الفن
مسلسل زوجة الأب دراما معقدة لم تحقق النجاح المنتظر
مسلسل زوجة الأب ..لم يحظ المسلسل التركي زوجة الاب بنسب مشاهدات مرتفعة في تركيا، رغم ما يحظى به من تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا و الوطن العربي كذلك، بسبب الشعبية الجارفة التي تحظى بها بطلة المسلسل هازال فيليز الشهيرة عربياً بدور "زينب" في مسلسل حب أعمى و هو من أكثر المسلسلات التركية شهرة في العالم غرباً و شرقاً و العمل التركي الوحيد الحاصل على جائزة الايمي كأفضل مسلسل.
و لكن لم تكفي شعبية بطلة المسلسل لحصد نسب مشاهدات تضمن للمسلسل استمراره بين مسلسلات الصيف، حيث حققت الحلقة الأولى نسب مشاهدة وصلت إلى 3.28 % في فئة التوتال محتلاً المركز الثالث بين الاعمال و المسلسلات الاعلى مشاهدة.
و هي نسبة تعتبر ضعيفة و غير مبشرة لحلقة أولى لأي مسلسل، فعادةً ما تتراجع نسب المشاهدات في الحلقة الثانية لأي عمل فني، و قليلاً جداً ما ترتفع نسب المشاهدات في الحلقات التالية مثثلما حدث في مسلسلات مثل القضاء و طائر الرفراف و زهرة الثالوث.
مسلسل زوجة الأب :
و بالفعل تراجعت نسبة مشاهدة الحلقة الثانية من المسلسل لتصل إلى تقييم 2.57% في فئة التوتال، في حين أن المسلسل حصل على المكز الثاني بين الأعمال الأعلى مشاهدة ليوم الاثنين و هو يوم عرض المسلسل.
و بعيداً عن نسب المشاهدة و رغم أن مسلسل زوجة الأب يعتبر من أفضل المسلسلات الصيفية لهذا الموسم نظراً لجدية موضوعه و المعاناة التي يعرضها المسلسل لعائلة فقدت الأم بعد حب و استقرار و دفء و حنان لجد الأبناء انفسهم في احتياج قوي لمشاعر الامومة.
و هنا تدخل سراب / هازال فيليز في الأمر و هي ابنة الخادمة والعاملة لديهم، حيث تحاول بكل الطرق الايقاف بالسيد فاروق للزواج به لتصبح هي سيدة القصر، فتمثل الحب و الاهتمام على الابناء الثلاثة كي تكبر في عين فاروق، و لكنها في الحقيقة تحمل بداخلها كره كبير لدى ايفسون الام المتوفية، و التي كانت تعاملها معاملة حسنة و لكنها كانت تعتبر الاحسان تكبر و تعالي، و اشتعلت الغيرة في قلبها بسبب تفاصيل صغيرة ليس لها داع، فبالطبع كل انسان قد ينتابه شعور الغيرة من الأثرياء و ما يعيشون فيه من رفاهية كبيرة، في حين انه يعاني كل يوم و يعيش حياته مع الشقاء، و لكن ان يصل الأمر لدرجة التشفي في الموت و اليتم، و عدم التعاطف مع طفل بريء لدرجة انهاء طعامه و هو مازال جائعاً، فهذا حقد غير مبرر و شر غير طبيعي.
مسلسل زوجة الأب :
و حين كانت الحلقة الأولى جيدة نوعاً ما من حيث الأحداث و سرعتها، إلا أن الحلقة الثانية و التي من المفترض أن تحدد مصير المسلسل كانت مخيبة للآمال، و لم تأت بأي جديد على الاطلاق.
و هذا ما تسبب في انخفاض نسب المشاهدة، حيث لا يمكن أن ينطلي تمثيل سراب على الجميع بهذا الشكل، و لا يمكن أن تخشى منها الخادمة لدرجة أن تستقيل من عملها خوفاً من أذيتها لأنها لم يظهر أي مبرر لخوف العاملة من سراب لهذه الدرجة، في ظل وجود كاميرات الهواتف المحمولة و التسجيلات الصوتية التي يمكنها بمنتهى البساطة اثبات التهمة على أي شخص.
كما أن وجودها في غرفة ايفسون و امساك ناز بها لأكثر من مرة دون الشك في سلوكها كان بلا أي عقل أو منطق، و كذلك حالة البهجة التي تعيشها ايبيك في المسلسل و ملابسها المكشوفة ذات الالوان الكثيرة، و اقراطها الكبيرة للغاية و لا كأن صديقتها المقربة متوفية منذ ما لا يزيد عن اسبوعين.
مسلسل زوجة الأب :
كما ان الاطفال عادةً ما يرددون ما يسمعون و هذا بالفعل استغلته سراب في الطفل عمر لتحقيق بعض الانجازات و الانتصارات الشخصية، و لكنه دائماً لا يردد ما تخبره هي به و هذا هو الأمر الغريب، كما أن الأطفال يكونون مرهفي الحس و يفرقون الانسان السيء عن الجيد حتى بدون أدلة، إلا اننا نجد الطفل عمر يعشق سراب و يتعجب من أي تصرف لها.
فربما كانت الأحداث الغير منطقية و الغير مترابطة و ملل المشاهد الطويلة بين افراد العائلة و قلة الأحداث و المفاجآت كانوا سبباً في تراجع نسب المشاهدة.
مسلسل زوجة الأب :
من المتوقع أن المسلسل سيستمر حتى انطلاق مسلسلات الموسم الشتوي و لن يصمد لأكثر من ذلك، ليكون هذا المسلسل هو الاخفاق الثالث لهازال فيليز بعد مسلسل حب أعمى الذي حققت به نجاحاً ساحقاً و كانت شخصيتها به من أصعب الشخصيات التي قدمتها و التي جمعت بين الشر و الطيبة و الحب و الكره و الجشع مع البراءة، فقدمت مزيجاً ربما لم تستطع حتى البطلة تقديمه، و لكنها تعثرت بعد ذلك، حيث توقف لها مسلسلي زمهرير و حكاية خرافية.
