منوعات والمرأة والطفل
الدكتور محمد سالم الغامدي يكتب: الوطن العربي ثروة مهدرة
يعيش وطننا العربي حالة من الجمود الحضاري منذ قرون، ولعل هذا الجمود لم يأتِ من فراغ بل ترتب على أمور مختلفة منها السياسي ومنها الإقتصادي ومنها الفكري والثقافي، ولاشك بأن الحديث عن هذه الأمور مجتمعة يطول ويتشعب لمسارب مختلفة، لكن الحديث هنا سوف يقتصر على تلك القوة الهائلة المعززة للحضارة والتي تعد من أهم المقومات التي ترتقي بالأمة إلى مصاف الدول العظمى ومن تلك المقومات.
العنصر البشري حيث يبلغ عدد سكان الوطن العربي 430 مليون نسمة، وهذا يفوق عدد سكان أكبر وأقوى دولتين في العالم أمريكا 320 مليوناً وروسيا 142 مليوناً، فكيف لو استُثمرت هذه القوة الاستثمار الأمثل بالعلم والمعرفة والتدريب والتوجيه السليم؟.
الثروات الطبيعية التي تفوق مجتمعة على مستوى الوطن العربي كل دول العالم الأول، فالنفط مثلاً تسيطر البلاد العربية على 55٪ من احتياطي النفط في العالم حيث تمتلك ما مجموعه 713 مليار برميل، وبالنسبة للإنتاج فهو لا يقل عن ذلك بل يزيد عن 350 ملياراً سنوياً وكذلك الغاز الطبيعي حيث بلغ الإحتياطي 55 مليار متر مكعب وهو ما يمثل 28٪ من احتياطي العالم وكذلك بقية المعادن التي لا تقل عن تلك النسب الكبيرة والثروة الحيوانية والزراعية ذات الأهمية العظمى أيضاً.
الأهمية الإستراتيجية للوطن العربي حيث يشرف على أهم البحار العالمية إستراتيجياً وهي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الأطلسي وهذه البحار تتحكم في أهم المواقع العالمية التي تتحكم في طرق الملاحة العالمية.
أما الفكر والثقافة، فالعالم العربي يعيش مرحلة من الجمود الفكري والثقافي المستشرف للمستقبل بل يغلب عليه الاتجاه للماضي بفعل فاعل ولعل هذا يوحي بضمور أنظمة التعليم في الوطن العربي التي اهتمت بالحفظ والتلقين وتجاهلت البحث والتجريب وتنمية المواهب والقدرات واتجهت الى استهلاك المعرفة بدلاً من جلبها وكذلك أجهزة الإعلام والمنابر التي سحب معظمها المجتمع العربي إلى مسارب جامدة تهتم بالكلام أكثر من الفعل.
فمتى يتم الاستثمار لتلك القوى المهدرة من قبل الحكومات العربية التي اهتمت أغلبها بتجذير كراسيها وتجاهلت البحث المعرفة واستثمار تلك القوى الاستثمار الإيجابي لمصلحة المجتمع العربي، والله من وراء القصد.