عربى و دولى
"طبق الفول بـ60 دولار".. المنظمات الإغاثية تنهب اليمن وتوسع رقعة المجاعات
كتبت : لمياء يسري
جلس أمام طفلته متبعًا ومرهقًا، بعدما انهكه مرض الكبد، يقيده العجز بعدما لم يستطع أن يوفر الطعام لابنته التي تتلوى أمامه من الجوع.
حاول أن يطلب المساعدة من كافة الفقراء المحيطين به في كل مكان، وفي اللحظة التي دبر فيها بعض المال والطعام، كانت ابنته قد لفظت أنفاسها الأخيرة.
وقال والد الطفلة في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "بدأت على طفلتي أعراض سوء التغذية وكنت أريد أن أسعفها لكن لم يتوفر لدي المال، وبعد محاولات حصلت عليه لكن كانت غدير قد توفيت".
غدير هي واحدة من 5 مليون طفل يمني يقفون على حافة المجاعة، و27 مليون مواطن آخر بحاجة لمساعدة غذائية.
تتلقى اليمن بشكل يومي مساعدات غذائية من أكثر من منظمة للمساعدة الغذائية، عربية ودولية.
حيث قام فريق الهلال الأحمر الإماراتي، بالنزول لمنطقة الحنك بمديرية جردان، اليوم الثلاثاء، وتوزيع مساعدات غذائية تضمنت 110 سلال غذائية استهدفت 748 فردا من اهالي منطقة الحنك.
كما أرسلت المملكة العربية السعودية ، من خلال فريق توزيع ميداني تابع لمركز الملك سلمان للإغاثة بنقل المساعدات التي تشتمل على 20 طنًا من السلال الغذائية، إلى المناطق المحاصرة جراء الفيضانات والسيول.
وأرسلت المملكة المتحدة مبلغ 25 مليون جنيه استرليني لبرنامج الغذاء العالمي لصالح اليمن، لدعم 1.2 مليون شخص يعانون من المجاعة.
على الرغم من هذه المبالغ الكبيرة للمساعدات الغذائية التي تتلقاها اليمن، إلا أن الوضع يزداد سوءًا بشكل يومي.
وانتشرت أنباء مؤخرًا عن سرقات المنظمات الغذائية المتواجدة داخل اليمن، لهذه المساعدات بشكل دوري، وكذلك الجماعات الإرهابية.
"الأوضاع الإنسانية الكارثية في اليمن وهي نتاج الحرب الدائرة هناك، فتحت المجال للتكسب وتحقيق الأرباح والمتاجرة بأوضاع اليمنيين ومأساتهم وعلى رأسهم المنظمات الاغاثية المحلية والاقليمية والدولية".
هكذا بدأ الكاتب والصحفي عباس الضالعي، حديثه للوكالة نيوز، حول الأوضاع المأساوية في اليمن.
وأضاف الضالعي، "الوضع الحالي في اليمن أشبه بموسم تحقيق الأرباح، فالشواهد الميداينية تؤكد أن النهب هو المسار الواقعي في المجتمع".
وأشار إن الأرقام التلي تعلنها منظمات الإغاثة لا تتناسب مع حالة الجوع المنتشرة في أرجاء اليمن، حيث أصبح الناس يأكلون أوراق الشجر
وأكد، أن المملكة العربية السعودية والإمارات يرسلان مساعدات إنسانية بقيمة 17 مليار دولار، لكن هذه المساعدات تسرق بعد دخولها إلى اليمن.
وأوضح إنه لو كانت هذه الأرقام تذهب إلى مستحقيها بالفعل، لم تكن اليمن تعاني إلى الآن من المجاعة، لكن هذه المساعدات تدخل في جيوب الفاسدين.
وأشار، أن وجبة الفول وصلت قيمتها 62 دولار بحسب الأمم المتحدة، معتبرًا أنه رقم خيالي ودليل على المتاجرة بأزمة اليمن لتحقيق مصالح ذاتية.
واستكمل الصحفي اليمني، إن التقارير الدولية تؤكد ان الازمة الانسانية في اليمن هي الاولى في هذا الوقت وهي ازمة غير مسبوقة والواقع يؤكد هذا لكن في المقابل الناس في الداخل ومخيمات النازحين تعيش في بؤس شديد وتفتقر لابسط معايير المعيشة..
أصدر المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، تقريره حول المؤشر العالمي للجوع، فجائت اليمن تحتل المركز الأول عربيًا بنسبة 37.5%.
واختتم الضالعي حديثه، إن المواد الإغاثية تباع في السوق بسعر الزمان والمكان، دون رقابة سواء دولية أو محلية، بجانب سرقة المليشيات المسلحة لهذه المساعدات بشكل مباشر أو غير مباشر.23:41:00