تحقيقات وحوارات
السادات يخـون القذافي ويبلغ عنه الموساد.. سلم رجالة تسليم أهالي للاسرائيليين
السادات للقذافي: لعب العيال يخسرني الحرب يا حبيبي أنت مش قد تل أبيب
تفاصيل سرية للغاية عن تصميم القذافي على الانتقام من إسرائيل وقيامه بوضع مخطط سري لتفجير إحدى السفن الصهيونة بسبب قيام الطيران الإسرائيلي بإسقاط طائرة مدنية ليبية وقتل كافة ركابها.. فماهو مخطط العقيد الليبي للثأر لضحايا الطائرة الليبية وما علاقة الرئيس السادات وأشرف مروان بالقصة وكيف استعان ملك ملوك أفريقيا بغواصة مصرية لتنفيذ مخططه الذي كاد يتسبب في فشل حرب أكتوبر لولا ذكاء السادات في السيطرة على العقيد الليبي.. تابعوا هذا الفيديو وستعرفوا الإجابات.
في يوم 21 فبراير عام 1973 تحركت الطائرة الليبية طراز بوينج 727 من مدينة بني غازي إلي العاصمة المصرية القاهرة وكان على متنها قرابة 113 راكباً من المدنيين وحال وصولها إلي المجال الجوي المصرية تفاجأ قائد الرحلة بعاصفة رملية شديدة للغاية وبسبب ذلك فقدت الطائرة ميزة الطيار الآلي وانحرفت عن مسار الهبوط المرسوم لها سلفاً ودخل الي منطقة سيناء والتي كانت تحت الإحتلال الإسرائيلي في ذلك التوقيت وقامت الرادارات الصهيونية برصدها ووجهت صوبها طائرات من طراز ڤانتوم إف 4 .
تواصل الطيران الصهيوني مع قائد الطائرة الليبية المدنية وطلبوا منه الهبوط في قاعدة عسكرية يهودية داخل سيناء ولكن الطيار الليبي رفض فعل ذلك فما كان منهم إلا أن وجهوا صاروخاً مدمرا إلي جناح الطائرة الليبية الأيمن واصابوها وقاموا بإسقاط الطائرة وراح ضحية هذا التصرف الأحمق 108 راكب بين مصاب وقتيل ونجى فقط خمس ركاب .
كان من أشهر الشخصيات التي رحلت عن الحياة بسبب ذلك العدوان الصهيوني على الطائرة الليبية المذيعة المصرية سلوى حجازي ووزير الخارجية الليبي صلاح بويصير وعندما علم القذافي بالخبر الفاجع غضب للغاية وصمم على الانتقام والأخذ بالثأر وبعد تفكير سريع قرر العقيد الليبي مهاجمة مدينة حيفا الساحلية بقاذفات ليبية محاربة.
حرب الاسترداد المقدسة
وصل الخبر حينها للرئيس المصري محمد أنور السادات الذي كان يجهز لشن حرب الاسترداد المقدسة للأراضي المصرية في سرية بالغة وطلب السادات من القذافي الصبر والتروي وعدم إتخاذ أي خطوة رعناء قد تتسبب في تغيير قرار الجيش المصري الاستراتيجي بالعبور وحينها أكد السادات للقذافي أنه في حال قيامه بتوجيه ضربة عسكرية لمدينة حيفا فإن الطيران الصهيوني سيقوم بضرب آبار النفط الليبية.
لم يقتنع القذافي بوجه نظر السادات بسبب غضبه الشديد وقرر التصرفات بطريقة فردية للغاية بمنأى عن القيادة المصرية وقام القذافي بإستدعاء قائد غواصة مصرية متواجدة في ميناء طرابلس وتعمل بموجب معاهدة بين مصر وليبيا في خدمة البحرية الليبية.
ذهب القائد المصري إلي خيمة القذافي وقابل العقيد الليبي الذي كان يتفحص خريطة موجودة أمامه لشرق البحر المتوسط وقال القذافي للقائد المصري " أنا أتحدث إليك بصفتي مواطن عربي و اريدك أن تقوم بتحديد موقع السفينة كوين اليزابيث في البحر المتوسط فهل تستطيع فعل ذلك "، قال القائد المصري أن المسألة ليست بالصعبة فسأله القذافي فهل تستطيع ضرب السفينة واغراقها.. فرد عليه القائد المصري أن المسألة سهلة من الناحية النظرية لكنها خطيرة وتحتاج الي قرار مباشر فقال له القذافي إذن أنا أصدر الأمر لك بضرب السفينة كوين اليزابيث وإذا رغبت في كتابة ذلك سأقوم بكتابته.
كانت السفينة كوين اليزابيث قد تحركت في رحلة إلي إسرائيل وعلى متنها قرابة ٥٠٠ شخص من أثرياء اليهود من أوربا والولايات المتحدة الأمريكية وكانوا في سبيلهم للإحتفال بمرور ٢٥ سنة على إنشاء الكيان .. بعدها توجه القائد المصري إلي غواصته وأمر طاقمها بالاستعداد لتنفيذ عملية عاجلة وسرية وقام بمراسلة القاعدة التابع لها في الإسكندرية ليبلغها بالعملية عن طريق شفرة سرية.
عملية انتقامية
وصل الخبر إلي قائد الجيش المصري الفريق أحمد إسماعيل الذي قام بدوره بإبلاغ الخبر للسادات فأمر الرئيس المصري بعودة الغواصة إلي الإسكندرية وعدم تنفيذ المهمة لكنه في الوقت ذاته لم يرغب بإثارة غضب القذافي والذي كان يحتاج إلى جهوده قبل نشوب الحرب فطلب من قائد الغواصة التوجه إلي عرض البحر المتوسط وإرسال رسالة مشفرة الي القذافي مفادها أنه لم يستطيع تحديد مكان السفينة كوين اليزابيث ولم يتمكن من ضربها.
لم يقتنع القذافي بهذه الخدعة فقام بزيارة السادات وضغط عليه لتنفيذ عملية انتقامية ضد الكيان الصهيوني وقام القذافي بتحريك المظاهرات الليبية على الحدود المصرية حتى اقنع السادات بتنفيذ عملية انتقامية ضد الكيان الصهيوني وهي إسقاط طائرة ركاب إسرائيلية تابعة لإحدى الشركات في روما بواسطة صواريخ من طراز ستريلا 7 المحمولة على الكتف روسية الصنع.
كان دور الجيش المصري هو توفير تلك الصواريخ ونقلها إلي روما أما تنفيذ العملية فكان مهمة القذافي من خلال منظمة عسكرية فلسطينية تدعى منظمة ايلول الأسود وأولى أشرف مروان مسؤولية نقل الصواريخ فقام بتهريبها من خلال شنطة زوجته الدبلوماسية منى جمال عبد الناصر كي لا يتم تفتيشها وبالفعل وصلت الصواريخ إلي المطار وتم تهريبها وتسليمها إلي المنظمة الفلسطينية في المكان المحدد داخل محل أحذية ومشغولات جلدية في وسط روما.
وقبل تنفيذ المهمة تم القبض على عناصر الخلية الفلسطينية وعددهم أربعة أشخاص عن طريق البوليس السري الايطالي وشارك في العملية " سيڤي زامير" ، رئيس جهاز الموساد وكان المتسبب في القبض عليهم هو أشرف مروان نفسه بتعليمات مباشرةً من الرئيس السادات .
استطاع السادات اصطياد عصفورين بحجر واحد فقد نفذ للقذافي ما كان يريده وبنفس الوقت تحاشى ضرب الطائرة الصهيونية ومنح الموساد الإسرائيلي المعلومات من خلال أشرف مروان الذي تضاعفت ثقة الاسرائيليين به وتم منع أزمة دولية ضخمة كانت سوف تتسبب في فشل مخطط حرب أكتوبر بسبب إكتشاف المحققين بقايا صواريخ ستريلا 7 المصرية وسوف يتسبب ذلك بأزمة دبلوماسية شديدة لمصر.
بعد إكتشاف العملية ذهب أشرف مروان الي لندن من أجل لقاء الضابط الصهيوني المسؤول عن تجنيده في الموساد ومنحه الموساد مكافأة ضخمة وقد كلفت جولد مائير رئيسة وزراء إسرائيل رئيس الموساد بالسفر إلى لندن لتوجيه الشكر إلي أشرف مروان نيابة عنها.
تم منح اشرف مروان لقب منقذ اليهود بعدها واستطاع خداع الموساد الإسرائيلي بمنحه معلومات خاطئة عن توقيت حرب أكتوبر.