اهم الاخبار
السبت 02 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

عامر الطيب: الحياة تحدّ على ثلاثة مستويات الشاعر بحاجة إلى امرأة

الشاعر العراقي عامر
الشاعر العراقي عامر الطيب

تدخل الشعر ، مع الشاعر العراقي عامر الطيب ، منطقة مثيرة  تتسم بالشغف والغوص في اكتشاف العالم والحياة والبشر، شاعر الأزمنة الحديثة والأجيال المشتعلة بالطموح قدر ما هي مشتعلة بالخيبات والانكسارات ، مع هذا ، الأجيال الشابة التي تمشي نحو شموس جديدة على كل حال وحال.

1)"برأيي ليست ثمة حياة عادية ، ثمة صخب مجهول، خفي ، غير مرئي في حياة كل واحد منا..."

عامر الطيب هو شاعر عراقي من مواليد 1990 في مدينة الصويرة/واسط  ،وعضو الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

 أصدر مجموعته الأولى (أكثر من موت بإصبع واحدة)  عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. ثم مجموعته الثانية(يقف وحيداً كشجرتين )التي فازت في المسابقة الأدبية للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق لسنة 2018، للأدباء دون سن 35 عاماً. ومجموعته الثالثة صدرت في تونس عن دار الأمينة للنشر و التوزيع و كان عنوانها " كريات الدم الخضراء " 

أما مجموعته الرابعة فقد صدرت عن دار خطوط للنشر و التوزيع في الأردن و بعنوان " البقية في حياة شخص آخر "، ثم مجموعته الخامسة بعنوان " صورة من الخلف للرقم 9" التي صدرت عن دار دلمون الجديدة للنشر و التوزيع في سوريا .

كذلك صدرت له مجموعة شعرية عن دار العائدون للنشر و التوزيع في الأردن بعنوان " ليس من أجل تشوانغ تسو فقط " و كذلك عن دار ومضة الجزائرية مجموعته " سأحبك في الصيف القادم و نغلب أمريكا ".

و عن دار النهضة العربية مجموعته " سماء بعيدة كقبرٍ مفتوح " ضمن أصوات شعرية و له مجموعة" دليل التائه إلى بغداد "ستصدر عن دار انجليزية .

له مجموعات أخرى تحت الطبع و قد نشرت نصوصه في أغلب الصحف المحلية و العربية و ترجمت بعضها إلى اللغة الإنجليزية و الفرنسية و الإسبانية و الكردية و الفارسية أيضاً .

 

كانت هذه نبذة عن عامر الطيب الشاعر العراقي الشاب الذي  نعرفه ، حدثني عن عامر الذي لا يعرفه احد ، كيف تعرف نفسك ؟ من أنت بعيدا عن الصور والألقاب ؟

في الحقيقة لا أشعر بأي انفصال بين وجودي كشاعر و وجودي خارج الشعر ولا أزعم إنني أمتلك ذاتاً واحدة بالطبع فتلك مثالية مفرطة، لدي عدد من الذوات لكن التناقض الذي يحدث بينهما ليس انفصالاً بقدر ما هو انسجام و تعلم كما يتشكل البحر من أمواج تتلاطم و تتدافع فالركون و الذات الواحدة تقتل الطموح البشري .

تعريفي لنفسي أمر في غاية البساطة،  إنني شاب يحلم و يكتبُ و يعيش متفائلاً تحت أي ظرف و الشعر بما هو فعالية ممتعة و مليئة بالشغف يهبني القوة و المثابرة .

ذكر الشعر وقولك انك تستمد منه القوة والمثابرة ، الناس عموما يعتقدون بأن الشعراء مخلوقات حالمة ، تعيش في عالم ذهني بعيد كل البعد عن الواقع ، تقول في إحدى قصائدك من ديوان "سماء بعيدة كقبر مفتوح"

 تعبت من الدور الذي أسند لي في القصة

أن أكون طيبا وحنونا

على مدار العرض

تعبت لكن المخرج بزيه الأزرق

أخبرني أنني سأرحل سعيدا في النهاية ."

من الواضح أن الحياة بالنسبة لعامر  تحديات ،مواقف ، وأيضا صعوبات ، هذا طبعا من خلال القصص الممتعة التي تتحفنا بها قصائدك ، كيف تتعامل مع تحديات وصعوبات الحياة كيف تخطو في خضمها وأنت شاعر طيب وحنون ؟ كيف تقف بوجه الأشياء التي لا  تحب وكيف تجلب اليك ما تحبه ، كيف تخوض معركة الحياة باختصار ؟

الحياة بالنسبة لمجملنا هي تحدّ على ثلاثة مستويات ، تحدي المرء للآخرين و تحديه للعالم و تحديه لذاته و وجوده،  ليس العالم هو عالم الخرائط و السفن البحرية و الطائرات إن العالم هنا كل ما هو خارج هذه الغرفة نصف المعتمة .

تحدي الآخرين يتجسد في محاولة لا يمكن إنكارها من إثارة إعجابهم أو محبتهم أو جدلهم أحياناً، لن أقول إنني أكتب لنفسي، تلك مغالطة مسوغة إنني أكتب ليقرأ لي الآخرون لكن ما أكتبه يلائم نفسي أولا و أخيراً .

لم تعد لدي قدرة للوقوف بوجه شيء ما،  إنني أتصالح مع ضعفي و خوفي و هربي، لعل تلك إحدى القواعد التي ترسخها حكمة التقدم بالسن عنوةً، أنت تكبر تعني بشكل ما أنك تحاول أن تحب أعداءك، تصافحهم و تقعد معهم على طاولة واحدة أيضاً .

لا ينكر إن الحياة بما هي كم هائل من الحاجات و الرغبات و الطموحات عبارة عن صراع مرير ولا نهاية له لكنها بالطبع لا يمكن أن تؤخذ دائماً على إنها معركة ،ثمة أشياء نحصل عليها من خلال عفويتنا و صدفنا لا من خلال تخطيطنا و تنافسنا، إنني مغرم بتأمل ماض أناس لا أعرفهم و برأيي أن الشعوب قد تتعلم شيئاً من تاريخ أمم أخرى أفضل مما تتعلمه من تاريخها الخاص .

في خرافات طفولتنا مشهد بهي و مذهل ، إنه قذفنا السن اللبني الهش الذي يقع فجأةً للشمس من أجل استبداله.

من يقرأ قصائدك يستطيع أن يستشف  عالما زاخرا بحياة غنية بالأحداث والصخب   ، حياة زوجية ، غرابة ، ذهول وتعقيدات ... هل هي حياتك أم حياة القصيدة ، عالمك أم عالمها ، تجربتك أم تجربة الكتابة ، مثلا تقول في إحدى قصائدك :

"أدركت أن الزواج سيستمر 

طالما ثمة ريح باردة

تهدد السقوف الخفيضة

طالما ثمة أطفال يودون

عبادة أمهاتهم "

 

ثم هناك أيضا النصوص التي تتحدث فيها بلسان أمرأة  ، وهو ما يبدو لي شيئا صعبا للغاية ، إذ في الشعر على الخصوص أجد من الصعب تقمص الإحساس أو تبنيه ، كيف تفعل ذلك ؟

برأيي ليست ثمة حياة عادية ، ثمة صخب مجهول، خفي ، غير مرئي في حياة كل واحد منا صخب هادئ و مأهول و موحش أيضاً ، و في المقابل ليست ثمة عوالم خاصة أو لنقل منعزلة للعمل الشعري عن حياة صاحبه ، أزعم إن الشعر في حد ذاته هو عمل من أعمال المرء ، جزء من عالمه اليومي فحسب .

التجربة ليست ما نقوم به بقدر ما يؤثر بنا أنت تعلمين ثمة مشاهد سينمائية توجعنا أكثر من مشاهد نراها عن كثب في واقعنا، ثمة تجارب لرفاق أو غرباء تلهمنا أكثر من تجاربنا الشخصية ، لعلي أكتب عما يؤثر بي من تجارب بصرف النظر إن كانت التجارب لي أو لأشخاص غيري .

ليس هناك أي تقمص في النصوص التي أكتبها بلسان امرأة ، فالوجود الذي يتجسد في النص هو وجود خارج التصنيف الذكوري أو الأنثوي، أعني إن الشاعر/ة في النص يقف كموجود بمواجهة ذاته أو العالم لا كرجل أو امرأة .

يتحدث الشعراء كثيرا عن الموت ،يتغزلون به ينصهرون فيه يناجونه كنوع من الماسوشية ، أنت عامر الطيب شاعر يراقب الموت وفي نص آخر تحاول أن تفهم حياتك من خلاله ، ومن خلال دورك في فيلم سريع ، تقول في آخر النص :

" لقد كبرت الآن تماما 

وصار من الممكن أن أجد

السماء بعيدة كقبر مفتوح !"

ثم تعود في نص آخر لتعامله كغريم ، 

" حاجتي للكمال تدفعني

  لأن أصرخ مبكرا 

يجب أن أموت من أجل جملة أبدية "

 

الموت بالنسبة لعامر دور فرضه المخرج في فيلم . الموت ليس بتلك الألوهية، هو مجرد كمبارس يدير ظهره للجمهور ليتبادل معك الدور . حدثني عن علاقتك مع الموت عامر ؟

الموت ليس مفروضاً إلا بالشكل الذي فرضت به الحياة نفسها هو جزء منها بمعنى ما أن موت الشجرة موجود داخل نمو البذرة نفسها ، إغماضه العجوز موجود داخل الطفل الذي يفتح عينيه على الحياة لأول مرة .

ثمة عالم واحد موجود هو الحياة برمتها، و التي يبدو الموت فصلها الأشق و الأشد مرارة ، و هو العقبة التي نعرف إنها تنتظرنا في نهاية المطاف ،فنحاول بقدر ما التصالح معها و التصالح مع وجود الموت ، لا يعني تقبل وجوده فحسب إنما يعني استثماره فنياً و إنسانياً .

لدي هاجس تجاه الموت ،هاجس يستحوذ علي يومياً وقد ترسخ هذا الهاجس بعد وفاة أبي، ولا أبالغ لو أخبرتك إنني تأملت مشهد موتي مراراً، رأيت نفسي مضطجعاً على سريري و حولي وجوه لا أتبين ملامحها. 

لقد حولني هاجس الموت أيضاً إلى إنسان أخف و أشد مرحاً ولا مبالاة برغبات الحياة و عقباتها بمعنى إن إقبالي على الحياة صارَ إقبالَ المحبِّ لا إقبال المنافس ذلك أن المنافس يحاول امتلاك أي شيء يناله و المحب يحاول الاستمتاع به فقط .

 

نحن لا نمتلك في هذه الحياة غير أسماءنا وأحيانا حتى الأسماء لا ، ألا تعتقد بأن هاجس الموت هذا هاجس  مشترك لدى فئة قليلة من الناس ، أو لدى المبدعين غالبا ؟

آمل ألا تنصرف الأذهان عند سماع كلمة الإبداع نحو الكتابة و الفن حصراً، كل نشاط بشري مادي أو فكري يتم بدقة و شغف و إخلاص و إحساس عال هو إبداع، و من هنا فإن هاجس الموت هاجس مشترك بدرجات متفاوتة لدى البشر لكن ثمة من يعبرون عنه من خلال اللغة أو العمل الفني رسماً أو نحتاً و ثمة من يعبرون عنه بطريقة أخرى كغرس الأشجار أو تقديم الطعام للحيوانات الضالة أو تدفئة كوب الحليب كما فعلت سيليفيا بلاث قبيل انتحارها مثلاً ، ما أريد أن أشير له أيضاً هو أن هاجس الموت ليس خنوعاً و خضوعاً لتلك النهاية الحتمية إنما هو شكل من أشكال مقاومتها .

 

أنت عامر الطيب شاعر غزير الإبداع ، ما شاء الله ، أعرف هذا لأني أتابعك على الفيسبوك ، وأقرأ لك تقريبا بشكل يومي ، ويذهلني هذا التركيز  وهذا الثبات ، إذ  الكتابة بالنسبة لك طقس يومي مثل الصلاة ، هل هذا صحيح؟ أم أنها مجرد طاقة عادية وبالتالي هي بحاجة دائمة إلى دوافع أو إلى حوافز أو أحاسيس عالية مثل الحزن ، الألم ، الحب ، الأمل أو بحاجة إلى مشاعر معقدة كالكراهية والإندفاع والانزعاج والخوف ...الخ ، هذا بالإضافة إلى القراءة بشكل يومي ؟ 

إنني حقاً لا أهتم بالغزارة أو بالإقلال، لا يوجد لدي شعور بالمجد إن كتبتُ أو بالحسرة إن لم أكتب.  الكتابة طاقةٌ فعلاً لكن هل ثمة طاقة يمكن أن نعتبرها طاقة عادية إذا كانت هي تشكل وجود المرء؟

الأمر الاخر أود القول إن الكتابة بحاجة إلى مصادر لا دوافع فحسب مصادر مثل القراءة و التجربة و التأمل، الإصغاء أيضاً  يلهمني . نعم إنني أقرأ يومياً وهذه الممارسة تفتح لي آفاقاً غير متوقعة أما بالنسبة للكراهية و الانزعاج فيحق لي أن أزعم إنني أكتب بدافع الحب و الطمأنينة و المتعة فقط . بإمكان المبدع أن يتعلم من عمله الإبداعي أيضاً ."

 

هذا أكيد ، أساسا الإبداع هو  عملية إيجابية تعتمد بالدرجة الأولى على العطاء والحب ، شخصيا أعتقد  بأن المشاعر السلبية بالنسبة للمبدع  قاتلة و عقيمة ولا تنتج غير ما يشبهها أو يغذيها ، لكن على الضفة الأخرى حيث يعمل الحب على إفراز هرمون السعادة ، أنت  كشاعر  بحاجة إلى أمرأه جميلة ، أو قصيدة جميلة  لتكتب ، هل تحب لتكتب أو تكتب لتحب ؟

كون الشاعر بحاجة إلى امرأة ، حبيبة أو رفيقة ملهمة فذلك عائد إلى التعريف الغابر للشعر كإلهام و انفعال عاطفي فحسب ، الشعر عمل فكري و فلسفي قائم أساساً على تحويل العواطف إلى أفكار .

بالطبع ثمة حالة مؤثرة تستدعي الكتابة لكن الأمر هنا هو تحفيز لا إلهام و ثمة فارق بين الإثنين. 

بشأن سؤال مشاكس و مكرس مثل هل تحب لتكتب أو تكتب لتحب فإني أجده يرسخ مزاجاً جاهزاً أكثر مما يفتح أفقاً شخصياً ، ليس لفعل الحب غاية أعني أننا لا نحب من أجل الكتابة فذلك يعني تجريد الحب من عفويته وجسارته و كذلك فنحن لا نكتب لننال الحب ، إننا نكتب و نحب دون غايات مسبقة و دون طموحات متوقعة أيضاً .

 

لكن ألا تعتقد بانك مدين للحب بكل أو أغلب النصوص الجميلة التي كتبتها ؟

الحب شيء و العلاقات البشرية ذات الأطر الجاهزة شيء آخر ، الحب موجود في كل تصرف و فعالية و تجربة نقوم بها بشغف و إحساس و مثابرة، العلاقات البشرية عموماً محددة بمصائر و مزاجات مسبقة أعني أن الحب منفتح على جهات كثيرة في العمل الأدبي و خارجه . 

صدر لك " أكثر من موت بإصبع واحدة " ، ثم " يقف وحيدا كشجرتين " ، الملاحظ أن كل عنوان اخترته هو قصة قصيرة مصغرة جدا بحد ذاته ،  ما يحيل إلى أن كل مجموعة هي سيرة عاطفية وذهنية للشاعر عامر الطيب ، وهي أيضا رصد وتأريخ لكل مرحلة من حياتك : ثم " كريات الدم الخضراء " ، " البقية في حياة شخص آخر " ، " صورة من الخلف للرقم 9 " ، " ليس من أجل تشوانغ تسو فقط " ، والمثير بالنسبة لي هو عنوان هذه المجموعة ،  " سأحبك في الصيف القادم ونغلب أمريكا " هل العنوان إسقاط للوضع السيء بالعراق و المشاكل السياسية هناك ؟ ، حدثني عن المحطات والمراحل التي أسقطت عناوين مجموعاتك الشعرية . 

 

ما أكتبه يشبه تدويناً ليومياتي بالطبع بمعنى إني أحاول أن أفحص حياتي العادية بالطريقة التي تحولها إلى حيا

ما أكتبه يشبه تدويناً ليومياتي بالطبع بمعنى إني أحاول أن أفحص حياتي العادية بالطريقة التي تحولها إلى حياة صاخبة و مؤثرة و متوهجة ، أزعم إن بإمكان المبدع أن يتعلم من عمله الإبداعي أيضاً .

بالنسبة للعناوين فإنها تولد بشكل فجائي غالباً و كوني أكتب نصوصاً متفاوتة من حيث المفاهيم و الأحاسيس الشعرية و التصورات فإن العنوان لا يشكل فهماً أو دلالة عن مزاج الديوان ككل إنما هو إشارة ضمنية لحالة ما ، العنوان بالنسبة لي هو أحد نصوص الكتاب شاءت الصدفة أن يكون على الواجهة. 

ديوان (سأحبك في الصيف القادم و نغلب أمريكا) لا يتضمن أي إسقاط سياسي للوضع العراقي، أنا سياسي بمعنى المتأمل لحركة التاريخ التي تجري بواسطتها تغييرات سياسية و اقتصادية و مجتمعية ولست سياسياً بمعنى المتبني لرؤى سياسية آنية.

العنوان هنا كان عبارة مقتطعة من نص يتحدث عن لاعب كرة سلة يخوض مباراة ضد الفريق الأميركي فحسب .

في مجموعاتك الشعرية تحتل المرأة حيزا ذا أهمية من حيث التصور و الرؤية، بعيدا عن التصورات المكرسة، هي أنت، حين تتحدث بلسانها ، و هي كائن تحاوره  و تحاول فهمه ، وتارة تجعلها صورة عن الحياة :

الحياة قصيرة كقدم امرأة على الحافة

لماذا قلت قدم امرأة

لأنها ناعمة تماما

ولأن الحافة لا يمكن أن تكون مجازا فقط ...

أود أن تشرح لي تصوراتك عن المرأة 

كتبت أيضا في نهاية هذا النص :

الحياة ناقصة الآن مثل ليلة تضمحل في الهواء الطلق 

لكن حبك يستطيع أن يجعلها ناقصة دوما!

 

هل الحزن يجعل الحياة ناقصة وكذلك وجود الأنثى ، كجزء من إغراءات ومتع هذه الحياة ؟ 

تحتل المرأة حيزاً هاماً في حياتي و بيتي و تفكيري ، داخل طموحاتي و أحلامي أيضاً وهي بالنسبة لي ليست جزءاً ممتعاً إنما وجود أساسي و ضروري لازدهار الحياة و العمل الأدبي أيضاً .

لدي تصور طفولي عن المرأة، أنا خجول و هش تجاهها و أتعامل معها بحذر و حساسية عالية ، في اللقاءات القليلة التي جمعتني بنساء أعرفهن تصرفت برصانة مفرطة، إنني أحب النساء و أقدرهن و أحاول التعرف على نساء عديدات لأظل نقياً و مهذباً ، الرجال عادة هم الذين يفسدون أخلاقي .

 

تتحدث في عدد من النصوص عن كونك ممثل ، ماذا لو عرض عليك دور في فيلم حقا، هل تقبل بأن تصبح ممثلا ؟

إنه افتراض فحسب لا يمكن لمخرج أن يعرض عليّ دوراً في فيلم،  تلك مغامرة ربحية غير موفقة ، من غير المتخيل أن أصبح ممثلاً ، أود أن أعرف شاعراً ،أعيش شاعراً و أموت شاعراً، أنا مدين للشعر بما وهبني إياه من إصغاء و عزلة و سمو ، ثم ألا يعتبر العمل الشعري تجسيداً للنفس البشرية بعنائها و مرحها؟ ألا تعتبر اللحظة الشعرية الصغيرة مشهداً مليئاً بالتوجس و المتعة و الإثراء.

 

نجاحك كشاعر ، هل ينعكس على  حياتك ماديا واجتماعيا ، كيف حالك مع دور النشر ، بالنظر إلى حالة التهميش والعزلة التي تعاني منها الثقافة والمثقف في العالم العربي؟

في البدء لا أعرف ماهي معايير النجاح لشاعر ما، أعتبر نفسي شاعراً ناجحاً لأني أكتب نصوصاً أجدها توازي طريقة تفكيري و رؤيتي .

سمعت من شعراء كثر إنهم يعيشون الحيرة المزمنة إزاء الكتابة و بعدها، شخصياً أكتب بدعة كبيرة و طمأنينة و لا يستحوذ علي أي شكل من أشكال القلق النفسي .

الأمر الذي أود الإشارة له أن الشعر ليس مهنة لأتوقع منها ترفاً مادياً ، أنا أسعى لأعيش بالطرق المتوفرة لغيري من المواطنين،  لم أقبض ديناراً من كتبي و لا أنتظر ذلك و بالفعل لا أعول على الشعر كوسيلة عيش و لست متوتراً من العزلة التي يضيقها علينا الواقع العربي كما ذكرتِ، لم لا نعتبر أنه يوفر لنا مناخاً هائلاً للمناجاة؟ .

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء