تحقيقات وحوارات
يحدث في أفغانستان.. بصمات مؤامرات باراك أوباما واضحة.. البعرة تدل علي البعير
تركي الحمد: مستقبل الدين والدولة بـ افغانستان في خطر.. أختل الأمن فأهتز الوطن وطالبان تقود المنطقة للخراب
مازالت الأوضاع في افغانستان عقب سيطرة جماعة طالبان علي مقاليد الحكم ودخولهم العاصمة الافغانية كابل ، مازالت محل تحليل وترقب من كثير من المراقبين والمحللين ، وفي تحليل عميق لما يحدث في افغانستان وطالبان وبعض دول المنطقة تحدث تركي الحمد استاذ العلوم السياسية بجامعة آل سعود بـ الرياض واصفاً تطورات الوضع في افغانستان وكابل بـ انه أمر دبر بليل بتواطؤ امريكي واضح وان بصمات الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما واضحة علي سياسات وتصرفات الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن بما يؤكد النقل العربي القديم " البعرة تدل علي البعير " محذراً من سياسات طالبان في افغانستان وتأثير ذلك السلبي علي المرأة وعلي مستقبل الدولة والدين مشدداً علي ان توجهاتها طرف تدمر الدولة وتهز صورة وسماحة الدين تفاصيل اكثر تحملها السطور التالية لتصريحات الدكتور تركي الحمد :
- أمر دبر بليل
حيث قال استاذ العلوم السياسية أنه " أمر دبر بليل " هذا هو ملخص الوضع في أفغانستان ، فقد ظللت مستيقظاً ، ويداي معقودتان على صدري ، أحدق في الليلة المضاءة بالنجوم عبر الشباك المكسور ، وأفكر أن ما يقوله الناس عن أفغانستان ربما كان صحيحاً وربما كانت مكاناً لا رجاء منه ، ولكن الحقيقية اليقينية انه " أمر دبر بليل " وتعد الولايات المتحدة الامريكية هي المدبر الرئيسي لتلك الفعلة مشدداً علي ان باراك حسين أوباما لم يعد رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن من الواضح أن " رؤيته " هي مرجعية الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن وإدارته ، فبصماته واضحة في سياسة أمريكا الخارجية .
منذ أن أصبح بايدن رئيساً ، " والبعرة في النهاية تدل على البعير " ، وتابع استاذ العلوم السياسية تصريحاته قائلاً : لو قيل لأحدهم، بعيداً عن العاطفة الدينية الضيقة ، ومن خارج دائرة الولاء الأعمى المطلق ، صف الإسلام بموضوعية وبكلمتين فقط، قياساً على قناعات وسلوكيات " طالبان افغانستان ، وداعش وأنصار الله وحزب الله " ، وغيرهم ممن أدلجوا الدين في أضيق حدوده ، لقال لك : " عدو المرأة " .
- كارثة علي الدين والدولة
واسترسل تركي الحمد في تحليلاته عن هيمنة جماعة طالبان المتمسحة بالدين علي الحكم في افغانستان مشيراً الي ان الدولة والدين هذان متوازيان وان ما يحدث في افغانستان ربما يؤثر سلباً علي مستقبل وكيان الدولة وعلي مستقبل وكيان الدين في ذات الدولة التي ومن المؤكد ان صفة الدولة سوف تنتفي عنها ، حيث قال " الحمد " : الدين والدولة أشبه ما يكونان بخطين متوازيين لا يلتقيان ، فإن التقيا ، فهي الكارثة على الدين والدولة وعلي الفرد وكل المجتمع ايضاً ، فالدين والتدين هما في التحليل الأخير ، تجربة روحية ذاتية قائمة على الماورائيات ، وهذه التجربة لا يمكن تعميمها على كل ذات .
- تنظيم العلاقات بين مكونات الدولة
وتابع تركي الحمد في تحليله للمستجدات التي طرأت علي دولة افغانستان قائلاً : وإن تم تعميم التجربة ، والذي سبق وتم بالفعل ذاك التعميم في مراحل تاريخية معينة ، انتفت صفة الدين عن الدين ، وتحول إلى مجرد مؤسسة اجتماعية أو سياسية ، أو هما معاً ، لا علاقة لها بالذاتية أو الروحانية ، أما الدولة فهي كيان سياسي واجتماعي يدور محوره حول فكرة التنظيم ، تنظيم العلاقات بين مكونات الدولة ، من أفراد وجماعات وكيانات فرعية ، من خلال القوانين والتشريعات النابعة من الحاجات المتغيرة ، واكرر المتغيرة ، للمجتمع مع تغير الزمان والمكان ، في إطار مواطنة شاملة لا علاقة لها بضمير الفرد أو معتقده أو مرجعه الاجتماعي ، فكل الأفراد مواطنون سواء بالنسبة للدولة ، أو هكذا يفترض أن يكون الأمر ، وإلا تنتفي صفة الدولة عن الدولة ، وسمها بعد ذلك ما تشاء ، مسبراً الي ان نموذج هذا الطرح ينطبق علي مايجري في افغانستان عقب سيطرة حركة طالبان علي الدولة والدين .
- افغانستان والتحريض ضد السعودبة
وأردف تركي الحمد مؤيداً تصريحات اخري صدرت عن شايع الوقيان الكاتب والفيلسوف السعودي ونائب رئيس جمعية الفلسفة " والتي انتقد فيها تدهور الاوضاع الامنية في افغانستان وتحدث فيها ايضاً عن اهمية تحقيق الامن في الدول مستدلاً بتحريض البعض ضد المملكة العربية السعودية وقال : الأمن هو الأساس المادي لقيام اي مجتمع ، بدونه لن يكون هناك عدل ولا حريات ولا عيش كريم ومن اللافت ان من يسمون أنفسهم " معارضة سعودية " يستهدفون الأمن لخبث نواياهم وفساد أفكارهم ، وها هم الآن سعداء لاختلال الأمن في أفغانستان " ، وعقب استاذ العلوم السياسية علي تلك التصريحات قائلاً : " صدقت فبدون أمن لا قيام لأية حضارة أو مدنية ، فالأمن هو الخيمة التي تنضوي تحتها كل انشطة الإنسان الحضارية ، أما من يطلقون على أنفسهم معارضة سعودية ، فهم طوائف شتى ، معظمهم مجرد أفراد لكل منهم دوافعه الخاصة ، وتاريخه النفسي ، وليست مواقف مبدئية في التحليل الأخير ، ولا يجمعهم مبدأ حقيقي " .
- رجعية الخليج وتقدم الدول النامية
وعلي صعيد أخر تضامن تركي الحمد مع تصريحات صدرت عن الاعلامي الكويتي صلاح الساير والتي تحدث فيها الساير عن بعض الدول العربية وبالأخص الخليجية قائلاً : دول عربية تتراجع فيها التنمية ويسمونها دول ( تقدمية ) ، ودول تتقدم فيها التنمية ( الخليج ) ويطلقون عليها وصف دول ( رجعية ) واصفاً العالم بانه عالم رث معادي للحقائق ، وعقب تركي الحمد علي تلك التصريحات قائلاً : هذه من رواسب الحقبة القوموية ، والناصرية تحديداً ، التي قامت على تصنيفات ايديولوجية ، لا علاقة لها بما يجري في أرض الواقع ، أيام خطب عبدالناصر ، وصوت العرب مع أحمد سعيد وأحمد عروق ، و " بصراحة " محمد حسنين هيكل كل يوم جمعة في صحيفة الأهرام ، كل ذلك ذهب ، وبقيت الرواسب لا تريم .