تحقيقات وحوارات
فيديو.. عندما تخلص كم جونغ أون من أخيه أمام أنظار العالم كله دون أن يجرؤ أحد على إدانته
لن تصدق السبب الذي جعله يتخلص من أخيه بهذه الطريقة الغريبة!؟
نرجو التركيز لأن هذه أغرب عملية اغتيال يمكن أن تراها في حياتك كلها، وهي تثبت مدى خبث ودهاء الرئيس الكوري "كم جونغ أون".
بدأت القصة عام 2017، عندما تعاقدت قناة يوتيوب يابانية مع هاتين الفتاتين من أجل تقديم مقلب بسيط في مُقابل مائة دولار لكل مرة يُنفذان المقلب. كان المقلب عبارة عن أن تقوم الفتاتان بدهن أيديهما بمرطب وجه، ثم تقتربان من أي شخص غريب من الخلف وتمسحان أيديهما في وجهه، وبعد ذلك تضحكان له وتُشيران إلى الكاميرا.. ثم تتأسفان له بداعي أن هذا مقلب.
مقلب تافه وبسيط يُشبه المقالب الصينية التي نراها دون أن نضحك، أليس كذلك؟ لكنك ستفهم العبقرية الكامنة وراء هذا المقلب الآن.
ظلت الفتاتان تواصلان عمل هذا المقلب وتحصلان على مائة دولار تلو المائة، حتى طلب منهم المسؤولون عن القناة أن تصنعا المقلب في شخص معين. كان ذلك الشخص هو "كم جونغ نام" الأخ الأكبر للرئيس الكوري "كم جونغ أون". لم تكن الفتاتان تعرفان من هو هذا الشخص، فأحد الفتاتين كانت من فيتنام والأخرى كانت من إندونيسيا.. ولا دراية لهما بالسياسة وألاعيبها.
أعطاهما المسؤولون نوعًا معينًا من المرطبات، وطلبوا من إحداهما أن تدهن يدها به ثم تقترب من "كم جونغ نام" من الخلف وتمسح يدها في عينه. وحددوا مكان المقلب بدقة في إحدى صالات مطار كوالالمبور بماليزيا، إذ كان "كيم جونغ نام" يستعد لركوب إحدى الطائرات.
بمجرد أن رأت الفتاتان "كيم جونغ نام" حتى اتجهتا ناحيته من الخلف، ثم مسحت إحداهما يديها المدهونتين بالمرطب في عينيه. وبعد ذلك ضحكتا في وجهه وأشارتا إلى الكاميرا، وقالتا إنه مقلب لقناتهما على يوتيوب.. ثم انصرفتا بعيدًا عنه بعد الاعتذار له. لم يفهم "كم جونغ نام" شيئًا مما حدث، فمسح عينيه ومضى باتجاه طائرته. إلا أنه سرعان ما شعر بحرقة في عينيه ولم يعد يستطيع الرؤية جيدًا، فذهب إلى أمن المطار ليشكو لهم مما حدث. ثم تفاقمت حالته سريعًا وبدأ يشعر بثقل في أطرافه، فأجلسوه على أحد المقاعد واستدعوا طبيبًا له.. لكنه توفي على الفور.
فذلك المرطب عزيزي المشاهد لم يكن مُرطبًا في واقع الأمر، بل غاز سام من أخطر أنواع الغازات على وجه الأرض.. وسرعان ما دخل الجسم فورًا عن طريق العين وتسبب في نوبة قلبية إلى الأخ المسكين. وبعد ذلك اكتشف المحققون أن الفتاتين تم استخدامهما ولا ذنب لهما.
ويبقى السؤال الأهم.. لماذا تخلص الرئيس الكوري الشمالي من أخيه بهذه الطريقة؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف سر الخلاف بين الأخوين. فالقصة ترجع إلى طفولة شقيق الرئيس الكوري، الذي ارتكب في صغره حماقة لم يغفرها له والده. ففي عام 2001 تم الإمساك به في اليابان بجواز سفر مزور بعد أن ذهب في مغامرة صبيانية لزيارة ديزني لاند! كانت هذه حماقة كبيرة وضعت النظام الكوري في حرج كبير، خاصة أنه كان الوريث الشرعي للعرش لأنه الابن الأكبر لأبيه.
بعد هذه الواقعة غضب عليه والده وتم استبعاده تمامًا من أي دور سياسي مستقبلي، وأصبح الابن الأصغر "كم جونغ أون" هو الوريث المفضل للسلطة. وبالفعل بعد وفاة الأب تولى هو الحكم بدلًا من أخيه الأكبر الذي اعتبره الجميع أحمق، والذي كان وقتها يتجول بين البلدان المختلفة بعيدًا عن كوريا الشمالية.
التوتر تصاعد بين الأخوين عندما بدأ الأخ الكبير يعترض على سياسات أخيه في الحكم، ويتحدث إلى وسائل الإعلام العالمية عن ديكتاتورية كوريا الشمالية وعدم رضاه عن نظام الحكم فيها. ورغم أن هذه التصريحات كانت بمثابة صداع في رأس "كم جونغ أون"، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يفكر في التخلص من أخيه. إلى أن جاءته معلومات تفيد بأن أخاه عميل سري لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه يجتمع بالـ C I A من حين لآخر لنقل معلومات تتعلق بأحوال البلاد والحالة الصحية لأخيه وأشياء من هذا القبيل، وآخر مرة اجتمع بهم كانت في ماليزيا عام 2017.
كانت هذه هي اللحظة التي قرر فيها "كم جونغ أون" أن يتخلص من أخيه، على الرغم من أن أمريكا نفت أكثر من مرة عن علاقتها ب "كم جونغ نام"، وذلك لأنه قضى معظم حياته خارج كوريا الشمالية ولا يعرف أي شيء عما يدور بها حاليًا. إلا أن "كم جونغ أون" اتخذ قراره بالفعل، وقرر أن يتخلص من أخيه أمام أنظار العالم كله دون أن يجرؤ أحد على إدانته. ولذلك تم تدبير كل هذه اللعبة المتعلقة بالمقالب والكاميرا الخفية حتى يُبعد النظام الكوري الشمالي أي شبهات عنه.
وحتي يومنا هذا لم تنجح أي جهة تحقيق في العثور على دليل واضح يدين النظام الكوري الشمالي، على الرغم من أن الجميع يُدرك إدراك اليقين أنه هو الذي تخلص من أخيه.