تعليم
أغراض التشبيه في اللغة العربية
التشبيه هو بيان أن عدة أشياء تتشارك بصفة أو أكثر، وأدوات التشبيه هي الكاف ونحوها، سواء كانت ملفوظة أو ملحوظة، ومن شروط التشبيه أن يكون وجه الشبه أقوى في المشبه به.
أغراض التشبيه
يستخدم التشبيه لأغراض وغايات عديدة ومتنوعة، وأبرزها:
بيان إمكان المشبه
وذلك حين يُسند إليه أمر غريب لا تزول غرابته إلّا بذكر شبيه له، وذلك مثل قول:
كم مِنأبٍ قد عَلا بابْنٍ ذُرا شرَفٍ ** كما علَتْ برسول اللهِ عدنانُ
بيان حال المشبّه
إذا كان المشبه غير معروف الصفة أو مبهم، بينما المشبه به معلوم عند السامع بتلك الصفة، ويكون عندها الهدف من التشبيه الإيضاح، وذلك مثل الحديث النبوي الشريف:
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَهَرِ وَالْحُمَى" [صحيح البخاري]
تقرير حال المشبه
وهذا الغرض يستخدم عندما يكون ما يُسند إلى المشبّه بحاجة إلى التثبيت والإيضاح بالمثال، ويمكن أن يكون المشبه معنويًا فيكون مشابه للتصور، وذلك مثل قول:
إن القلوبَ إذا تنافَرَ وُدُّها ** مثل الزجاجة كسرُها لا يجبرُ
تزيين المشبه أو تقبيح المشبه
أحيانًا يتم استخدام التشبيه لتزيين المشبه مثل قوله تعالى: " كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ " [الرحمن: 58].
أو لتقبيح المشبه مثل قوله تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا" [الجمعة: 5]
بيان مقدار حال المشبه
إذا كان المشبه معروف الصفة قبل التشبيه معرفة إجمالية، وكان التشبيه في نفس الوقت يُبيّن مقدار هذه الصفة، ويستخدم لبيان مقدار صفة المشبه بالقوة والضعف، أو الزيادة والنقصان، وذلك مثل قول:
تناوَلَ المريضُ دواءً مُرًّا كالعلقم.
أمثلة على أغراض التشبيه
مجموعة من الأمثلة على أغراض التشبيه:
- بيان إمكان المشبه: كذاك الشَّمسُ تبعُدُ أنْ تُسامَى ** ويَدْنو الضَّوءُ منْها والشُّعاعُ
- بيان حال المشبه: بأنَّك شمسٌ والمُلوكُ كواكِبٌ ** إذا طلَعَتْ لم يَبْدُ مِنهنَّ كوكَبُ
- بيان مقدار حال المشبه: كأنَّ مِشيتَها مِن بيتِ جارَتِها ** مَرُّ السَّحابَةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
- تقرير حال المشبه: قال تعالى: "والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء، إلا كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه، وما هو ببالغه" [الرعد: 14]
- تزيين المشبه: أهْلًا بفِطرٍ قدْ أنارَ هِلالُه ** فالآنَ فاغدُ على الشَّرابِ وبَكِّرِ \\ انْظُرْ إليه كزَوْرَقٍ مِن فِضَّةٍ ** قد أثْقلَتْه حُمولَةٌ مِن عَنْبرِ
- تقبيح المشبه: كلَفٌ في شُحوبِ وجْهِك يَحْكي ** نُكَتًا فوقَ وجْنةٍ بَرْصاءَ
تمارين على أغراض التشبيه
بيّن أغراض التشبيه في الحالات التالية:
- قال تعالى: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" [البقرة: 275]
- فإن تفق الأنام وأنت منهم فإنّ المسك بعض دم الغزال.
- والنفسُ كالطفلِ إن تُهملهُ شَبَّ على ** حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم