بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب: الكل أصبح في مهب أعاصير السوشيال ميديا.. البوصلة مفقودة وتخرج عن السيطرة
"بعض الناس يموتون في الخامسة والعشرين من العمر، ولا يدفنون إلا عند الخامسة والسبعين " ، فلا تكن منهم وتعلّم ما تستحق وابحث عمّا تريد .
وخلافات من يسمون أنفسهم فنانين ومشاهير سوشيال ميديا أصبحت فضائح ، إنهم يلوثون كل شيء جميل ويحولونه بالعبث الذي يبرعون فيه إلى قبح وبشاعة ، فمن لم يعش زمناً جميلاً لا يمكن أن يدرك الجرائم التي يفعلها البعض تحت ستار الفن والنجومية والشهرة ، إنهم ليسوا فنانين وليسوا نجوماً ، إنه انتحال صفة للتحايل والنصب على المتابع والمشاهد ، نصب واحتيال لا يكتفي بالمال ، بل يغتال أيضاً أخلاق المجتمع ويقضي على القيم .
وتحت دعوى الجماهير عايزه كده ، وتحت دعاوى الحرية ، يتم الغزو والتغريب بهدم منظومة القيم الأخلاقية في مجتمعاتنا العربية ، الكل أصبح في مهب أعاصير مواقع التواصل ، مع ما تصدره تلك المواقع والتطبيقات من تلوث سمعي وبصري وتشويه للفن وتلاعب بمفهوم الحرية وتصدير للبذاءة والرخص والسقوط ، وهذا التهافت المجنون على تطبيقات مواقع التواصل من أجل الشهرة الرخيصة ، ومن أجل استقطاب المتابعة والإعلانات ، أوجد حالة من العبث والفوضى ، بوصلة مفقودة لا أحد يعرف كيفية السيطرة ، ولا أين سنصل ؟! .
فمن ذا الذي قال بأن الخلافات الشخصية مكانها مواقع التواصل ؟ ، من الذي يقول بأن نشر الخصوصيات هو من باب الحريات ؟ ، من الذي يقول بأن القيمة تحددها نسب المشاهدة وعدد المتابعين ؟