذة عن قصة حقيقية حول السيدة جنة التي تتعرض للعنف على يد زوجها المريض نفسياً، و الذي كلما اعتدى عليها بالضرب يندم بعد ذلك و يترجى منها العفو و السماح، و بعد أن انجبت منه ثلاثة ابناء منهم الولد خليل/ألب نافروز ، بدأ يغار عليها غيرة ليست طبيعية، حتى انه كان مهوساً بها لدرجة أنه يضرب ابنه لمجرد أن يراه ينعم بحضن والدته، و ظل يعامل الطفل بمنتهى القسوة، فيضربه و يهينه على أقل الأسباب، حتى كبر الطفل و أصبح شاباً يافعاً يستطيع أن يتصدى لوالده، و لذلك يطرده والده من المنزل ليصبح خليل مشرداً بسبب والده المهووس، أما عن الاختين فالكبرى تأخذ نصيبها من العنف و الاهانة هي الأخرى، في حين أن الصغرى هي الفتاة المدللة، التي يحبها والدها حباً غريباً.
مسلسل وجع القلب :
و تتواصل السيدة جنة مع "زينب" إيرام هيلفجي أوغلو، وهي المحامية التي رأت لافتتها الإعلانية من نافذة غرفتها في المستشفى وتعطيها رسالة مغلقة ليتم فتحها بعد وفاتها.
و بالفعل بعد وفاة السيدة جنة تفتح زينب الظرف المغلق، لتجد فيه اتهاماً صريحاً بأن زوجها هو من قتلها و تريد القصاص لروحها منه و أخذ حقها بالقضاء العادل بعد وفاتها، و بالفعل يتم القبض على زوج جنة بناءً على البلاغ المقدم من محاميتها زينب، و لكن كي يتم اثبات التهمة عليه، خاصةً أن المدعية فارقت الحياة، لابد من شاهد على كل ما فعله الأب في حق زوجته، و لكن الابنة الكبرى تخشى الشهادة على والدها خوفاً و رعباً منه، و الأبنة الصغرى تحب والدها حباً كبيراً، و قد تفرط في اخوتها من أجله بل أنها كانت دائماً ما تثير الفتنة في البيت و تشي بأخواتها إذا ارتكبوا أي فعل خاطيء، و كانت تلك هي طريقتها لتحظى بحب والدها و تأمن بطشه.
مسلسل وجع القلب :
فلا تجد المحامية أمامها غير حل واحد و هو اللجوء إلى خليل الابن الذي يعاني من عنف والده و لديه عدة أسباب تجعله يقبل بالشهادة ضد والده ليأخذ حق والدته التي قُتلت على يده.
و تبدأ زينب اجراءات القضية في الوقت الذي تقع فيه في حب خليل الشاب الوسيم المجروح و الذي عاش حياة قاسية، فكلما اجتمع خليل مع زينب ليروي لها يوم مؤلم عاشه مع والده، تتعاطف معه أكثر و تقع في حبه أكثر، كما أنه يتسم بالكرامة و الرجولة و الكبرياء و الاعتزاز بالنفس رغم حرمانه و مرارة القسوة التي لا تفارق صوته و نظراته أبداً.
و لكنها تلاحظ عليه دائماً أنه سريع الغضب و دائماً ما تسبق يديه لسانه و عقله و أنه لا يتسم بالصبر أبداً ، فكيف يمكن أن تنتهي قصة الحب تلك بعد كل الاضطرابات التي يعاني منها خليل، كما أن زينب تعاني هي الآخرى بعد زواجها الأول الفاشل و جرح قلبها الكبير، ما يجعلها غير مستعدة لتحمل فشل آخر، فهل ستتزوجه زينب أم أنها سترفض الزواج منه بسبب طبعه الذي يُصعب التخلي عنه ؟