لا كهنة ولا أحبار في الإسلام .. فرق ضالة هدمت الأوطان تحت شعار " الإسلام هو الحل "
- علي الشرفاء الحمادي : اليهود والمجوس خدعوا الأمة .. ودسوا بيننا جماعات تفسد العقيدة وتضيع منا الدنيا والآخرة
منذ ان تفرق المسلمين الي شيع ومذاهب وهجروا آيات الذكر الحكيم ، انقلب بهم الحال واصبحوا في تنافر وصراع وقتال ، ونشأت بينهم فرقاً متطرفة اشبه بكهنة واحبار اليهود والمجوس ، فرق ترفع شعار " الإسلام هو الحل " وتغتال باسمه قيم الحرية وحقوق الإنسان وترتكب أبشع الجرائم، بجز أعناق الأبرياء وتدمير القرى والمدن واغتصاب الأطفال والنساء ، فتهدمت الأوطان باسم الدين ، وانتشر الفساد والخراب تحت شعاراتهم الخادعة والمتسترة تحت عباءة الإسلام رغم ان الإسلام منهم برئ .
- فرق ضالة تعيث في الأرض دماراً
وفي مقال مهم للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي " بين المذاهب والسياسة " يحذر فيه من تلك الفرق الضالة التي تعيث في الأرض دماراً وفساداً ، لا تهتم بحق الإنسان في الحياة، ولا تراعي أوامر الله في عدم الاعتداء على الناس، ولا تتبع المنهج الإلهي الذي يدعو إليه المولي سبحانه وتعالي بقوله في محكم تنزيله : " وابتغ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلَا تَنَسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن مَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ " .. صدق الله العظيم .
- جماعات تلبي دعوة الشيطان
اذ يؤكد الحمادي في مقاله بان هذه هي أوامر الله للناس جميعاً ، متسائلا باستنكار : هل اتبعت الفرق الإرهابية أمثال داعش والإخوان والنصرة والتكفير والهجرة والسلفية والقاعدة، وغيرهم ممن هم على شاكلتهم ما جاء في المنهج الإلهي في هذه الآية ؟ ، وهل بمخالفة أوامر الله سبحانه وتعالي سيدخلون الجنة بأعمالهم الإجرامية ؟ أم سيلقون في جهنم وبئس المصير بما ارتكبوا من الفساد في الأرض عندما لبوا دعوة الشيطان واتبعوه ؟ .
حيث يقول الله سبحانه وتعالي : " وَقالَ الشَّيطانُ لما قُضِيَ الأمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعَدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخَلَفَتُكُم وَمَا كان لي عَلَيْكُم مِن سُلطان إلا أن دعوتكُم فَاستَجَبْتُم لي فلا تلوموني ولوموا أَنفُسَكُم ما أنا بِمُصْرِخِكُم وَمَا أَنتُم بمُصْرِخِيَّ إنّي كَفَرْتُ بِما أشركتُمونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُم عَذَابٌ أليم " .. صدق الله العظيم .
- العودة للخطاب الإلهي
ويوضح علي الشرفاء انه لا سبيل للمسلمين للخروج من النفق المظلم الذي عاشوه ويعيشوه حتي اليوم إلا بالعودة للخطاب الإلهي المنصوص عليه في آيات " القرآن الكريم " ، يستمدون منه النور الذي يضيئ به العقول ، وترتقي معه النفوس ، كي تمتلئ بالرحمة والمحبة والعدل، يستلهمون من كتاب الله سبل السلام، ويستوعبون مراد الله من آياته لخلقه عيشاً هنيئاً وسعياً مشكوراً وطاعة مقبولة وأجراً عظيماً، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من عمل صالحاً واتقى الله واتبع هداه.
- تجديد الخطاب الديني
ويقترح الحمادي خلال سطور مقاله " بين المذاهب والسياسة " انه في الوقت الذي يبحث فيه المسلمون في تجديد الخطاب الديني لابد أن يتوقفوا عن استخدام مصطلح الخطاب الديني لأن كل من هب ودب وجاء برواية أو حكاية أو خرافة اندرج تحت الخطاب الديني، بينما الأصل الذي يحمل رسالة الإسلام للناس هو الخطاب الإلهي كلمة الله وآياته ، وعلينا ان نفكر جميعاً بأن نستدعي لحظات تاريخية قبل أربعة عشر قرناً نتصور فيها انفسنا في حضرة رسول الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، وهو يبلغنا برسالة الله في كتابه المبين حيث يتلو علينا القرآن الكريم كما أمره الله بقوله تعالى: " لَقَدْ مِّنَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنفُسِهِم يتلو عليهم آياتِهِ ويزكيهم ويعلمهم الكَتابَ وَالحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مين " .. صدق الله العظيم .
- حكم ومواعظ في كتاب الله
فنتلقى منه ما ينزله الله عليه من آيات كريمة نتعلم منه الحكمة ويوضح لنا ما جاء في كتاب الله من حكم وموعظة وقيم وعبادات، يعلمنا شعائر العبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج بيت الله وتشريعات تبين الحلال والحرام، حيث كلفه الله بمسؤولية ابلاغ الناس كافة بالمنهج الإلهي بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بلغ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَغَتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يهدي القومَ الكَافِرِينَ " .. وقوله تعالى: " فَإِن تَوَلُّوا فَإِنَّما عَليكَ البلاغ المبين " .. وقوله تعالى: " وَإِن ما يُرِينَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ تَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الحساب " .. صدق الله العظيم .
- لا كهنة ولا أحبار في الإسلام
فنظل نستمع إلى ما يتلوه علينا رسول الله ﷺ آيات من القرآن الكريم، ويفسّر لنا مقاصدها التي تدعو الناس لما يصلحهم، ويحقق لهم المنفعة والأمن والسلام في لحظات لم تكن تلوثت فيه أمة الإسلام بمذاهب وشيع لحظات لم يكن فيها طوائف وفرق متصارعة ينحر بعضها بعضا .
نتعلم منه عليه الصلاة والسلام منهج الخطاب الإلهي الذي يأمر عباده بإتباع القرآن، وعدم الاعتماد على استنتاجات بشرية ، فالإسلام لا يوجد فيه كهنة ولا أحبار، بل فيه عباد الله المخلصين له الدين يتبعون الرسول الكريم ، حيث يقول المولي سبحانه وتعالى: " اتَّبعوا ما أنزِلَ إِلَيْكُم مِن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعوا مِن دونِهِ أولياء قليلا ما تذكرونَ " .. صدق الله العظيم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .