اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

علي الشرفاء الحمادي يدعو المسلمين للاحتفال بذكري نزول القرآن في العشر الأواخر من رمضان

المفكر العربي الكبير يحذر من الروايات المحرفة واستغلال عواطف الناس: نور القرآن سيبقي مضيئا حتي قيام الساعة

الوكالة نيوز

قال المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في العشر الأواخر من شهر رمضان ينبغي على المسلمين أن يحتفلوا بذكرى نزول القرآن ويتدارسوه ويتدبروا آياته وحكمة تشريعاته ومعرفة منهاجه لحياة الإنسان في الدنيا، لكي يعيش حياة كريمة في ظل الاستقرار والسلام، وفي الآخرة يجزيه الله جنات النعيم مضيفا إن ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على قلب الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، فهي قد مضت وانقضت ولن تعود مرة أخرى إلى قيام الساعة، ومن كان يريد محتوى تلك الليلة، الحدث العظيم بنزول القرآن على الرسول، فالقرآن باق حتى قيام الساعة، والمفروض على المسلمين في العشر الأواخر من رمضان أن يحتفلوا بذكرى نزول القرآن ويتدارسوه ويتدبروا آياته وحكمة تشريعاته ومعرفة منهاجه لحياة الإنسان في الدنيا، لكي يعيش حياة كريمة في ظل الاستقرار والسلام، وفي الآخرة يجزيه الله جنات النعيم.

- روايات تجلي فيها الجهل

وتابع علي الشرفاء تصريحاته قائلاً: أما ما يردده شيوخ الدين، فهو تراث وروايات تجلى فيها الجهل بكل صوره، تستهدف هجر القرآن والانصراف عن المنهاج الإلهي وشريعته، ليبقى الإنسان حبيس أفكار البشر وما فيها من مغالطات وتغييب للعقل واستهانة بمقاصد الآيات والابتعاد عن النور الإلهي الذي يشع من القرآن، واتباع ما يقوله أتباع الشيطان، وما يرددونه من روايات تتناقض مع القرآن، وتستهين بعقل الإنسان، ويسوقون المسلمين كالأنعام لنصدق ما يقولون من تزوير وبهتان.

واضاف المفكر العربي الكبير :ألم يأمرنا الله أن يتفكر كل إنسان وهو وحده سيتحمل قراراته بناء على فهمه للقرآن وسيحاسبه الديان يوم الحساب، هل اتبع الكتاب أم اتبع شيوخ الضلال وخاب وخسر الدنيا والآخرة؟!

- الاقتداء برسول الله

وتابع تصريحاته: ألم يأمر الله المسلمين بأن يتدبروا في آياته ومعرفة منهاجه وتشريعاته واتباع أخلاقياته، والاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام في معاملاته وسلوكياته بالرحمة والعدل والإحسان والسلام والعفو؟ ومن يهده الله لقرآنه ويتبع بيانه فسيكون من عباد الله الصالحين، يجزيه جناته، ومن اتبع روايات الشيطان وأتباعه ودعاة الضلال فسيكون حسابه عسيرا، ولن تنفعه حينها أقوال شيوخ الدين، وسيرى أهوال المارقين من الدين الخالص يوم القيامة .

- نور القرآن سيظل مضيئا حتى قيام الساعة

وقال الشرفاء: فكم حذر الله عباده من اتباع غير كتابه ليعيشوا حياتهم في سعادة وأمن وسلام، تأكيدًا لقوله سبحانه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) [طه: 124- 126].
فارجعوا إلى الله يغنكم من فضله ويسكنكم جناته بالعمل الصالح وعدله ويهديكم إلى طريق الحق ويخرجكم من ظلمات التراث إلى نور القرآن الذي سيظل إشعاعه مضيئا في كون الله حتى قيام الساعة!.

- باب الدعاء مفتوح

واردف المفكر الكبير: فالله يدعو عباده للتواصل معه بالدعاء وبابه مفتوح في كل زمان ومكان تأكيدًا لقوله سبحانه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186 البقرة)، ليبلغ رسوله الناس بدعوته لهم، فلا يحتاجون إلى ليلة القدر ولا يحتاجون ليوم معين، إذ إن الله يطالبهم بالدعاء في كل لحظة وفي أي مكان.

- خطاب التكليف الالهي

وبما أن ليلة القدر كرمها الله بنزول القرآن الكريم فيها ليستقبله محمد عليه السلام ليبلغ به الناس كما أمره الله في خطاب التكليف في قوله سبحانه (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) فكان الأولى إحياء تلك الليلة في تدارس القرآن والتدبر في آياته ومقاصدها لما ينفع الإنسان في حياته وآخرته.

وليبحث مراد الله في شريعته، وكيف يلتزم الإنسان بتطبيقها في حياته ويتدبر المنهاج الرباني في الذكر الحكيم، ليتبعه في سلوكه في تعامله مع الناس من رحمة وعدل وعفو وتسامح وتعاون، لا يظلم في حياته أحدًا ولا يغتاب قريبا أو بعيدا، ويؤدي الأمانة، ويتعامل بالصدق والنية الطيبة وبالإحسان والمعاملة بالحسنى، يبتعد عن المحرمات حتى لا يقع في المعاصي، ويتعلم من الآيات التي تهديه إلى طريق الحق الذي إذا اتبعه، يبشره الله بجنات النعيم.

- استغفال العقول والانسياق وراء الحيل

واوضح المفكر العربي الكبير انه لقد أنزل الله سبحانَه في ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان كتابًا منيرًا، أضاء تلك الليلة وبارك فيها وشرًّفها بالنور الذي أنزله في قرآنه على رسوله الكريم، فلننظر كيف استطاع المتآمرون على رسالة الإسلام أن يصرفوا الناس عن الحدث العظيم في ليلة القدر، وهو نزول القرآن وتوجيه عقول المسلمين إلى الليلة وليس إلى الحدث العظيم.

وتلك هي الحيلة التي استغفلوا بها عقولهم ليصرفوا انتباههم عن القرآن ويقنعوهم بليلة مظلمة، لو لم ينزل فيها القرآن لأصبحت ليلة عادية مثل بقية ليالي شهر رمضان، فكيف قبلت العقول أن تنساق وراء حيلة لتبتعد عن كتاب الله وتتمسك بالوعاء ليتركوا المحتوى (كتاب الله المبين)؟

- ضلال الروايات واستغلال عواطف الناس

لقد أضلّت الروايات والفقهاء والمفسرون عقولَ المسلمين، واستغلوا عواطف الناس وجعلوهم يتحرّون العشر الأواخر من شهر رمضان كلُّ سنة منذ مئات السنين، ليلة مضت وانقضت ولن تعود إلى يوم القيامة، فالحدث العظيم كتاب كريم قد أنزله الله على رسوله وسيظل كتابُ الله حيًا تتفاعل معه العقول والقلوب حتى قيام الساعة. فلننظر إلى بشاعة الجريمة التي ارتُكبت في حق المسلمين وفي حق كتاب الله وقرآنه المبين.

- احذروا الروايات المحرَّفة والمزورة

واختتم علي الشرفاء الحمادي تصريحاته بشأن ليلة القدر متسائلاً  : متي تتحرر العقول ويرمي المسلمون خلف ظهورهم كل المنقول؟ لتتوقف المتاهة والضياع ويرجعوا إلى الله وإلى ما أنزله على رسوله كما أمرهم سبحانه بقوله: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف: 3). حتى لا يضلوا ويستغفلهم الفقهاء وأصحاب الروايات المحرَّفة والمزورة التي ساهمت في تغييب عقول المسلمين وجعلتهم يتمسكون بالوهم وينسون كتاب الله ويتوهون في الظلمات إلى يوم يبعثون.