تحقيقات وحوارات
فيديو.. عبدالناصر مـات مسمومًا بفنجان قهوة من السادات والملك فيصل تورط في إغتياله
وحكاية كوب العصير الذي تناوله قبل المـوت بلحظات.. أخر كلمات الزعيم: أنا ارتحت يا صاوي
بعد القمة العربية في القاهرة برئاسة جمال عبدالناصر لحل الأزمة بين الملك حسين وياسر عرفات بسبب أحداث أيلول الأسود.. قام عبدالناصر بتوديع الزعماء بنفسه من أمام الطائرة وكان آخر من ودعهم هو أمير الكويت.. وبينما كان عبدالناصر ينتظر تحرّك طائرة أمير دولة الكويت شعر بألمٍ في صدره، وراح العَرَق يتصبَّب منه بغزارةٍ، وازدادت دقات قلبه فطلب سيارته إلى حيث كان يقف لأنه لا يستطيع أن يسير بنفسه إليها كما كان يفعل في العادة.. ومن ثَم بدأ الزعيم عبدالناصر في الاحتضار إلى أن توفي على سريره.. فما لكن القصة لم تنتهي بموت عبدالناصر بل بدأت بموته.. فمَن قتل جمال عبدالناصر؟ وما هي آخر كلماته على فراش الموت؟ إليكم القصة.
بعد أن غادر عبدالناصر المطار وذهب لبيته كانت أسرته في انتظاره على الغداء لأنهم لم يرونه طوال مدة انعقاد المؤتمر حيث كان مقيما بفندق الهيلتون مدة القمة العربية.. لكن عبدالناصر لم يستطع تناول الغداء مع أسرته وصعد لغرفته بالدور الثاني في المصعد حيث تم تركيب مصعد في منزله في الفرة الأخيرة بسبب مرضه.. وبمجرد أن تمدد الزعيم على سريره طلب طبيبه المرافق الدكتور الصاوي حبيب.. وحينما رآه الدكتور الصاوي علم أن هذه المرة ليست إرهاقا عاديا بل هناك اضطرابات شديدة في عضلة القلب.. فقام الطبيب بتركيب الأجهزة الطبية وجهاز رسم القلب فظنت زوجته السيدة تحية أن الزعيم يدخل في غيبوبة السكري فاقترحت على الدكتور الصاوي أن تصنع له عصيرا وبالفعل صنعت كوبا من عصير البرتقال وشربه عبدالناصر كاملا.
وفي هذا الوقت استدعى الدكتور الصاوي الطبيب المعالج للرئيس وهو الدكتور منصور فايز حيث كان لعبدالناصر طبيبا مرافقا للطوارئ وطبيبا معالجا مختصا في الكشف عليه وتحديد الأدوية.. وعندما بدأت ضربات القلب في الانتظام طلب ناصر من الأطباء تشغيل الراديو للاستماع لنشرة أخبار الخامسة لأنه ينتظر خبرا مهما.. ثم قال لهم أغلقوا الراديو فالخبر الذي أنتظره لم أجده.. ثم سأله الدكتور الصاوي "أخبارك ايه دلوقت ياريس" فقال له عبدالناصر "الحمد لله أنا ارتحت يا صاوي ".. وكانت هذه آخر كلمات عبدالناصر حيث فارق الحياة بعدها دون أي مقدمات.. وبالطبع كان خبر وفاته صادما ليس فقط للمصريين بل للأمة العربية كلها التي كانت ترى فيه القائد والمحرر العظيم ضد الظلم والاستعمار.. ومن هنا بدأت الأخبار تداول أن عبدالناصر لم يمت ميتة طبيعية بل تم اغتياله عن طريق تسميمه.. وكثرت الأقاويل لكننا في هذا الفيديو سنتناول أهم ثلاث روايات حول اغتيال الزعيم.
الرواية الأولى (فنجان قهوة من السادات)
كشف هذه الرواية الصحفي المقرب من عبدالناصر والسادات أيضا وهو الكاتب محمد حسنين هيكل.. حيث يحكي هيكل أن الرئيس عبدالناصر طلب من نائبه آنذاك وصديقه في نفس الوقت محمد أنور السادات، أن يعد له فنجان قهوة وكانا في أحد الفنادق، بعد احتدام الحوار بين عبد الناصر، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على إثر أزمة أيلول الأسود.. وفي تلك اللحظة وضع له السادات السم في فنجان القهوة والذي يبدأ مفعوله بعد ثلاثة أيام فقط .. لكن أطباء عبدالناصر نفوا تلك التهمة عن السادات فمن ناحية أن عبدالناصر لم تظهر عليه أي أعراض تسمم.. ومن ناحية أخرى إذا كان هيكل رأى السادات وهو يضع السم فلماذا لم يبلغ عن الأمر في وقتها.. كذلك ليس من المنطقي أن يقدم السادات على تلك الخطوة التي قد تطيح بمستقبله السياسي بل وحياته أيضا.. كذلك فبشهادة السيدة تحية زوجة عبدالناصر أن الزعيم كان يحكي لها دوما عن خلق السادات ومدى ثقته به.. كما أن عبدالناصر هو من عينه نائبا له.. فضلا عن علاقة الصداقة الطويلة بين الزعيمن جمال عبدالناصر والسادات.
الرواية الثانية (السحر الأسود وحاخامات القبالا)
وهذه القصة أغرب من الخيال بكل تفاصيلها العجيبة.. وستعرفون لماذا.. حيث تقول تلك الرواية على لسان بعض معلمي التلمود في إسرائيل.. أن ثلاثة حاخامات اجتمعوا وقرروا التخلص من عبدالناصر حيث يعتبرونه العقبة الوحيدة أمام تقدمهم.. فاجتمع الثلاثة الثابعون لجماهة القبالا وهي التصوف اليهودي.. وقاموا بإحضار كبد بهيمة، وقلبها ورئتها.. وقرر الثلاثة قتل عبدالناصر عقابا له.. واتفق الثلاثة كذلك على استخدام أسماء الجلالة اليهودية الواردة فى مخطوط دينى قديم.. وفجأة هبطت عليهم ملائكة من السماء. ورن هاتف فى أذنى أحدهم وقال له: «لا تفعل هذا الأمر، إياك واستخدام أسماء رب العزة». فقال الحاخام: حسنا، لن أستخدم الأسماء المقدسة، لكن عليكم أن تقوموا بهذه المهمة، فليمت عبدالناصر، ويختفى اسمه من سجل الأحياء.. وأخذوا مائة مسمار صلب، وشرعوا يغرسونها فى قلب البهيمة. وكانوا يرددون بعض الكلمات المبهمة مع كل مسمار يغرسونه فى هذا القلب. وفى النهاية وضعوا القلب على موقد طبخ لمدة ثلاثة أيام، حتى تفحم تماما، وصار أسود اللون ولا يمكن التعرف عليه.. وبهذه الرواية يزعم الحاخامات التخلص من عبدالناصر بسحر أسود أفسد قلبه.
الرواية الثالثة (وثيقة سرية تكشف تورط الملك فيصل في اغتيال عبدالناصر)
وثيقة سرية سعودية للملك فيصل تم تسريبها وأوردها الكاتب حمدان حمدان في كتابه (عقود من الخيبات) وهي عبارة عن رسالة من الملك فيصل للرئيس الأمريكي لندون جونسون.. ويحتوي مضمونها على موافقة الملك فيصل على اقتراح دعم أمريكا للعدو لضرب مصر وسوريا وأن مصر هي العدو الأول للسعودية وأمريكا وبذلك ستبقى مصر مشغولة بالحرب ووتخلص السعودية من جيش مصر في اليمن.
لكن الكثير من الكتاب رفضوا تلك التهمة وقالوا أن هدفها تشويه سمعة الملك فيصل والمعروف عنه دفاعه المستميت عن الأراضي العربية.. فهو الذي قال للسادات وقت الحرب أنه يعلم أن هناك معركة ولا يريد أن يعرف التوقيت لكن فلتعتبرني جنديا ينتظر الأوامر لتنفيذها.. وهو الذي اتخذ قرار قطع إمدادات النفط.. فكيف يطلب من أمريكا المساعدة في احتلال أراض عربية.. وأنها مجردة تلفيقات لزعزعة مكانة الملك فيصل في قلوب الشعوب العربية.
ويبقى السؤال إذن.. كيف مات عبدالناصر؟
كانت أسرة الزعيم جمال عبدالناصر تتكون من خمسة أفراد.. وهم الأم وأربعة من الأشقاء.. وكانت الأم تعاني من أمراض القلب والسكر وماتت بهذا المرض في سن مبكرة.. وتم نقل المرض وراثيا لجميع أشقاء عبدالناصر وتوفي أخوه عز العرب بمرض القلب والسكر وكذلك أخوه الليثي الذي عاش يعاني من مرض السكر ومات بأزمة قلبية.. بالإضافة أن أخوة عبدالناصر ماتوا جميعا في عمر متقارب بمجرد تجاوز الخمسين.. ويبدو أن عبدالناصر مات مثل أشقائه بسبب مرضه الوراثي الذي عاش يعاني منه ومات به في عمر اثنين وخمسين عاما.. لكن يبدو أن الشعب لم يتحمل وفاة عبدالناصر بطريقة طبيعية حيث كان ناصر في أعينهم زعيما ومعلما لهم لذلك كثرت القصص والروايات التي تنفي موته بطريقة طبيعية بسبب صدمتهم خاصة أنهم مروا بنكسة أوغلت صدور الشعوب العربية.