تحقيقات وحوارات
تفاصيل مكالمة منتصف الليل بين عدي صدام حسين وسوزان مبارك.. ارتكب بعدها جريمة قتل بشعة ومهيب الركن قرر إنهاء حياته
سر غضب مهيب الركن وإصراره على سجـن ابنه وإنهاء حياته لولا تدخل الملك حسين
من الحب ما قتل .. حياة فوضوية عاشها عدي صدام حسين، تسببت له في أزمات متلاحقة مع والده الذي اتخذ قراراً بانهاء حياة ابنه جراء ممارساته التي احدثت شروخاً في العلاقة بين صدام ورؤساء دول كبري وايضا احدثت شروخا اخري عميقة مع قبائل وعائلات كبري داخل العراق .
ولعل ارتكاب عدي لجريمة قتل بشعة بعد مكالمة هاتفية في " نص الليل " مع زوجة الرئيس المصري حسني مبارك السيدة سوزان مبارك كانت من ابشع الجرائم التي احدثت دوياً في الداخل والخارج العراقي وكانت هي الجريمة الأشهر في العراق عام 1988 .. لقد انهي عدي حياة " كامل حنا " خادم والده صدام حسين .. فيا تري ما السبب؟ وما علاقة سوزان مبارك بهذا الحادث المأساوي ؟ وما تفاصيل المكالمة الهاتفية التي دارت بينه وبين سوزان مبارك في هذا الوقت المتأخر من ليل بغداد ؟! .. كل هذا وأكثر نجيب عليه في هذا الفيديو..
في عام 1988، وصل الرئيس المصري حسني مبارك وقرينته السيدة سوزان مبارك، الي بغداد، في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس صدام حسين وبعد الاستقبال الرسمي استقرت السيدة سوزان مبارك بالقرب من القصر الجمهوري مع زوجة الرئيس صدام حسين "سجدة طلفاح"، وفي المساء وبعد ان استغراقت في نوم عميق استيقظت سوزان مبارك في حالة من الفزع على اثر سماع صوت طلقات رصاص، فارتعبت آنذاك، وظنت أن هناك مشكلة ما، خاصة وأن توقيت الزيارة كان يتزامن مع نهاية الحرب الإيرانية العراقية، كما أنها لم تكن معتادة على هذا الأمر مثل العراقيين.
بعدها قررت سوزان الإتصال بالقصر الجمهوري العراقي ، والتساؤل عن سبب إطلاق هذا الرصاص، وكان المجيب علي الهاتف هو عدي صدام حسين الذي طمأنها ووعدها بأنه سينهي الأمر سريعاً .
جريمة بشعة
اتصل عدي بخادم والده صدام حسين وهو السيد " كامل حنا" لكي يستطلع الأمر ويتحرك فوراً لوقف إطلاق النار لكن الرجل لم يستجب لـ عدي وتزايد اطلاق النار في الهواء في احتفالات صاخبة بين مجموعة من الاهل والاقارب في جزيرة الأعراس .
الامر الذي أغضب عدي وذهب ثائراً لمكان إطلاق الرصاص، وكانت المفاجأة أن "كامل حنا" خادم والدة هو من يقوم بإطلاق الرصاص مع اقاربه واصدقائه وهنا تشاجر عدي مع حنا وضربه بعصا غليظة على رأسه، فسقط على رأسه ميتاً وانتهت حياته.
وعندما علم صدام حسين بما حدث، دخل في حالة غضب شديدة، وقرر انهاء حياته ثم قرر معاقبته بالسجن لمدة ثماني سنوات.
بعدها حاولت سجدة والدة عدي التدخل لإنقاذ حياة أبنها، ولجأت للملك حسين بن طلال ملك الأردن، دون علم صدام حسين، وطلبت منه التوسط لعدي حتى يقوم صدام بالإفراج عنه، ووفقا للتقاليد العربية، وافق صدام حسين على طلب الملك حسين، وافرج عنه، بعد ثلاثة أشهر فقط!.
ولكن الإفراج تم عن عدي، بعد عفو من أسرة القتيل مقابل دفعه ربع مليار دينار، وفقا لما ذكرته بوابة الوفد الإلكترونية في إحدى التقارير، نقلاً عن زياد طارق عزيز، نجل نائب الرئيس صدام حسين ووزير الخارجية العراقي الأسبق.
استغلال السلطة والنفوذ
وبالانتقال لسبب العداوة بين عدي وكامل حنا، فيرجع ل "كامل حنا" الذي قام بتعريف والده صدام حسين على امرأة اصغر منه سنًا تدعى سميرة الشهبندر، والتي أصبحت زوجة والده الثانية لاحقًا، ولذلك اعتبر عدي تلك العلاقة خيانة لوالدته التي كان يحبها بشدة .. هذا ما جعل عدي غاضبا من حنا، لذلك قام بجريمته دون النظر إلى العواقب.
فوضوية حياة عدي لم تتوقف عند هذا الحد، فقد اثيرت حوله كثير من الشبهات واستغلال السلطة والنفوذ وتعاطي الخمر والمخدرات وقتل مقربين منه، واتُهم بتعذيب لاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم، بعد تقديمهم لمباريات سيئة، وتعرض لمحاولة اغتيال ونجا منها بأعجوبة، كما أنه اعتدى على دبلوماسية سعودية في فندق المنصور ببغداد، وتقدم دبلوماسي بشكوى لوزارة الخارجية العراقية، ولما علم صدام بالواقعة أمر بوضع عدي في السجن مرة أخري ويقي في السجن حتى زال غضب صدام، وبسبب تلك الحياة الفوضوية، استبعده صدام حسين من ادارة شئون الحكم، وأسند كافة المهام لشقيقه الأصغر قصي في أمور حكمه للبلاد.
وانتهت حياة عدي الفوضوية في مشهد درامي عام 2003، بعد ان استشهد برفقة أخيه في مواجهة مسلحة مع قوات الأمريكية التي احتلت العراق وقتها.
وفي النهاية .. ما رأيك في حياة عدي صدام حسين ؟ وهل كان تصرف والده يليق بما يفعله ؟