المرأة كرمها القرآن واحتقرها الإغريق والرومان .. الإسلام حفظها ورفعها من الدرك الاسفل
علي الشرفاء : خلق الله الذكر والأنثى في مرتبة واحدة .. لكن ظلموها في كتب الفقه عندما انحرفوا عن مسار التشريع الالهي
ستبقي حقوق المرأة مصانة في الإسلام .. وضع لها القرآن الكريم قيمة ومكانة رفيعة تجعل منها تاج فوق الرؤوس وليست مجرد سلعة او متاع كما تعاملت معها كثير من الحضارات الاخري التي حطت من قدرها ومكانتها بينما يأتي القرآن الكريم والذكر الحكيم ليؤكد علي ان الله خلق الله الذكر والأنثى في مرتبة واحدة وحدد لكل منهما مسؤوليته في الحياة .
حقوق المرأة في القرأن
وجاء مقال المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي والذي حمل عنوان " حقوق المرأة في القرأن " بمثابة نقطة ضوء تنبثق من بين معاني آيات الذكر الحكيم وتتخذ منها دليلاً علي حق المرأة ومساواتها مع الرجل فقد قال سبحانه وتعالى في سورة النساء : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " صدق الله العظيم .
آية قرآنية كريمة تعد بمثابة دليل جازم وحقيقة مطلقة علي ان المًولي عز وجل خلق الذكر والأنثى في مرتبة واحدة وحدد لكل منهما مسؤوليته في الحياة، فجعل الذكر قوّاماً على الأنثى، كلفه بحمل مسؤولية الرعاية والحماية وتأمين متطلبات الأنثى من احتياجاتها الحياتيه لها ولأطفالها الذين هم من صلبه.
الأوربيين تعلموا من الإسلام
فما رأينا كالأنثى فضلاً " تُدخلُ أباها الجنة طفلة ، وتُكملُ نصف دين زوجها شابة ، والجنة تحت قدميها أمّاً " .. وقال عنها المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون : " إن الأوربيين أخذوا عن الإسلام والمسلمين مبادئ الفروسية وما اقتضته من احترام المرأة، فالإسلام هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت تعيش فيه، وذلك خلافًا للاعتقاد الشائع بظلم المرأة وإضطهادها في الإسلام " .. وتلك شهادة لمؤرخ أوربي تؤكد ما ذهب اليه الحمادي في مقاله عن المرأة وحقوقها وتؤكد ايضاً عظمة هذا الدين الحنيف وما جاء فيه من تعاليم سمحة معتدلة لا ارهاب فيه ولا تطرف .
التدبر في آيات القرآن
وترتكز سطور مقال علي الشرفاء علي ضرورة التدبر في القرآن الكريم وما به من آيات بينات كثيرات تتعلق بحقوق المرأة والتي تجاوزت الـ سبعين آية وتتضمن تشريعات وأحكام وعظات لحماية المرأة من أي تعسف في معاملاتها من قبل الزوج بالرغم مما تتحمله من مسؤولية جليلة من حمل ورضاعة وتربية وسهر، علاوة على مسؤولية البيت حيث تصبح مسؤولياتها ثلاثة أضعاف مسؤولية الرجل .
احتكار الرجال وكتب الفقه
لقد ظلمت المرأة حين احتكر الرجال وضع كتب الفقه واعتمدت عليه قوانين الأحوال الشخصية في المجتمعات العربية الذي يخالف التشريع الإلهي ضاربين عرض الحائط كافة حقوق المرأة بكل الإستبداد والأنانية في خدمة أهوائهم الشخصية ورغباتهم في الإستعلاء على المرأة وإذلالها لتكون مهمتها التوليد والتربية والخدمة في المنزل.
وقد تجاوز الفقهاء الخطوط الحمراء في التشريع الإلهي الذي أنصف المرأة ووضع من الأحكام درعا يحفظ حقوقها، فقد ظلمت المرأة قرونا طويلة حين تم هجر القرآن وتشريعاته التي تحقق العدل للأسرة ذكوراً واناثاً وازواجاً.
رجس من عمل الشيطان عند الإغريق
وبدت سطور المفكر الغربي علي الشرفاء وكأنها تذكرنا وتذكر البشرية كلها بظلم المرأة وإضطهادها في كثير من الحضارات السالفة والديانات الاخري ففي الحضارة الإغريقية كانت المرأة عند الإغريق محتقرة مهانة حتي أنهم أسموها " رجس من عمل الشيطان " وكانتْ كالمتاع تُباع وتشترَى في الأسواق، مسلوبة الحقوق، محرومة من حقِّ الميراث وحقِّ التصرُّف في المال، وكانتْ في غايةِ الانحطاط.
سلعة ومتعة عند الرومان
اما في الحضارة الرومانية فقد كان وضعها سيئاً جداً فقد اعتبرها الرومان متاعاً مملوكاً للرجل وسلعة من السلع الرخيصة يتصرف الرجال فيها كيفما يشاءون، وكان يعتبرونها شراً لا بد من اجتنابه، وأنها مخلوقة للمتعة، وكان الرجل يملك مالها فهي في نظره ونظر المجتمع الروماني كله مخلوقة لا قيمة لها
تباع وتشتري عند الإنجليز
بينما في إنجلترا كانت المرأة قديما تباع في الأسواق بشلنين لأنها ثقلت بتكاليفها على الكنيسة التي تؤويها، كما بقيت المرأة إلى سنة 1882 محرومة من حقها الكامل في ملك العقارات وحرية المقايضة، وفي بلغراد بيعت النساء بالميزان، وكان الرطل الواحد يساوي بنسين أو ثلاث بنسات، وكان ثمن الزوجة التي تزن مائة رطل أو مائة وعشرين رطلا لا يزيد عن 28 شلناً.
خسيسة ورخيصة عند اليهود
اما عند اليهود فقد صبوا جام غضبهم على المرأة، فكانت عندهم سلعة خسيسة رخيصة تتنقل بين أحضان الرجال بطريقة غاية في الشذوذ كما جعلوها هي الخائنة والمتمردة والكاذبة والذليلة، في أبشع هجوم وجريمة بحق المرأة وامتهان لحقوقها ، كما كانوا يعتبرونها لعنة، لأنَّها أغوت آدم وأخرجته من الجنة ، حتي العرب في الجاهلية كانوا ينظرون إلى المرأة على أنها متاع من الأمتعة التي يمتلكونها مثل الأموال والبهائم، ويتصرفون فيها كيف شاءوا .
صون وكرامة ومنزلة رفيعة في الإسلام
اما الدين الإسلامي فقد جاء ليصون المرأة ويحفظ لها كرامتها ويعلي من شأنها وفد جاءت كل النصوص الشرعية جميعها تؤكد على أهمية احترام المرأة وتغليظ عقوبة الاعتداء عليها
.. وهنا ينبغي ان نقف بالتحليل والتفكر امام مقال " حقوق المرأة في القرآن " وما تضمنه من عظات وآيات تؤكد علي ان القرآن الكريم عرض الكثير من التشريعات الخاصة بحقوقها وكرامتها واعلاء مكانتها في أكثر من سورة وهي (سورة النساء وسورة الطلاق) وتضمنت سورة البقرة وسورة المائدة وسورة النور وسورة المجادلة وسورة الممتحنة وسورة التحريم، الكثير من الآيات الخاصة بالمرأة أيضاً.
ولو قارنَّا حرص القرآن الكريم على مكانة المرأة وحقوقها بالنسبة للرجل لوجدنا ذكر الرجل أو الذكر بالنزر اليسير، لأن الله سبحانه يعلم اعتداد الرجل بالقوة والاستعلاء والتميز بالذكورة، مما يعطيه حق السيادة على المرأة متجاوزاً بذلك كل التشريعات والأحكام الإلهية لإرضاء نفسه وتحقيق رغباته الأنانية.
ظلموها في فقة الأحوال الشخصية
وعلى مر العصور ظل فقه الأحوال الشخصية محصورا على الرجال ولم يَسْعَ أحدهم على مر السنين للقيام باتباع التشريع الإلهي وأحكامه فيما يخص بأحكام المرأة والتي تحافظ على حقوقها.
ولذلك، فإن كان للمرأة دورا في المشاركة مع الرجل في التشريع واستنباط الأحكام من الآيات الكريمة لوضع قوانين الأحوال الشخصية تتفق مع التشريعات الإلهيه، لتغيرت معالم المجتمع العربي والإسلامي في حماية الأسرة لتطلق مناخاً آمناً ومستقراً لتربية الأطفال ورعايتهم علماً وأخلاقاً، حيث سترتقي المجتمعات العربية والإسلامية في التعليم والإبداع والمساهمة الإيجابية في تقدم البشرية في كل المجالات.
احكام تغاير شرع الله
ولكن أحكام الفقه المغايرة لشرع الله تسببت في تشريد الأطفال في الشوارع وضياع الأسر، مما جعلهم يضيعون بين المخدرات والتسول والسرقات، ومنهم من استغلتهم الجماعات الإرهابية وحولتهم الى وحوش وقتله واستباحوا انسانيتهم، وفقدت المجتمعات عشرات الآلاف من الشباب كان يمكن أن يتحولوا الى قاطرة التقدم والتطور في مجتمعاتهم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .