تحقيقات وحوارات
مريم الكعبي تكتب: تهديد الشعوب العربية تجاوز الأرض والثروات ووصل إلى الأمن المائي
لا تقتلوا الباعوض ولكن جففوا المستنقعات .. منذ متى وأثيوبيا تمتلك نهر النيل ؟! .. مصر هبة النيل والتاريخ يشهد
كلما تقيح ما في نفوسهم من بغضاء ، غردوا بحب أوطانكم ، لا يمكنك أن تطفيء نيران حاقد ، ولكن يمكنك أن تزيدها اشتعالاً بالتغني بإنجازات وطنك ، طاقة الحقد تدمر اصحابها ، ولعل ما شاهدتموه من حملات مسعورة بالأمس تضخم من شأن اختلاف في وجهات النظر ، هو مؤشر على أن من أدار الفتنة وأشعل الصراعات وأسس للانهيار في الوطن العربي ، ما زال ماضياً بنفس الهمة من الأداء الشيطاني ، الذي استهدف دولاً وكيانات عربية وما زال .
الحسابات الالكترونية
تبدلت الوجوه ، اختلفت الحسابات الالكترونية الوهمية ، التي تقدم نفسها على أنها حسابات وطنية وفي أول فرصة تكشف عن حقيقة دورها الوضيع في اللعب الخبيث على حبال الفتنة وزرعها بين دول التحالف ، استبدال واختلاف ولكن المهمة واحدة إحداث شرخ في جدار التحالف العربي بالتشكيك في المواقف والأدوار ، تحالف الرباعي العربي هو سفينة النجاة في بحر متلاطم من مشاريع التآمر والتكالب على أمة العرب ، وما زالت الأحزاب والتنظيمات وبعض المأجورين والمرتزقة والعملاء يلعبون لعبتهم القذرة كأدوات لتنفيذ سياسات خارجية لخرق السفينة .
وبدلاً من التوحد مع القيادات السياسية ، في مهمة المحافظة على الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية وصد التآمر والتصدي لمشاريع إيران وأطماع تركيا ، ننشغل كل يوم بالفتن وصناعها والرد عليها وتفنيدها ، أصحاب الفتن رفعوا فتنتهم عن الدول التي انهارت ، وهم يستهدفون دول التحالف وبالتحديد مصر والإمارات ، حثالة العرب من المنبطحين لأردوغان وإيران ومن الممجدين للغرب وسياساته ، هل يعلمون أن تهديد الشعوب العربية تجاوز الأرض والثروات ووصل إلى الأمن المائي ؟ فعلوها في سوريا والعراق ، ويريدون أن يهددوا مصر بسد النهضة ، وحثالة العرب ما زالوا في أدوار العمالة يغيبون عقولاً ويزيفون وعيّاً ، ولا أصدق أن يصدر مثل هذا الغثاء إلا من المتحزبين ، الذين أدمنوا النباح حتى بات بالنسبة لهم سبب وجود ، أوجعتهم مصر واوجعتهم الإمارات ، حتى أصبح مجنونهم هو العاقل بينهم .
متلازمة مصر والإمارات
هنالك مرض ينتشر بين المتحزبين لا سيما الأخونجية اسمه متلازمة " مصر والإمارات " تشعر بأنهم عقلاء ولا تشك في مرضهم العقلي ، حتى يأتي اسم " مصر والإمارات " فتظهر أعراض التشنج والهستيريا وتقيح الألفاظ .
سد النهضة بالنسبة لأثيوبيا هو قضية تنمية ، ولكنه بالنسبة لمصر والسودان قضية وجودية ، وليس هنالك عاقل في الكون يمكنه دعم تنمية على حساب أمن قومي ووجود ، يحلو لأثيوبيا الحديث عن تدويل وتسييس قضية سد النهضة ، وهي التي تثبت ومنذ الشروع في بناء سد النهضة باستغلال الوضع غير المستقر في مصر بعد ثورة يناير ، مروراً برفضها وتعنتها بشأن التفاوض على الملء ، بأنها التي توظف قضية سد النهضة سياسياً وأنه ليس مشروع تنمية ولكن ورقة سياسية .
بالنسبة لي تعنت أثيوبيا في التفاوض على الملء الثاني للسد ، ينسف كل حديثها عن مشروع التنمية ، أثيوبيا تسعى للإضرار بشعوب عربية ضاربة كل القوانين الدولية بعرض الحائط ، فمن ذا الذي يغذي في أثيوبيا هذا التعنت بشأن التفاوض على حقوق وجودية لشعوب عربية ؟! ، من ذا الذي يدعم الموقف الذي تتبناه أثيوبيا بإصرارها على أن يكون قرارها أحادياً بشأن كل ما يتعلق بنهر النيل ؟!
منذ متى امتلكت أثيوبيا نهر النيل ؟! ، التاريخ يقول مصر هبة النيل ، كيف تتملك أثيوبيا حقوقاً ليست لها وتظن بأنها ستنجح في مسعاها ، الحسابات الوهمية للذباب الالكتروني كلما شاهدت تعليقا لأحدها في حسابي تتبادر لذهني هذه المقولة " لا تقتل البعوض وإنّما جفف المستنقعات " .
اقرأ أيضا..