تحقيقات وحوارات
إقبال ماضي زوجة السادات الأولي ظلمها التاريخ.. عاشت معه سنوات الضياع وتحملت ما لا يطيقه بشر
بحثت عنه في سجون مصر فطللقها من وراء القضبان.. لن تصدق ماذا فعل معها عندما أصبح رئيسًا.. تبكي عندما تسمع قصتها
عزيزي المشاهد هل تعلم أن الرئيس السادات كانت له زوجة أخرى وأبناء قبل أن يتزوج من السيدة جيهان السادات تدعى السيدة إقبال ماضي وأنها عاشت معه أصعب لحظات حياته حيث الفقر والشقاء والمعاناة والسجن والهروب والتخفي والطرد من صفوف القوات المسلحة فإذا رغبت بمعرفة كافة تفاصيل الزواج الأول للسادات من السيدة إقبال ماضي ولماذا تم الإنفصال والطلاق وماهو سببه فتابع هذا الفيديو الشيق.
تعتبر إقبال ماضي هي الزوجة الأولى لأنور السادات، و البطل الغائب الذى لم يذكرها فى كتبه ولم يتحدث عنها ولو بسطر واحد من كلماته، رغم أنها عاشت معه أصعب أيام حياته، من فقر وتشرد وحرمان، وقضت أيام شبابها فى البحث عنه من سجن إلى سجن، ومن معتقل إلى معتقل، وأنقذت حياته من الإعدام.. انفصل عنها بعد 9 سنوات من زواجهما، ورفضت الزواج من غيره، وظلت تحبه، وترى فيه الرجولة والمعانى فى أسمى صورهما، وتجد سعادتها فى الاحتفال بذكرى ميلاده مع فقراء قرية ميت أبو الكوم إلى أن فارقت الحياة فى عامها الثالث والتسعين.
بدأت العلاقة بين أنور السادات وأسرة زوجته الأولى ابنة عمدة ميت أبو الكوم، من خلال شقيقها الأكبر سعيد، حسبما تروى فى مذكراتها «أيامى مع السادات».. وشقيقها هو الذى أنقذ السادات من الموت غرقا فى ترعة «الباجورية» التى أراد أن يتعلم فيها السباحة ليلتحق بالكلية الحربية، وأثناء مرور سعيد وجده يضرب بيديه فى الماء وبدأ فى الغرق فسارع بإلقاء نفسه وسحبه إلى الشاطئ وأخرج الماء من جسده، واعتقد الناس أن أنور السادات قد مات، ولولا مرور شقيقها لمات غرقا.
قصة الزواج
وبعدها تحول السادات من صديق شقيقها إلى زوجها وكان ذلك فى عام 1940 ، وفى بداية تقدمه للزواج منها رفض والدها العمدة وبعد أن أصبح ضابطا بالجيش تغير الأمر وانتهى بالموافقة.. وعن فترة الخطوبة تقول إقبال إنه كان عطوفا عليها ونبيلا فى تعامله معها وكان كلما يزورها كل مرة فى البيت يهديها هدية ذهبية.. انتقل الزوجان ليعيشا فى جناح مكون من غرفتين داخل بيت والد السادات فى كوبرى القبة، وفى هذه الأثناء كان راتبه اثنى عشر جنيها، يعيشان بأربعة جنيهات ويعطى الباقى لوالده، كما ظل شديد الحرص على بر والدته.
وذكر السادات فى كتابه «البحث عن الذات» ذكرياته فى هذا البيت، وفيه ألقى القبض عليه فى واقعة الجاسوس الألمانى «أبلر» أو حسين جعفر، وقبل ذلك أخفى الجهاز اللاسلكى، وعن طريقه حاول التواصل مع الألمان ليخبرهم بتحركات الإنجليز، بالتزامن مع تحطيم الجيش الثامن البريطانى، ووصول الجيش الألمانى بقيادة «روميل» إلى العلمين على بعد 70 كيلو مترا عن الإسكندرية وبذلك يساعد فى التخلص من الاحتلال البريطانى فى مقابل أن تدعم ألمانيا استقلال مصر.. ويقول: «الجهاز كان فى غرفة مكتبى وبجانبه صفيحة بارود ووقت تفتيش البيت من فرقة الضباط المصريين والإنجليز، طلبت من أخى الأكبر طلعت أن يأخذ الجهاز والصفيحة ويخفيهما فى أى مكان، وأخذهما وخرج من الباب الخلفى وخبأهما».. لكن زوجته الأولى فى مذكراتها تحكى عكس ذلك، وأنها هي من أخفت الجهاز بين قدميها وتحت ملابسها قائلة: «وحدث فى ذات يوم وبعد منتصف الليل أن طرق باب المنزل بشدة، وعندما نظرت من شباك غرفتى كان هناك عدد من الضباط والجنود الإنجليز والمصريين يسألون عن أنور الذى كان نائما وقتها، فأسرعت بغلق باب الحجرة عليه، وحملت جهاز اللاسلكى الكبير الذى كان يحتفظ به فى غرفة النوم وأدخلته للغرفة الداخلية وأخفيته بين قدمى تحت ملابسى الطويلة، وظللت جالسة عليه حتى نجحت فى تسريبه لحديقة البيت وإخفائه فيها من دون أن يشعر أحد».
قضية إغتيال أمين عثمان
بعدها تم القبض على أنور السادات واتهامه في قضية إغتيال أمين عثمان وفي ذلك الوقت كانت إقبال ماضى تنتظر مجىء جنينها الثانى للحياة وقد أنجبته «راوية» فى العام 1946، إلا أنها لم تكن تصطحب معها لزيارة زوجها فى سجنه إلا ابنتها الكبرى رقية.
ويخرج الزوج من المعتقل ليعمل فى كل شىء بعد فصله من الخدمة العسكرية، وينجب ابنته الثالثة كاميليا من الزوجة الأولى إقبال. ويأتى الطلاق فى مارس من عام 1949، وتختلف عليه الروايات. الزوجة إقبال تؤكد أنه جاء من قبل زوجها بعد لقائه بزوجته الثانية السيدة جيهان. بينما صمت الرئيس الراحل عن ذكر تفاصيل الطلاق من زوجته الأولى، فى الوقت الذى تؤكد فيه الابنة الكبرى رقية أن الطلاق جاء من قبل والدتها التى تأثرت بكلام أحد أشقائها الذى لم يكن على وفاق مع الرئيس السادات، فطلبت الطلاق منه وقت محاكمة السادات فى قضية مقتل أمين عثمان، وهو أمر لم يحتمله كرجل حر فمنحها الحرية التى تبحث عنها وعقب الطلاق حرص السادات بعد ذلك على دفع مصروفات بناته وزوجته الأولى.
وقبل اغتياله فى السادس من أكتوبر عام 1981، أصدر قرارا جمهوريا يمنح زوجته الأولى معاشاً استثنائيا حتى لا تحتاج لأحد. أما هى فتقول: «أخر مرة رأيت فيها أنور كانت قبل حادثة المنصة بأربعة أشهر، كان قد حضر إلى ميت أبوالكوم ليعزى فى وفاة أحد أقاربى، دخل القاعة ولمحنى وسط المعزين من أهل القرية وصاح قائلا: «إزيك يا إقبال» فرددت عليه السلام، فقلت لإحدى الجالسات بجوارى: «ينسانى؟ هو ده كلام، وانصرف ليلقى ربه بعدها بشهور قليلة».
وفى العام نفسه 1981 أصدر قرارا بمنحها معاشا استثنائيا يعينها على مشاق الحياة، ويجعلها فى غير احتياج لأى إنسان بعد رحيله ولذلك ظلت تتذكره حتى آخر يوم في حياتها وتملأ صوره أركان منزلها فى شارع البستان بوسط القاهرة، وتؤكد عند الحديث عنه أنه كان رجلاً بمعنى الكلمة، وأنها لا تستطيع النوم كل مساء من دون أن تقرأ له الفاتحة، ولم لا، كما تقول، مبررة ذلك بالقول: «يكفى أنه تذكرنى قبل وفاته فأمن لى ما بقى فى عمرى من أيام حتى لا أحتاج لأحد».
رحم الله البطل المصري بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات واسكنه فسيح جناته.