عربى و دولى
الرئيس الإيراني ينفي إرسال طائرات مسيرة وأسلحة أخرى إلى روسيا
نفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إرسال طهران طائرات مسيرة وأسلحة أخرى إلى روسيا.
وجاء ذلك في تصريح ادلى به الرئيس رئيسي، الذي يزور نيويورك للمشاركة في الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال حديثه مع مجموعة من مفكري السياسة الخارجية الأمريكية مساء الاثنين.
ورداً على سؤال آخر حول الحرب في أوكرانيا قال: نحن ضد الحرب في اوكرانيا وأعلنا استعدادنا للوساطة من أجل إنهائها، لكن ضرائب الشعب الأمريكي تدفع ثمن صنع الحرب وملء جيوب مصانع الأسلحة من مكان بيع الأسلحة في هذا البلد، نقلا عن وكالة الأنباء الإيرانية.
واعتبر رئيسي مزاعم تزويد إيران لروسيا بالأسلحة أمراً منافيا للواقع، وأضاف: نصيحتنا للحكومة الأمريكية هي وقف القتال والكف عن فرض العقوبات على الشعوب. تشير المعطيات التاريخية إلى أن أمريكا لم تكن في حالة حرب لمدة 20 عاما فقط خلال الـ 250 عاما الماضية.
وفيما يتعلق الاتفاق النووي، قال رئيسي: مع تغير الحكومة في الولايات المتحدة والإعلان عن استعداد الحكومة الجديدة للعودة إلى التزاماتها، أعلنت جمهورية إيران أيضًا استعدادها للتوصل إلى اتفاق جيد وتابعت المفاوضات بجدية، ولكن بعد فترة تبين أن الأطراف الأخرى لم تلتزم بتعهداتها.
وفي إشارة إلى الحسابات الخاطئة للأمريكيين في قضية أعمال الشغب في إيران العام الماضي، قال: إن الحكومة الأمريكية، بسبب النصائح الخاطئة التي تلقتها من بعض العناصر المرتزقة التي تدعي بانها إيرانية، وكذلك التقديرات الخاطئة لأجهزة التجسس، تخلت عن المفاوضات بعقد الامل على نتائج أعمال الشغب، في حين أن طهران اليوم عبارة عن شجرة عملاقة، لن تؤثر عليها مثل هذه الهزات.
واعتبر رئيسي انتصار الشعب الإيراني في الحرب الهجينة بمثابة استمرار للانتصارات الوطنية ضد كافة أنواع العداوات الماضية، مثل الانتصار في الدفاع المقدس (1980-1988) وكذلك التغلب على العقوبات الظالمة، وأضاف: المناوئون للشعب الإيراني سعوا إلى تكرار النموذج السوري في إيران، لكنهم أخطأوا لأنهم لم يعرفوا الشعب الإيراني والثورة الإسلامية بعد.
وأشار رئيس الجمهورية إلى رغبة الولايات المتحدة المتجددة في استئناف المفاوضات بعد فشل مشروع اعمال الشغب، وقال إن المفاوضات جرت عبر بعض الدول الوسيطة، وكان من نتائجها عملية تبادل السجناء الأخيرة.
وأكد رئيسي على أمن الممرات المائية الدولية وقال: إن تواجد الأميركيين في الخليج الفارسي والتطاول على السفن والاستيلاء عليها يسبب زعزعة الأمن في المنطقة.
وردا على سؤال آخر حول آثار انضمام إيران إلى البريكس، أشار إلى البارز للدول الأعضاء في الاقتصاد والإنتاج الإجمالي في العالم، وقال: نظرا لقدرات إيران البارزة وموقعها في المنطقة، فإن انضمامها لهذه المجموعة سوف يجعلها أكثر قوة.
وفيما يتعلق بالعقوبات، أوضح رئيسي أن، نظيره الأمريكي جو بايدن قال في بداية عمله إنه لا يقبل أسلوب ترامب في الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، لكننا لم نشهد حتى الآن أي إجراء مختلف على أرض الواقع. المتوقع من الحكومة الاميركية أنه إذا قالت إنها تلتزم بتعهداتها بالكلام، فعليها ان تظهر التزامها بالممارسة ايضا.
ولفت رئيسي إلى أن إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأنشطة النووية الإيرانية سلمية دليلا واضحا على ظلم العقوبات ضد إيران وقال: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قبل أي قانون أو ضوابط أو رقابة، تعتبر وفقا لفتوى سماحة قائد الثورة الإسلامية، أي إنتاج واستخدام للأسلحة النووية امرا محظورا.
وردا على سؤال حول وضع المرأة في إيران، سرد نجاحات المرأة في مختلف المجالات العلمية والرياضية وحضورها الفعال في القطاعات السياسية والإدارية والاجتماعية، واعتبر استغلال الغرب لأحداث العام الماضي غطاء خادعا للدفاع عن المرأة وقال: في حادثة العام الماضي عندما تعرضت فتاة لحادث أظهرت جميع التحقيقات الطبية أنها لم تتعرض للضرب من قبل الشرطة ولكن هل ابدت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية استعدادها لتبيان هذه الحقيقة؟
وذكر أن أكبر عدد من السجينات في العالم هو في الولايات المتحدة وأضاف: في الآونة الأخيرة، قُتلت امرأة شابة وحامل على يد الشرطة الأمريكية للاشتباه في قيامها بالسرقة من أحد المتاجر، وهذه الحالة واحدة من 1200 حالة لأشخاص قتلتهم الشرطة الأمريكية العام الماضي، لكن لماذا لا يبحث الإعلام الأمريكي عن السبب الجذري ويوضح تفاصيل مثل هذه الجرائم؟
وفي جزء آخر من هذا اللقاء أكد رئيسي أن طهران لم تترك طاولة المفاوضات قط لأن لديها منطقا واضحا وثابتا لتوجهاتها وتصرفاتها، وقال: اصول إيران المحررة في كوريا الجنوبية كانت من حق إيران وعلى أمريكا أن تجيب لماذا وقفت بصورة ظالمة امام احقاق حقوق شعبنا.
وقال رئيسي: على أمريكا أن تكون قد أدركت الى الآن بأن استخدام لغة القوة، سواء في شكل عقوبات أو تهديدات ضد الشعب الإيراني، ليس أداة فعالة، وبطبيعة الحال فان حكمنا مبني على الأفعال، وما يمكن أن يؤدي الى كسب ثقتنا، هو تغيير هذا السلوك المتغطرس والعمل على اساس الالتزامات وهو امر لم تنجح أمريكا فيه حتى الآن.