تنازع العرب وذهبت ريحهم .. فزرع اليهود وطن قومي في ارض فلسطين | فيديو
- علي الشرفاء : تخلت الأمة عن كلام الله وقرآنه الكريم .. فسقطت في فرقة دمرت الأوطان وضيعت الأرض والعرض
يقول الله سبحانه وتعالي : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " .. اين نحن امة العرب والإسلام من تلك الاية الكريمة اين نحن من كلام الله وقرآنه المبين تنازعنا وتفرقنا وتقاتلنا ودمرنا اوطاننا بايدينا ، ولعل ما كتبة المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي في مقالة الذي يحمل عنوان : 107 أعوام على وعد بلفور .. الفرقة أضاعت الفرصة " بمثابة توضيح لحقائق مقلوبة وأوضاع متردية .. كنا نحن امة العرب .. بتفرقنا سببا في الوصول اليها .
عصابات الصهاينة وحرب 1948
اذ تقول سطور المقال انه ومنذ حرب سنة ١٩٤٨م وتفرق العرب إلى عدة جيوش ما ساعد العصابات الصهاينة هزيمتهم شرهزيمة، حيث دخلت الجيوش العربية المصرية والأردنية والعراقية والسورية واللبنانية تلك الحرب مع العدو الصهيونيمتفرقة دون تنسيق أو استراتيجية واضحة ولكل منهم أجندته المستقلة كما هو حال العرب اليوم.
زرع قومية غير عربية في فلسطين
إن معرفة بريطانيا بحقيقة العلاقات بين الدول العربية التي يشوبها الشك والريبة والصراع على زعامة العالم العربي في ذلكالوقت، أدت وغيرها من الأسباب إلى هزيمة العرب هزيمة مخزية ولازالت آثارها حتى اليوم دون أخذ العبرة والاستفادة مندروس النكسات المتكررة ضد العصابات الصهيونية المسلحة بدعم الحكومة البريطانية، وتخطيطها منذ مؤتمر لندن سنة١٩٠٧م، الذي جُمعت فيه الدول الاستعمارية الغربية، وهي: بريطانيا، وفرنسا ،هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا برئاسة السيرهنري كامبل بانرمان بحجة إيجاد قومية غير عربية تتواجد في فلسطين لحماية قناة السويس المجرى الدولي، وذلك بالاتفاق مع قيادات الصهيونية، ليتم إصدار قرار بدعم العصابات الصهيونية للاستيلاء على فلسطين، بهدفالمحافظة على استمرار الملاحة العالمية في قناة السويس .
روتشيلد وإنشاء وطن قومي لإسرائيل
ثم أعقب مؤتمر لندن وعد بلفور في ٢ نوفمبر عام 1917، وهو رسالة موجه إلى ليونيل روتشيلد يشير فيها لتأييد دعمالحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لإسرائيل تطبيقا لمقررات مؤتمر لندن. وقد صدر ذلك الوعد بعد اتفاقية الأميرفيصل ممثل ملك الحجاز سنة 1915 التي وقعت مع حاييم وايزمان، الذي كان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية التيتعطي لليهود تسهيلات في إنشاء وطن قومي في فلسطين والإقرار بوعد بلفور حسب اتفاقية باريس سنة ١٩١٩م ، وقد نصتالاتفاقية على ما يلي:
الأمير فيصل وحاييم وايزمان
” إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بأعمال بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييموايزمان ممثل المنظمة الصهيونية والقائم نيابة عنه يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة بين العرب والشعباليهودي، ويتحقق أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون في سبيل الدولةالعبرية وفلسطين ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما .. وتتمثل أهم البنود التي اتفقا عليهاالطرفان، فيما يلي:
دستور إدارة فلسطين
يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول الي هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهود معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما.
تحدد إتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرةً الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينهامن قبل الطرفين المتعاقدين.
عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانيةالمؤرخ من شهر نوفمبر ١٩١٧م.
تشجيع هجرة اليهود لفلسطين
يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها بأقصى ما يمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الواسع والزراعة الكثيفة ولدى اتخاذ هذه الإجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوهم في سيرهم نحو التقدم الاقتصادي.
الأماكن المقدسة تحت رقابة المسلمين
يجب أن لا يسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضابحرية ممارسة العقيدة الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفضيل ويجب ألا يطالب قط بشروط دينية لممارسةالحقوق المدنية أو السياسية .
إن الأماكن المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم لتأمينجميع الأمور التي شملتها الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومةالبريطانية للتحكيم وقع في لندن اليوم الثالث من شهر يناير ١٩١٩م .
إلى أين نحن ذاهبون ؟
تأسيساً على ما سبق، فلينظر الواهمون والحالمون بشعارات العروبة ووحدة المصير العربي إلى أن العرب تعاونوا معالصهيونية منذ سنة ١٩١٩م، واعترفوا بحقهم في فلسطين، بل وأكثر من ذلك ما أقرته اتفاقية ١٩١٩م المذكرة أعلاه من ضرورةتعاون الدول العربية في مساعدة الصهاينة وتذليل العقبات للمهاجرين اليهود، وتقديم كل الدعم لهم ليستقروا فيفلسطين.. فإلى أين نحن ذاهبون؟.. أليس من المنطق أن يتوحد الفلسطينيون، فليس هناك مبرر وطني أو سياسي يخدمالحقوق الفلسطينية في تفرق قوى الشعب الفلسطيني التي أدت إلى ضياع أكثر من ثلاثة أرباع الحقوق المعترف لهم بهادوليا.
دعم وحدة الشعب الفلسطيني
لماذا لا يحشدون الدول العربية ودول العالم بطلب واحد لا ثاني له تدعمه وحدة الشعب الفلسطيني، وتكليف الدولالعربية بمطالبة مجلس الأمن بتطبيق جميع قراراته على أرض الواقع، وخاصة قراره رقم ٢٤٢، وقرارات الأمم المتحدةالخاصة باللاجئين ليتحقق السلام الحقيقي، خاصة وأن هذه فرصة يجب التركيز عليها حتى لا تضيع كما ضاع غيرها منالفرص الكثيرة نتيجة للخلافات الفلسطينية وعدم وضوح الرؤية لديهم .
ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
إن ما يعقد المشكلة لدي الأطراف الفلسطينية تفرقهم وصراعهم فيما بينهم بما يحقق لإسرائيل توظيف خلافاتهم في سبيلأمنها واستغلالها أمام العالم بأن الفلسطينيين يشكلون خطراً على أمن إسرائيل ومستقبل أجيالهم فلا يجب إعطائهمالوسائل ليستغلوها ضد حق الشعب الفلسطيني وعليهم إتباع قوله تحذير الله في قوله سبحانه وتعالي : " ولا تنازعوافتفشلوا وتذهب ريحكم " .. الله بلغت اللهم فاشهد