اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. قصي صدام حسين قصة حياة مليئة بالآهات والدموع

مات شهيداً مع نجله مصطفي وشقيقه عدي في معركة استمرت 6 ساعات

الوكالة نيوز

قصي صدام حسين مات شهيداً مع نجله مصطفي وشقيقه عدي في معركة استمرت قرابة الـ 6 ساعات مع قوات الاختلال الامريكي في 22 يوليو عام 2003.

وما ان وصل الخبر المشئوم إلي مسامع صدام حسين حتي انهارت الدموع من عينية سقط الرجل علي الارض  مغشياً عليه بعد ان فقد ساعديه وعكازه الأخير في الدنيا وقال صدام باكياً : " أيها الأحبة العراقيون، وقف إخوانكم عدي وقصي ومصطفى بن قصي وقفة الإيمان التي ترضي الله .. استشهد قصي وعدي ومعهما مصطفي القناص الذي لقبوه بـ جوبا العراق وعرضت جثثهم في مطار بغداد الدولي.

صدام حسين الأسطورة الرجل القوي صاحب النفوذ والعنفوان بكي بحرقة وبات أشبه بالمسكين الذي لا يملك من أمره شيئاً بللت الدموع لحيته التي مسها الشيب وعاش لحظات عصيبة وهو مختبئ وسط الجرذان في حفرة تحت الارض حاول حراسه ومرافقيه تخفيف وطأة الخبر الذي نزل عليه كالصاعقة الا ان الرجل ظل شارد الفكر وذائغ العينين فترات طويلة يفكر في مجد زال وعرش انهار وذرية قضت نحبها واسرة تشتت شملها في غمضة عين.

أسطورة صدام حسين التي اختلف عليها العرب.. ما بين تاريخا يصفه بالديكتاتور وتاريخا يصفه باسد العرب والمدافع عن العروبة والإسلام.. ولكن ماذا عن أبنه قصي ؟! وماذا عن الصراع المكتوم بينه وبين عدي علي تقاسم النفوذ ؟! وماذا عن غرامياته والنساء في حياته ؟! ماذا عن الدبلوماسية السعودية التي اعتدي وهو مخمور وكادت تحدث ازمة دبلوماسية بين البلدين ؟! وما تفاصيل معركته الأسطورية الأخيرة والتي انتهت بمقتله مع نجله وشقيقه ؟ تابعوا تفاصيل هذا الفيديو وستفاجئكم المفارقات والاحداث المدهشة .

قصي الذي جهزه صدام ليكون خليفته، ولد ببغداد عام 1966، ودرس الحقوق، وكان مولعًا بالصيد، وفضل أن يسير على نهج والده، ولقب بـ"رجل الظل"، نظرا لأن ظهوره الإعلامي شبه نادر وصوره الشخصية المتوفرة للجمهور لا تتجاوز عدد أصابع اليد، ولذلك قرر والده أنه يسلمه ملفات حساسة في الحملة العراقية، كما تولى عدة مناصب أبرزها قيادة الحرس الجمهوري، لكنه أتهم بارتكاب مجازر بحق المعارضين لحكم أبيه، وأيضا نجا قصي من محاولتي إغتيال في عامي 2001-2002 .. كما كلفه والده بمهمه قيادة قطاعات الجيش في منطقة بغداد قبيل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

بدأت متاعب ولدي صدام مبكرًا

يحكى علاء بشير في كتابه "كنت طبيبا لصدام" أنه في عام 1984.. اعتدى قصي بعدما لعبت الخمر برأسه قليلا على دبلوماسية سعودية في فندق المنصور ببغداد، فتقدم دبلوماسي بشكوى لوزارة الخارجية العراقية وكادت تحدث ازمة دبلوماسية بين البلدين ، ولما علم صدام بالواقعة أمر بوضع قصي في السجن، وبعدها بأيام ذهب عدي إلى السجن وأمر مديره بفتح باب زنزانة أخيه ورفض المدير فرد عدي بإطلاق الرصاص عليه، واخد قصي واختبأ في منزل أحد أقاربهم حتى زال غضب صدام.

وأوضح "حازم صاغية" في كتابه "بعث العراق" أنهما إن كبرا والدي صدام حتى سبقهم الضجيج وما إن شرعا الشأن العام حتى تسببها في إطلاق لقبا اخر على والدهم الذين صارا "أبو الليثين"، لذا قرر صدام تقسيم النفوذ بين والديه، فمنح 'عدي" شئون الثقافة والرياضة والإعلام أما قصي فنال كل ما يتصل بالأمن والحماية.

زواج من خارج العائلة

حتى اختيار قصي لزوجته كان غريبا، بعدما فضل الزواج من "سحر" ابنة الفريق "ماهر عبد الرشيد" عام 1985 وهو واحد من أكفء العسكريين العراقيين، والذي لعب دورًا كبيرًا في حرب العراق مع إيران وانقذ حياة صدام ذات مرة، حينما حاصره جنود ايرانيين خلال زيارة لصدام إلى جبهة الحرب، وكاد حصار الإيرانيين أن يكلف صدام حياته لولا تدخل الفريق ماهر.

وهذه كانت المرة الأولى التي يسمح فيها صدام لأي من أبنائه بالزواج من خارج العائلة، لكنه سماح مفهوما نسبيا، لأن زوجة قصي لم تخرج عن العشيرة الكبرى وبالتالي لم يخرج كثيرًا عن قواعد صدام العائلية، إلا أن هذا الزواج لم يستمر كثيرًا بعد خطوات صدام العقابية بحق الفريق "ماهر" فانفصل قصي عن زوجته عام 1988، بعدما أنجبا 4 أطفال.

أما عدي فقد ولد في بغداد عام 1964، وتخرج من كلية الهندسة وترتيبه الأول على دفعته، وحاز على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، وعلى الرغم من كونه ابن صدام الأكبر إلا أنه خسر منصبه كوريث لوالده، في أكتوبر عام 1988، لكونه عاش حياته مدمنا على المخدرات والكحول وقتل مقربين منه ومرافق والده كامل حنا بسبب خلافات شخصية، مما دفع صدام لسجنه ثم أطلق سراحه، كما أسس عدي مجموعة "فدائيي صدام" لقمع اي انتفاضة شعبية، واتُهم بتعذيب لاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم، بعد تقديمهم لمباريات سيئة، حين كان رئيسا للجنة الأولمبية، وكان له صلات تجارية غير نظامية مع إيرانين، لكن محبيه يرونه عكس ذلك، وامتلك عدي عددًا من وسائل الإعلام في العراق، وتعرض لمحاولة اغتيال ونجا منها بأعجوبة، ودخل البرلمان العراقي.

رجل العراق الثاني

وبالعودة لشئون البلاد العراقية، أعاد "صدام حسين" تقسيم بلاده من الناحية العسكرية، عقب إنتهاء الحرب مع الكويت، فقام بتشكيل اربع مناطق جغرافية أساسية.

وهنا كانت مهمة الدفاع عن واحد من اقرب القادة العسكريين إليه.

كلف "صدام" والده "قصي" بصفته مشرفا على جهاز الحرث الجمهوري بالاشراف على مسرح العمليات المركزية، الذي يضم المناطق الحيوية بالبلاد، وهي محافظات بغداد والانبار وصلاح الدين وواسط.

وفي هذا التقسيم الجديد، قرر "صدام" تعيين كلاً من: (وزير الدفاع الفريق الركن "سلطان هاشم احمد" ورئيس اركان الجيش الفريق الركن "ابراهيم عبد الستار") تابعين لـ "قصي صدام" الذي كان يقل عنهم رتبة!

وبعدها بفترة عين قصي رئيسًا لـ "جهاز الأمن الخاص"، الذي كان يتشكّل من قرابه 20 ألف جندي، ومهمته الأساسية هي حماية صدام وعائلته وضمان عدم تكرار الواقعة على الحدود الإيرانية، حينما أوشك جنود الخميني على محاصرة صدام وقتله.

وفي عام 1996 أحبط رجال "قصي" محاولة خطرة للانقلاب على صدام حسين، قادتها حركة "الوفاق الوطنية العراقية" المعارضة لصدام حسين، والتي تتخذ من لندن مقرًا لها ويرأسها "إياد علاوي" البعثي السابق الذي فرَّ من العراق، عقب خلافٍ مع صدام في السبعينات.

وضبط جهاز الأمن الخاص قرابة من مائة أمني شاركوا في التآمر على صدام، منهم 120 ضابطًا يعملون في أجهزة أمنية حساسة، مثل الحرس الجمهوري والجيش وقوات طوارئ الحرس الجمهوري والمخابرات وكذلك اثنين من طبّاخي القصر الرئاسي.

مثّل هذا الاكتشاف ضربة هائلة لأغلب الأجهزة الأمنية في البلاد، وتصاعدت حدود قصي عند والدة، فكافأه بتعيينه رئيسًا للجنة جديدة تشرف على عمل المخابرات والأمن الخاص والاستخبارات العسكرية.

تزامن صعود نجم قصي مع خلو الساحة العراقية أمام صدام من أكفاء عسكريين يعينهم على رأس نظامه، بعدما طالت إعدامته المتكررة حتى دائرته العائليه المقربة، بعدما تخلص من الفريق "عمر الهزاع التكريتي" والفريق راجي التكريتي، والفريق الركن ثابت سلطان التكريتي واللواء فاضل البراك التكريتي، ثم من صهريه حسين وصدام كامل، عقب لجوئهما إلى الأردن في عملية أمنية قتل فيها أيضا إخوتهم ووالدهم.

وهكذا لم يبقى أمام صدام الا قصي فهو أمله في الإبقاء على نظام حكمه.

الإجتماع الأخير ووعيد لم ينفذ

بحسب كتاب صدام "الحياة السرية" للصحفي البريطاني كوجلن فأنه عقب إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش الإطاحة بصدام ..عقد الأخير إجتماعًا موسّعًا في قصره الرئاسي دعا فيه كبار رجال نظامه.

وتكلم فيه قصي قائلاً: "إننا نمتلك كافة الإمكانات، بإشارة بسيطة منك، تجعلنا نؤرَّق الأمريكيين وتجعلهم يخشون الخروج إلى الشوارع.. أنا اطلب منك يا سيدي أن تمنحني إشارة صغيرة، اقسم برأسك إذا لم أحوّل ليلهم إلى نهار ونهارهم إلى جحيم متقد.. سأطلب منك أن تقطع رأسي أمام إخواني الحاضرين".

وكان هذا آخر إجتماع لمجلس صدام، بعدها توجه كلاً منهم إلى حاله، فذهب صدام إلى تكريت، بينما توجه قصي وعدي بصحبة عبد حموده السكرتير الشخصي لصدام إلي الحدود السورية، ورحبت دمشق بقصي وحمود إلا أنها رفضت استقبال عدي، فعاد الثلاثة إلى العراق مجددا، حيث أقام الشقيقين بصحبة مصطفى بن قصي واقاموا في الموصل، ولجآ إلى أحد المنازل التي شهدت نهايتهم جميعًا، بعد معركة ضارية مع القوات الأمريكية، لتكتب في 22 يوليو 2003 نهاية قصة عُدي وقُصى مع العراق إلى الأبد.