بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب: الإمارات العالمية المتحدة..أصبحت الرقم الصعب في أية معادلة دولية
تولوا مناصب ولم يفعلوا شيئاً ، واليوم ينتقدون كل شيء كانت لديهم فرص لكي يصنعوا نجاحاً ولكنهم فشلوا ، واليوم يحاربون النجاح وكل من يسعى لصناعته ، والقضية ليست هنا بل ان القضية أن هنالك من يصفق لهم ويصدقهم ، فحينما تتولى منصباً فتجعل من الكرسي عرشاً تلمع به صورتك وتجمع عن طريقه حملة المباخر والمطبلين لكي يرضوا نرجسيتك ، وتعجز عن إحداث تغيير ، أو إدارة مؤسسة أو قسم ، فمن المعيب حينما تترك وظيفتك أن تنّظر في أساليب القيادة والتخطيط والإدارة ومفاهيم النجاح ، لأنك ببساطة لا تمتلك مقومات الدور .
والمشروع الإماراتي الريادي والمتفرد في صناعة المستقبل وفي ملاحقة التطور بالانفتاح على العالم من خلال نموذج ريادي غير مسبوق هو مشروع يستطيع استيعاب مقوماته كل عقل مبدع ومنفتح ولا يمكن استيعابه من قبل العقول التي تجاوزها الزمان بكثير بما يجعلنا نقول وبكل فخر اننا امام مشروع " الامارات العالمية المتحدة " .
وهنالك هوية خاصة للعقول المبدعة ، خصائص هذه الهوية أفق من الطموح ليس له سقف ، وهذا ما فعلته وتفعله الإمارات ، فالهوية تتجسد في قوة النسيج الاجتماعي الذي تتحطم على صخرته مصالح المتصيدين وتعجز عن اختراقه مكائد الطامعين والمتربصين ، وثبت وبالواقع القريب أن حملات تشويه هذا الوطن فشلت لأن هوية هذا الوطن قوية صامدة متكاتفة ، هيبة الوطن والمواطن في النهضة المعرفية والعلمية وفي قوة الاقتصاد وفي الاستثمار في العقول المبدعة ، وفي التطوير والتطور الدائم الذي لا يعرف حدوداً ، وهذا ما تفعله دولة وضعت نفسها في مصاف الدول المتقدمة ، وأصبحت الرقم الصعب في أية معادلة دولية .
ولقد تعلمت من الفترة السابقة التي مرّت بهذه الأمة أن الثقة قيمة من ذهب لا يمكن أن تمنحها لمعسولي الكلام ، الذين جعلوا بضاعتهم الكلام وما أكثرهم ، يرتدون ثوب الدين أو يتاجرون بالوطنية أو يلبسون حلّة الفكر أو يتاجرون بالمثالية والفضيلة ، يشترون ببضاعتهم الشهرة ويحققون الثراء على حساب الوعي ، تعلّمت في السنوات السابقة ما لم أتعلمه طوال عمري ، وهي أن بعض الوجوه البراقة مزيفة ، وأن شيوع النفاق أصبح آفة لا يمكن السيطرة عليها ، وأن البحث عن المصالح الشخصية يوجه بوصلة البعض ولو على حساب المصلحة العامة .
تعلّمت أن الحقيقة ثمينة ، والبحث عنها يحتاج إلى بحث وجهد وتعب ، وأن ما نسمعه أو نراه قد يكون جزء من الحقيقة ولكن ليس كل الحقيقة ، تعلّمت أن أنقياء القلوب صوتهم خافت ومعاناتهم مخفية وألمهم غير محكي ومشاعرهم حقيقية ، متجردون من الآنا باحثون عن الخير وأن من تلوثت قلوبهم بالرياء وأصيبوا بداء الحقد والحسد والغيرة ، لديهم صوت قوي ولغة مسموعة وأنهم يتلونون ويتقلبون ودائماً يتصدرون المشهد ولهم أتباع وتأثير ورعاة ودعم.
كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب «آهات الصمت» عن دار الكتاب الجامعي.. وكتاب «حاول مرة اخري» عن دار همايل.. ورواية «امرأة تحترق» عن دار اوراق