الفن
مسلسل شراب التوت البري..دراما عميقة عن صراع الثقافات وليس الطبقات
مسلسل شراب التوت البري ..أخيراً تم عرض الحلقة الأولى من المسلسل التركي "شراب التوت البري" و الذي كان ينتظره الجمهور بشغف كبير، فهو من بطولة نجمة مسلسل "الامانة" سيلا ترك أوغلو، و التي انسحبت من بطولة مطلقة في مسلسل "الأمانة" كي تقبل ببطولة جماعية في مسلسل "شراب التوت البري".
و بدا من اعلان المسلسل انه سيناقش قضايا اجتماعية جديدة بعيدة عن المعتاد طرحه من محتويات في الدراما التركية، مثل زواج الاجبار الذي يتحول إلى حب مع مرور الوقت، و كذلك قضايا حقوق المرأة و ما تتعرض له من اهانات و تحقير.
مسلسل شراب التوت البري :
حيث يطرح المسلسل مشكلة الاختلاف الثقافي بين العائلات و ماذا يمكن أن يحدث إذا اصطدم الاختلاف الثقافي بعائلتين مختلفتين تماماً، و الأخطر من ذلك هو التمسك باشياء لا نفهمها و ندعي اننا أشخاص غير ما نحن عليه، و التظاهر بأشياء لا نؤمن بها من داخلنا، لنجد أن عائلة مديرة المدرسة هي عائلة تدعي التحضر و بالأخص تلك المربية الفاضلة التي تحاول تربية الجميع و في الحقيقة أنها لا تستطيع أن تحكم ابنتها أو تعلمها كيفية الحفاظ على شرفها، فالشرف و احتساء الخمور و عدم التزام الحشمة أشياء بالنسبة لها ليست مهمة على الاطلاق بقدر احترام قواعد الطعام و مواعيد الدخول و الخروج، و الالتزام بآداب الحديث و المائدة.
فحين اكتشفت حمل ابنتها لم تهتم بحجم المصيبة التي فعلتها الفتاة و لكن كل ما كان يجوب في عقلها، أنها لن تناسب عائلة محافظة كي لا تضطر قبول الآخر أو حتى احترامه، بل أنها تدعي التحضر و تدعم الحرية الشخصية و لكنها في الحقيقة متطرفة و لا تتحمل أن ترى امرأة محجبة لأنها تشعر بنقصها، فتهاجم نساء محجبات بدون أي سبب غير كونهم محجبات بطريقة تنم عن رجعيتها و تخلفها و لا تمت للتحضر بصلة، أليس من الحرية أن ترتدي كل امرأة ما تفضل و ما تحب ؟ إذا اردتي أن يعطيكي الآخرين حق الحرية لارتداء ملابسك المنفتحة، فأعطي الحق لغيرك أن تكون محتشمة أو محجبة؟
مسلسل شراب التوت البري :
بل أنها ترفض فاتح كزوج لابنتها لمجرد احتفاظه بالعادات القديمة من وجهة نظرها و لأنه لا يحتسي الخمور، دون أن تنظر إلى كم هو انسان راقي و حنون و ذو اخلاق جيدة و لم يتخلى عن ابنتها في تلك المحنة و أوفى بوعده لها بالزواج و لم يتهرب منها.
كذلك نجد عائلة فاتح المتدينة الذين يغتابون عائلة دوغا بمجرد انسحابهم من الجلسة العائلية للنقاش في المطبخ، في الوقت الذي يدعون فيه التدين و الالتزام الظاهري و ليس الالتزام من الداخل، فالجميع يتمسك بالأشياء التي لا يعرف حتى معناها، و يقدر قيمتها الحقيقية، لنرى إلى أين سيأخذنا هذا الصراع و هل يمكن أن تتأقلم دوغا على الحياة مع عائلة زوجها فاتح الذين يرون أن اسرتها منفتحة بشكل زائد؟
مسلسل شراب التوت البري :
تدور أحداث المسلسل عن السيدة مديرة المدرسة التي تعامل الجميع بحزم و انضباط، حتى بناتها في الوقت الذي تعيش فيه ابنتها الكبرى دوغا طالبة الصف الأول بكلية طب الاسنان، قصة حب مع فاتح ابن رجل الأعمال و الذي وصلت علاقتها به حد وجود طفل منه في احشائها، حيث تكتشف الفتاة حملها بالجامعة بعد أن فقدت وعيها، و حين تخبر فاتح بذلك يعرض عليها الزواج لحل الموقف العصيب.
في الوقت الذي تتشاجر فيه والدة دوغا مع السيد عمر عم فاتح الذي لم يقبل اهانتها لابنه الطالب لديها بالمدرسة، و لكنه حاول تجاوز الامر بجعل ابنه يعتذر لصديقه الذي تشاجر معه، و اوضح الطالب للمديرة سبب ما فعله و هو انه يمر باضطراب نفسي طفيف منذ انفصال والده عن والدته، فحاولت المديرة تفهم الامر، و اتصلت بالسيد عمر لتقبل اعتذار ابنه و تطلب منه عرضه على طبيب نفسي.
مسلسل شراب التوت البري :
حين يأتي فاتح للتعرف على اسرة دوغا ترفضه والدة دوغا بشدة بسبب العادات القديمة التي يتمسك بها، مثل كونه يقبل الايدي و يشرب الشاي بدلاً من الخمور، و لكن تصر الفتاة على الزواج منه و تضطر لاخبار والدتها بشأن حملها منه، لنجد موقف الأم غريب و تطلب من ابنته الاجهاض و التخلص من الطفل، و استكمال دراستها و كأن شيئاً لم يكن، و تأخذها إلى الطبيب و لكن تتصل دوغا بفاتح و تهرب معه، و يلجأ العاقشان لوالد فاتح الذي يزوجهم بطلب زواج عاجل.
هنا ترضخ الأم لهذا النسب الذي لا ترضى عنه، و تضطر لدعوة عائلة فاتح من أجل الاتفاق على شكل الحياة بين العائليتن، و هنا تتعرف على السيد عمر و تصطدم منذ فتحها للباب بوجود عائلة محافظة و سيدات محجبات، لتجد نفسها مضطرة لقبول الآخر من أجل ابنتها، و يبدأ الخلاف حين تطلب أن تستمر ابنتها في تعليمها، و حيث يحدث خلاف ثقافي في الحديث بين العائلتين بشكل واضح، لتنتهي الحلقة هنا.
مسلسل شراب التوت البري :
مسلسل شراب التوت البري هو عبارة عن مقولة مأثورة او مثل شعبي تركي يعني "إن تقيأت الدم قل شربت شربات التوت البري"، و معناه اخفاء الضيق و المعاناة و الألم كون شراب التوت البري لونه أحمر تماماً كالدماء، كي لا نظهر حنقنا و ضعفنا أمام الآخرين.
و حقق المسلسل في حلقته الاولى نسبة مشاهدة متواضعة و متدنية وصلت إلى تقييم 2.38%، و لكن من المتوقع أن ترتفع نسب مشاهداته في الحلقة القادمة، تماماً كما حدث مع منافسة مسلسل "طائر الرفراف"، خاصةً و أن الحلقة الأولى من مسلسل "شراب التوت البري" اثارت ضجة كبيرة جداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و حقق شعبية جارفة ، بل و ظل المسلسل متصدر التريند لعدة ساعات بعد عرض الحلقة، و حتى قبل عرض الحلقة بما يقرب الـ 24 ساعة، و هذا ما يبشر باستمرار المسلسل حتى و إن لم ترتفع نسب مشاهداته، نظراً لما يحققه من شعبية ساحقة و شهرة واسعة و جدلية كبيرة عبر مواقع السوشيال ميديا، مثل مسلسل "اسمعني" المستمر عرضه حتى الآن رغم تراجع نسب مشاهداته، إلا أنه يعتمد في استمراره على الشهرة و الشعبية و النجاح ليس نسب المشاهدة فحسب.