تحقيقات وحوارات
صرخات علي الشرفاء لن تذهب هباء.. عاصفة فكرية تبني وتعمر وتنير معالم الطريق |فيديو
الحياة ليست ملزمة أن تعطينا كل شيء فالمستقبل نتاج افعالنا .. والقواعد الإلهية تحقق للناس الأمن والاستقرار والسلام
"ربَّ صرخة تذهب اليوم هباءً ، لكنها قد تكون في المستقبل القريب عاصفة تبني وتعمر"، لذا فمن العقل والحكمة ترك الأمور تجري في أعنتها، فقط علينا ان نعمل ونجد ونجتهد، ونلتزم بالمسار الالهي والقواعد الربانية التي تحقق للأمة الأمن والاستقرار والسلام ، كي يحيا الناس جميعاً في سعادة وسلام وصفاء .
- كتابات تنير معالم الطريق
هكذا هي رؤية مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي التي يضع قواعدها من خلال صرخات يطلقها في افكاره وكتاباته التي تنير معالم الطريق ، وها هو يكتب " في مواجهة المستقبل " ، مقالاً جديداً يبرهن فيه علي ان الحياة ليست ملزمة بأن تعطينا كل شيء نريده ، فالمستقبل هو نتاج افعال اليوم ، واذا اردنا رؤية ثماره فعلينا التدقيق في واقعنا الآني بدقة وعناية .
وينبغي علي كل إنسان عاقل ان يقوم بواجبه وأكثر قليلاً ، يجد ويعرق ويجتهد ، وقطعاً سيأتي له الغد مشرقاً ، لان الأزهار التي تنبت في أرض مالحة هي أندر وأجمل الأزهار ، فالمستقبل يصنعه العمل لا الاعتزال ، والعقل لا الدروشة ، والمنطق لا الرصاص .
- تؤخذ الدنيا غلابا
وبدا لسان حال علي الشرفاء الحمادي وكأنه يقدم نصيحة وحكمة نابعة من واقع الخبرة والتاريخ ، بدا وكأنه يقول : لا تذهبوا إلى حيث يأخذكم الطريق ، " فالدنيا تؤخذ غلابا " ، وعليكم مواصلة السير حتي وان كان الطريق مسدوداً ، فقط اتركوا هناك أثراً يحكيه الناس بعدكم ، فربما يعينهم الآثر علي استكمال ما بدأتم .
اذ يبرهن الحمادي في مقالة الجديد بآيات من القرآن الكريم ، علي ان القواعد الإلهية تحقق للناس الأمن والاستقرار والسلام، والسعادة في الدنيا والآخرة ، اذ يقول المولي عز وجل في كتابه الكريم : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ " .. كما يقول الله سبحانه وتعالي : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب " .. كما يقول جل علاه : " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " .. صدق الله العظيم
- قواعد إلهية في آيات الذكر الحكيم
وهذه القواعد الثلاثة المنصوص عليها في آيات الذكر الحكيم ، يوجّهها الله سبحانه وتعالي الي المؤمنين وليس للمسلمين ، فالمؤمن هو من يتبع الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، في كل خطواته وسلوكياته، وتعاملاته مع الناس ، دون تفرقة علي أساس هوية أو دين أو لون انما يعاملهم ، بالرحمة والعدل والإحسان والتسامح والعفو، حيث وصف الله رسوله الأمين بقوله تعالي : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " .. صدق الله العظيم .
- في مواجه المستقبل
وهنا يؤكد الحمادي في مقاله الذي حمل عنوان " في مواجه المستقبل " علي ان تلك الآية الكريمة حددت عناصر القيادة للنهوض بمقدرات الشعوب ، وتوظيفها لخدمة المواطنين، في سبيل تحقيق الحياة الطيبة لهم في العيش الكريم، مطمئنين في حاضرهم، واثقين في مستقبل مزدهر للكل في الوطن، متحدين ومتعاضدين لحماية أمنهم، وتوفير الرعاية لأبنائهم والدفاع عن ثرواتهم ، وحقهم في تطوير حياتهم وتأمين غذائهم ، حتي لا يشغل بالهم قلق أو خوف من غد وعدم الحصول على لقمة العيش لهم ولأطفالهم، وعلي السلطات الحاكمة بالدول ان تتكفل برعايتهم الصحية، وعلاجهم، وتوفر لهم سبل التعليم وفق مناهج تبني أفراداً صالحين، كي يرتقي المجتمع بالعمل المخلص والأمانة وتتوحد الأيادي في بناء الوطن التي أخلصت الولاء، وأوفت بالعهد من أجل البناء .
- تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية
ويؤكد الحمادي في مقاله علي ان الشعوب مسئولة ايضاً وعليها المساهمة في التخطيط والتعمير، وتنفيذ المشروعات التنموية والخدمية لتحقيق ما يتمناه المواطن في دولته، من احترام لحقوقه ومشاركته في صناعة مستقبله الاجتماعي والاقتصادي، لتحقيق الاكتفاء الذاتي ، حتى لا يظل المواطن رهين يومه، مشغول يبحث عن قوته وقوت أطفاله، بل يتحرر من أسر حاجات الحياة اليومية لينطلق مع إخوته أبناء الوطن في بذل العرق والجهد، من أجل تحقيق أمنه الغذائي، وزيادة التصدير لمضاعفة الموارد المالية.
ولكن للأسف تم إشغال المواطنين بمشاكل كثيرة وتخلت بعض الحكومات عن مهمتها واختطفت عقول المواطنين وراء المشاكل اليومية، وبدلا من توجيههم للإنتاج ووضع تشريعات لتسهيل مشروعات القطاع الخاص، غرقت بعض حكومات الدول في مشاكلها الداخلية .
- مسئولية التخطيط والرقابة
فأي حكومة في أي دولة مسئولة عن التخطيط والرقابة وتذليل العقبات التي تواجهها أثناء التنمية، ليتحقق للشعوب رغد العيش ويتحقق هدف التنمية المستدامة، بما يبعث الأمل عند كل المواطنين في التطور والتقدم ، نحو مزيد من الإنجازات ولا يجوز احتكار كل العقول في قرار منفرد، فالرسول الأمين عليه السلام كان يشاور أصحابه لما يحقق مصلحة الجميع، والله سبحانه أمرنا بالشورى إن كنا مؤمنين حقا بشرعته ومنهاجه.
- حشد الطاقات لخدمة التنمية
ويقول مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي : لقد آن الأوان لإعادة هيكلة نظام الإدارة لحشد كل الطاقات في خدمة التنمية وتلاقي كل الأفكار والمبادرات، فيما يحقق مصلحة الشعوب وليس كما يحدث بان تعيش في قلق كل لحظة من خوف من المستقبل على أمنها الغذائي، وعلى استقرارها وعلى بقاء دولتها إذا لم يعاد النظر في كل المشروعات والقرارت الارتجالية الماضية، بوضع خطط اقتصادية تعليمية صحية تنموية شاملة للسنوات القادمة، للتنفيذ والمشاركة في تحقيق أهداف التنمية الشاملة، وفتح الأبواب المغلقة للاستثمار لينطلق نحو آفاق المستقبل بالخبرة والجهد والتشريعات، لتبسيط الإجراءات حتى لا تكون الشعوب عالة على الحكومات، تبني وحدها مستقبله دون مشاركة من الشعوب في المشاركة الفعلية لصياغة مستقبل الوطن .. اللهم بلغت اللهم فاشهد