الرسول نموذج الهي للقادة في حكم الشعوب .. وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ
علي الشرفاء يكتب عن توصيف القيادة في التشريع الالهي .. أمر الله المسلمين باتخاذ سيدنا محمد قدوة في الحكم
القادة العظام هم من يزرعون الامل والرحمة والعدل والحب والسلام في نفوس الشعوب ، هم من يقدرون على ترجمة الرؤي الي واقع ملموس ، القادة العظام هم من يجسدون القيمة والمبدأ ، هم من تُلهم أعمالهم وأفعالهم الآخرين كي يعملون اكثر ويتعلمون اكثر وينجزون اكثر ، ولقد كان رسولنا الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم اعظم قائد شهدته البشرية ، علم الدنيا وترك أثراً فينا عظيما نتعلم منه وتتعلم منه الأجيال والأمم .
الرسول نموذج الهي في القيادة
ولعل ما كتبه المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي خلال سطور مقاله الأخير والذي يحمل عنوان : " توصيف القيادة في التشريع الالهي " جاء ليقدم لنا نموذجاً فريداً صنعته الارادة الالهية في قيادة الامم والشعوب ، نموذج تعلم من آيات القرآن وعلم آيات القرآن للناس كافة ، فمنذ نزول الوحي علي الرسول الأمين ليقول له " اقرأ " وينقل له التكليف الالهي برسالة النبوة وتحمل أعباء دعوة الناس كافة الي الإسلام ، ليكون ذلك بمثابة تربية ربانية صنعت لنا أهم وأعظم قائد عرفه التاريخ البشري " سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم " .
أسلوب القيادة عند النبي
إذ يقول الحمادي في سطور مقاله : لقد وضع الله سبحانه وتعالي لرسوله الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام توصيفاً للقيادة يلتزم بتطبيقها في قيادته للمسلمين في بداية البعثة النبوية، كي يكون قدوة للقيادات التي جعله الله عز وجل نموذجاً عمليا يتعلمون منه أسلوب القيادة والتعامل مع أفراد المجتمع ضمن معايير الرحمة والعدل والمساواة واحترام كرامة الإنسان وحريته ورعايته في الصحة والمرض وفي مرحلة الضعف والقوة وحماية أمنه وسلامته .
وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
ولذلك خاطبه الله سبحانه وتعالي يعلمه صفات القيادة والالتزام بتطبيقها في قيادته وتعاملاته مع مساعديه ومع زملائه ومع كل أفراد المجتمع ، كما بين له المولي عز وجل واجبات وظيفته بقوله سبحانه وتعالي : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين " .. صدق الله العظيم .
الرسول قدوة في حكم الشعوب
ولذلك أمر الله المسلمين بأن يتخذوا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قدوة لهم في حكم الشعوب وذلك في خطابه للمسلمين بقوله عز وجل في محكم تنزيله : " لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " .. صدق الله العظيم ، فمن اتخذ الرسول قدوة في قيادته وحكمه للمسلمين في حياته، فقد أطاع الله بإخلاص وأمانة ونصر آياته وعظاته .
وعده الله بالنصر
فقد وعده الله بالنصر وأيده بعونه، فتتحقق للدولة التي يحكمها الرحمة والعدل والإحسان واحترام حقوق الإنسان أياً كان دينه ومذهبه، فالكل في المجتمعات الإنسانية متساوين في الحقوق والواجبات، فلا ميزة لأحد غير ما يقدمه من عمل لمصلحة المجتمع وتطوره وأمنه وسلامته .
القيادة في التشريع الإلهي
ولو اتخذت قيادات الدول العربية وطبقت معايير القيادة في التشريع الإلهي لتحولت الشعوب في الدول العربية كل منها إلى جندي مخلص متفانٍ في العمل على صالح دولته والمحافظة على أمنها القومي، لأن قياداتها سهرت على احترام حرية المواطن والمحافظة على كرامته الإنسانية وحمايته من كل ما يهدد أمنه وتأمين دخل يكفل رعاية كريمة لأسرته .
الوصف الوظيفي لحكام المسلمين
فيتحقق بتطبيق الوصف الوظيفي لحكام المسلمين والتزامهم باحترام أداء مسؤلياتهم الأمن والرخاء والاستقرار لدولهم وأوطانهم، جزاء على التزامهم وعهدهم مع الله ، ليعيش الجميع في الوطن يشد بعضهم أزر بعض ، ويحافظون على وطنهم الذي أكرمهم واحترم حريات أبنائه وحق التعبير عن أحلامهم للمستقبل، وتنفيذاً لأمر الله سبحانه كما قال صاحب الملكوت في السموات والأرض : " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .. صدق الله العظيم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .