رياضة
قطر تستعد لاسدال الستار على المونديال بلقاء تاريخى بين الأرجنتين وفرنسا
ايام قليلة بل ساعات تفصلنا عن نهاية واحدة من أفضل بطولة كأس العالم التى استضافتها قطر خلال الفترة من ٢٠ نوفمبر حتى ١٨ ديسمبر الجارى التى نالت اشادات كبرى من أنحاء العالم رغم المحاولات الخبيثة من بعض الدول الأوروبية للهجوم على قطر وتنطيمها للمونديال بعد التمسك بتطبيق كافة العادات والتقاليد الدينية والعربية.
مساء الأحد المقبل ستكون الرسالة الأخيرة لقطر من خلال حفل ختام المونديال بعد انتهاء منافسات المربع الذهبي مساء أمس بمباراة المغرب وفرنسا وسيكون الحفل رسالة أيضا مستوحاه من الرسالة التى تضمنها حفل الافتتاح الذى ركز فيه المنظمون على التمسك وتقدير العادات الدينية العربية والرسالة بأهمية التحاب فى الله من أجل مجتمع افضل للجميع.
مونديال المفاجآت
شهدت البطولة العديد من المفاجآت التى تقام لأول مرة فى دولة عربية بمنطقة الشرق الأوسط فضلا عن اقامتها فى فصل الشتاء عكس ما كانت تقام فيه خلال فصول الصيف بعد انتهاء كافة الدوريات فى كل الدول .
ومع تلك الاختلافات فى مواعيد ومكان المونديال فى تلك النسخة شهدت العديد من المفاجأت التى سيظل يتحدث عنها الجميع لأعوام واعوام بل ستظل عالقة فى أصحاب تلك المفاجآت بعد أن حدثت على حساب كبار وعظماء اللعبة من بينها الفوز الذى حققه المنتخب السعودى على منتخب الأرجنتين فى واحدة من كبرى المفاجآت بل كانت الطريق الواسع لكل المنتخبات لتقديم الافضل وعدم الاعتراف بالعظمة وكبرياء المنتخبات الا من خلال الجهد والتعب داخل المستطيل الأخضر .
وكان للعرب النصيب الأكبر من تلك المفاجات بعد المفاجئة السعيدة الثانية التى كانت من نصيب منتخب تونس الذى حقق فوزا تاريخيا على حساب المنتخب الفرنسى وحامل اللقب بهدف نظيف بالاضافة الى الفوز التايخى أيضا لأحد ممثلى قارة افريقيا وهو منتخب الكاميرون على حساب منتخب البرازيل بهدف نظيف ولكن الثلاثى الذى حقق المفاجأت الكبرى ودع البطولة من الدور الأول .
وكان من بين المفاجآة وأكبرها هو ما حققه المنتخب المغربى بالوصول الى تلك المرحلة بعد أن نجح فى التأهل كأول المجموعة على حساب كبرى المنتخبات من بينها بلجيكا المصنف الثانى عالميا ومنتخب كرواتيا بل ونجح فى اقصاء منتخب اسبانيا من دور الـ 16 ثم اقصاء منتخب البرتغال من دور الثمانية ليحقق انجازا بل اعجازا قد يصعب تكراره فى النسخ القادمة بالنسبة للمنتخبات العربية والافريقية .
كما تضمنت المفاجآت فوز اليابان على ألمانيا وخسارة إسبانيا من اليابان أيضا وجلوس رونالدو احتياطيا مرتين أولا أمام سويسرا وثانيا أمام المغرب ولأول مرة يخسر أصحاب الأرض منتخب قطر كل المباريات، كما أن لا أحد من المنتخبات حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات.
وشهدت مباراة هولندا والأرجنتين أكبر عدد من البطاقات الصفراء في تاريخ المونديال، كما رأينا الوقت المحتسب بدلا من الضائع يمتد حتى ربع الساعة وهو ما لم يحدث من قبل.
كما أن تقنية "الفار" (حكم الفيديو المساعد) رغم تقدمها المذهل لم تنه الجدل حول أمور أهمها هدف اليابان في شباك إسبانيا والذي عجل برحيل ألمانيا عن البطولة.
الانتصار للتقاليد الدينية والعربية
ومثلما هو معروف عن كل بطولات كأس العالم وما يصاحبها من عادات وتقاليد لكل جمهور على حده الا أن الأمر كان محددا فى مونديال قطر الذى كان مصحوبا برسالة واضحة ومحددة لكل مشجع جاء لمساندة ودعم منتخب بلاده وهى عليك احترام عادات الدولة التى تتواجد بها وليس فعل كل ما هو مباح ومحرم وبل ومجرم .. عليك احترام تقاليد الدولة المستضيفة وهو ما لاقى هجوما ضاريا فى بداية الامر الا ان الاتحاد الدولى للعبة " فيفا " خرج من خلال رئيسه السويسرى ايفانتينو الذى أكد على أهمية احترام التقاليد الدينية والعربية وعلي الجميع احترام عادات البلد المتستضيف خاصة فيما يتعلق بالأمور التى تتعلق بدعم " المثلية " وعدم ارتداء اى شارات تحمل تلك الالوان التى تشجع وتدعم تلك العادات المنبوذة والمفروضة فى مجتمعاتنا العربية .
وحظرت قطر بيع المشروبات الكحولية في ملاعب المونديال وحظر بيع جميع أنواع الجعة التي تحتوي على الكحول في الملاعب المستخدمة في البطولة مع السماح فقط بالبيرة الخالية من الكحول ستظل متاحة للجماهير في المباريات الـ 64.
كما أجبرت قطر الوافدين على احترام العادات والتقاليد العربية والإسلامية بما في ذلك سياسات الكحول، المخدرات، الجنس وحتى فرض قواعد اللباس بالاضافة الى الاحتفاظ بعادات وتقاليد الشعوب العربية من خلال معرفة التراث العربي ونشر القيم الإسلامية من خلال تواجد “ الباركود ” التعريفي في بعض الأماكن الخاصة بـ المشجعين واللاعبين تمجيدا للإسلام ونشرات اللافتات الدينية في معظم الشوارع .
مهاجمة الغرب
وهاجمت بعض الدول الغربية دول قطر عقب استضافة المونديال على الرغم من تنفيذ تصميمات وإنشاءات لم تحدث من قبل على مدار التاريخ الرياضي.
واتهم جياني إنفانتينو، الغرب بـ"النفاق" بشأن التعامل مع مونديال قطر وحقوق الإنسان في البلد الخليجي.
وتحدث رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إنفانتينو قائلا إنه يجب على الأوروبيين أن يعتذروا للشعوب قبل إعطاء الدروس.
وأضاف رئيس فيفا "أنا أوروبي.. وبسبب ما فعلناه على مدى 3000 عام في جميع أنحاء العالم.. يجب أن نعتذر لمدة 3000 سنة مقبلة قبل إعطاء دروس أخلاقية".
وتابع "أجد صعوبة في فهم الانتقادات لقطر.. علينا أن نستثمر في مساعدة هؤلاء الناس، في التعليم ومنحهم مستقبلا أفضل والمزيد من الأمل.. يجب علينا جميعا أن نثقف أنفسنا، فالكثير من الأشياء ليست مثالية ولكن الإصلاح والتغيير يستغرقان وقتا".
واعتبر إنفانتينو أن هذا الدرس الأخلاقي الأحادي الجانب "نفاق محض"، مضيفا "ليس من السهل تقبل الانتقادات لقرار جرى اتخاذه قبل 12 عاما.. الدوحة جاهزة وقطر جاهزة وبالطبع ستكون أفضل بطولة كأس عالم على الإطلاق".
ولفت إلى أن "فيفا يعتني بالعمال ووضعيتهم.. علينا أن نعتني بالأشخاص من ذوي الإعاقة وبجميع الأقليات.. ما يكسبه العمال بدولة قطر يساعدهم على تأسيس عائلات في دولهم".
وأكد أن قطر دولة لها سيادة ولا تحتاج إلى نصائح أو تدخلات حول حقوق العمال، موضحا أنه على أوروبا أن توقف الانتقاد وتركز على تحسين أوضاع المهاجرين لديها.