عربى و دولى
باحث سياسي: كان يجب علي أمريكا تفكيك طالبان خلال العقدين الماضيين
قال إيهاب عباس، الكاتب والباحث السياسي، إن من وجهة نظره أن الحرب في أفغانستان لم تتخذ الطريق السليم للنهاية الصحيحة، أي أن واشنطن اعتمدت في حربها فى أفغانستان على الآلة العسكرية فقط، ومعها الدعاية الإعلامية لإنشاء دولة ديمقراطية ذات أركان واضحة، ولكن هذا لم يتم، والدليل علي ذلك أنه لم تطلق طلقة واحدة ضد حركة طالبان خلال عمليات الاجتياح التي امتدت لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وربما أكثر من ذلك التي اجتاحت فيها كل المدن الأفغانية.
هروب الجيش
وتابع الكاتب والباحث السياسي أنه لا توجد أي عمليات حقيقية تمت، وهروب الجيش الأفغاني، أي أنه علي مدار 20 عام كان يجب علي واشنطن ان تعمل علي تفكيك حركة طالبان، وتفكيك الفكر الطالباني القائم على التطرف والإرهاب، إرهاب المواطنين الأفغانين، والفهم الخاطئ للشريعة الإسلامية.
وأضاف أن حركة طالبان استطاعت خلال ال 20 عاما الماضية أن تصدر للعالم اليوم قدرتها علي الوقوف أمام أكبر قوة عسكرية كالولايات المتحدة.
وأردف أن التساؤل الأول الذي يصاغ، هو عندما خرج بايدن في خطاباته متهما الرئيس ترامب أنه السبب في ماحدث في أفغانستان، ومن المفترض أنه كرئيس جديد للولايات المتحدة اتخذ قرارات عكسية عن كل ما فعله الرئيس السابق، بل تفاوض مع إيران الآن إلي العودة إلي الملف النووي عكس ما كان يفعله الرئيس ترامب، فلماذا تحديدا في هذا الملف، ملف أفغانستان تمسكت بخطة ترامب للخروج من أفغانستان وتلقي باللوم عليه، متابعا أن هذا فشل استخباراتي من الدرجة الأولي في الولايات المتحدة، فشل لمستشار الأمن القومي الأمريكي.
وقال أيضا إن هناك قادة في وزارة الدفاع يلقون باللوم علي الرئيس بايدن في هذا الإطار ولكن بشكل لا يظهر لوسائل الإعلام، وبالتالي المواقف التي اتخذتها الإدارة الديموقراطية تنبئ بأن هناك شئ ما تم الاتفاق عليه تحت طاولة مع حركة طالبان، فهذا الخروج الغريب المتهور لواشنطن يثير الكثير من علامات التساؤل.
وتابع إيهاب عباس خلال مداخله له علي الفضائية سكاي نيوز أنه اليوم كان هناك بعض التهديدات والتصريحات من المسؤوليين الامريكين يحذرون طالبان من المساس بحقوق المرأة والأقليات، قائلا: "انتم كنتم في قلب أفغانستان ولم تستطيعوا حماية هذه الحقوق، اليوم تريدون حمايتها وانتم خارج أفغانستان، هذا مثير للسخرية!"
طريقان أمام طالبان
وأوضح إيهاب عباس الكاتب والباحث السياسي أنه أمام حركة طالبان اليوم طريقان.. الطريق الأول إما العودة إلي ما قبل 2001 وتكون مرتعا للجماعات الإرهابية وقدرات خارقة بالدعاية بأنها انتصرت علي الولايات المتحدة، وتسويق رهيب لهذا الانتصار سيجلب الكثير من الجماعات الإرهابية علي مستوي العالم من بينها داعش إلي آخره للعمل والانطلاق من أفغانستان ضد العالم أجمع..شرق أو وسط أوروبا، الولايات المتحدة.
أو الطريق الآخر أنها تكون استوعبت الدرس جيدا
درس الحرب مع أقوى قوة عالمية لمدة 20 عاما وفي النهاية تخرج منتصرة بشكل أو بآخر ولو حتي إعلاميا، الدرس بأنها يجب أن تحكم بطريقة مختلفة عن الطريقة التي كانت تحكم بها قبل عام 2001، وعندها ستستطيع أن تفاجئ العالم في الواقع بأنها من الممكن أن تنشئ دولة، وهذه الدولة إما ستكون دولة مدنية تطبق الشريعة الإسلامية طبقا لمفاهيم حركة طالبان، أو أنها ستكون دولة في نفس الشكل نشاهده في إيران بشكل أو بآخر تحكم رهيب في الشعب بقدرات عسكرية نوعا ما تبدأ تتنامي بعلاقتها وحسن الجوار مع دول من الممكن أن تكون تشكل مشكلات لها كروسيا وباكستان والهند وغيرها..