اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

علي الشرفاء الحمادي يكتب: كيف طغت الإسرائيليات على عقول الضعفاء؟

على الشرفاء الحمادي
على الشرفاء الحمادي

كمّ هائل من الروايات والإسرائيليات، وكتب ومجلدات أُطلق عليها الأحاديث، نُسبت إلى الرسول الكريم ظلمًا وبهتانًا. بدا الأمر وكأننا أمام طغيان بائن لهذه الروايات على كلام الله، القرآن الكريم. ولذلك يخاطب الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بصيغة استنكارية ليبيّن للناس بطلان الأحاديث المنسوبة إلى الرسول، في قوله تعالى: "تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون" [الجاثية: 6].

أحاديث مكذوبة على الرسول

فالله سبحانه وتعالى يسأل رسوله عليه الصلاة والسلام في هذه الآية: كيف يتبع المسلمون أحاديث مكذوبة على الرسول، ويهجرون آيات القرآن المبين، التي تدعوهم إلى الرحمة، العدل، السلام، الإحسان، تحريم قتل النفس، عدم الاعتداء على الناس، والتعاون مع الجميع في البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان؟

فيجيب الرسول عليه الصلاة والسلام، مخاطبًا ربه وشاكيًا من حال قومه، بقوله عز وجل:
"وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا" [الفرقان: 30].

خداع المسلمين

لقد استطاعت الروايات، بما أتاحه أعداء الإسلام من قدرات وإمكانات، أن تطغى على الآيات القرآنية، فجعلت الناس ينصرفون عن القرآن الكريم ويهجرونه. استحكمت هذه الروايات في العقول، وخُدِع المسلمون بتقديسها حين نُسبت إلى الرسول، فاستحوذت على أفكارهم وساقتهم إلى التنازع فيما بينهم.

تشويه رسالة الإسلام

وهذا هو واقعنا اليوم؛ فقد انصرف الناس عما بلغه لهم رسول الله من القرآن، واتبعوا ما ألّفه العلماء وشيوخ الدين من روايات الشيطان. ويقضي الله بحكمه على الناس؛ إمّا بجنة ونعيم، أو بنار وجحيم. وعندما يصل الإنسان إلى قناعة راسخة بحقيقة هذه الأمور، ستختفي أوهام الشيطان وتزول رواياته التي شوّهت رسالة الإسلام وغاياته. حينئذ ستعلو كلمات الله شامخة، خفّاقة فوق كل الروايات والإسرائيليات، كما وعد الله في قوله عز وجل:
"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" [التوبة: 32].

ستبقى آيات الله مشرقة

وهكذا، ستظل آيات الله وكلماته مشرقة في الكون حتى قيام الساعة، تضيء للعقل دربه، وتُنزِل السكينة في قلب الإنسان. فالآيات القرآنية هي التي تهديه إلى طريق الحق، وتكسبه رضا الله، ليغفر ذنوبه ويبارك في سعيه، فينزل عليه رحمته وبركاته، ويجزيه بجنة النعيم في آخرته.
اللهم بلّغت، اللهم فاشهد.

كاتب المقال: مفكر العرب ومدير ديوان الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة سابقًا.