بأقلامهم
وليد نجا يكتب: التفاؤل الحذر وأحياء الحق
دائما تراودني ذكريات الطفولة في بيت جدي لأمي رحمة الله علية وهو من أهل العلم والحكمة فقد كان ناظر مدرسة قريتنا ويناديه الكبير والصغير بحضرة الناظر، حياته بسيطة تسير وفق جدول زمني تبدأ مع صلاة الفجر وتنتهي بعد صلاة العشاء و في وسط المنزل كانت غرفة الضيوف يطلق عليها كلمة" مندرة" وهي ملتقي ثقافي اجتماعي للأهل والأصدقاء تسرد فيها الكثير من القصص الإنسانية والمجتمعية المرتبطة بمشكلات الحياة والجميع ينصت بنفس راضية لمن يتحدث عن مشاكلة الحياتية في تفاؤل حذر لرؤية بصيص من الأمل لحلها مع التمسك بالحذر وعدم الاستعجال فالمشكلات لاتحل في جلسة واحدة وتستغرق العديد من الجلسات لفك رموزها وتشابكها وتأخذ مزيد من الوقت للتفكير والتريث. وكانت قلوب الجميع عامرة بالمحبة والثقة في الله تعالي وفيما بينهم تحكمهم العادات والتقاليد والقيم المجتمعية وجميع المشكلات تحل بالتراضي وجبر الخواطر فشدة الأنسان تكشف معدنة وأصالته ،فالبحث عن حلول توافقية ترد المظالم لإصحابها دون المساس بالحقوق كانت غاية الجميع دون تحيز أو تفرقة فتفتح جميع الأبواب المغلقة فالتفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز ويعبر بنا من الماض للحاضر والمستقبل تحيطنا السكينة والمحبة والأمل فنصل إلى ما نحلم به ونتمناه وأحمد الله سبحانه وتعالي أني عشت هذا الزمن الجميل. ومع التطور السريع في وتيرة الحياة أصبحت العلاقات الإنسانية تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون احتكاك مباشر يظهر نقاط التوافق عند الاختلاف فحياتنا جوهرها حلم يتحقق وأخر يتعثر وأحلام قيد الانتظار ولا تسير الحياة علي وتيرة واحدة فهي ما بين عسر ويسر فالمشكلات والهموم تصيب حياة الأنسان وينزل معها من السماء لطف الله تعالي وهو مخير بين الرضا والقنوط . وعند الأزمات والمشكلات لابد أن نحترم العلم ونتبع الخطوات العلمية لحلها "تفعيل الماديات" وفق خطوات علمية مدورسة بحيث يتم توصيفها دون تهويل أو تقليل مع تحديد أولويات التعامل معها " عاجلة ،عابرة ،متجذرة يمكن تجاهلها "وتحديد أطرافها ومصالحهم ونقاط التوافق والاختلاف فيما بينهم ،والتعامل وفق سيناريوهات علمية وخبرات حياتية للبحث عن حلول واختيار المناسب منها وتطبيقه وفق التغذية العكسية،وبعد حلها يتم دراسة الإيجابيات وتلاشي السلبيات ،وكعادتي البحثية يجب علي الأنسان تفعيل "العبادات" وتتمثل في الرضا بقضاء الله تعالي والصبر والثقة في أن قضاء الله نافذ لامحالة وفرجة قريب وأن قدرة الله المطلقة تجعل المستحيل واقع والواقع مستحيل فالصبر والتريث عند الأزمات والمشكلات خاصة مع الأهل والأصدقاء والأرحام يجنبان الأنسان سوء الخاتمة وتحضرني مقولة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنة " رحم الله أمرءاً أحياً حقاً وأمات باطلاً ودحض الجور وأقام العدل . اقرأ أيضا.. وليد نجا يكتب: التوازن بين الرضا الشعبي ودولة القانون