اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. محمد بن سلمان قرر أن يُعيد إلى الأذهان ما فعله صدام مع الكويت ويغزو قطر

كيف تحالف مع بن زايد وما هو رد فعل المخابرات الأمريكية؟

الوكالة نيوز

بدأت القصة عام 2017، عندما قرر محمد بن سلمان أن يُعيد إلى الأذهان ما فعله صدام مع الكويت ويغزو قطر. لكن الغزو في هذه الحالة ليس من أجل صراع على النفط مثلما كان الحال بين العراق والكويت؛ فالمبررات أكثر تعقيدًا من ذلك. لم يرد بن سلمان أن يُخطئ خطأ صدام ويفاجئ العالم العربي بغزو قطر بمفرده، وإنما كان بحاجة إلى حليف يُسانده في هذا الغزو حتى لا يُكرر خطأ صدام.. وقد وجد ضالته في محمد بن زايد.

فما الذي حدث بالضبط بين "بن سلمان" و "بن زايد" في اجتماعهما ضد تميم؟ وما خطة الغزو ومبرراته؟ وماذا كان رد المخابرات الأمريكية على مشروع الغزو؟  تابع معنا لتعرف الأسرار التي لم تُكشف من قبل.

من المعروف للجميع أن الخلاف القطري السعودي مُمتد عبر التاريخ بسبب الصراع على السيادة. فدولة قطر تحاول عبر تاريخها الحصول على بعض الأدوار التي تتفرد المملكة بها، بينما ترى المملكة أن قطر دولة صغيرة ويجب أن تلعب في حدود الإمكانيات الخاصة بها. لكن اللعبة تغيرت تمامًا بعد اكتشاف حقول الغاز في قطر ونمو الثروات بها، وهنا بدأت قطر تضخ الأموال من أجل فرض نفسها كدولة كبيرة، وبدأت اللعب في مساحة مختلفة تمامًا عن المساحة التي تلعب فيها السعودية. فقامت بتوقيع اتفاقيات مع إيران، التي تُعتبر العدو الأساسي للمملكة. بالإضافة إلى دعمها لجماعات متطرفة تُشكل تهديدًا على المملكة وعلى دول المنطقة بشكل عام، مثل جماعة الإخوان وبعض الميليشيات التابعة لإيران.

قطع العلاقات الدبلوماسية

ظلت هذه السياسات التي تتبعها قطر تتنامى مع الوقت، مما أدى بالسعودية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها في عام 2002 وسحب سفيرها من الدوحة. وظلت العلاقات ما بين توتر ومصالحة، حتى حدث الربيع العربي.. وهنا عادت قطر بقوة إلى ممارسة أدوارها التي تساعد على نشر الفوضى بحسب وجهة النظر السعودية. ومع مرور السنوات اكتسبت قطر عداوات جديدة مع مصر والإمارات والبحرين، وذلك من خلال استضافتها لقيادات من جماعة الإخوان، وأيضًا من خلال سياسات قناة الجزيرة المعروفة للجميع. حتى وصل الصراع إلى ذروته في عام 2017، عندما قررت الدول الأربعة مقاطعة قطر على كل الأصعدة.

غزو قطر

لكن هذه المقاطعة لم تكن كافية بالنسبة لمحمد بن سلمان، الذي رأى أن تميم لن يستجيب للضغوطات المفروضة عليه، بل سيستغل هذه المقاطعة ويتمادى في ممارسة أدواره عبر زيادة التحالفات مع إيران وتركيا. وبالتالي فالحل الوحيد لإيقافه عند حده هو غزو المملكة لـ قطر وإيقاف تميم بالقوة العسكرية.

بحسب المخابرات الأمريكية، فقد جلس "بن سلمان" مع  "محمد بن زايد" واتفقا على أن الغزو سيتم من خلال القوات العسكرية السعودية مع دعم مادي من الإمارات. حيث ستتوغل القوات السعودية حتى 70 كيلو متر بداخل الحدود القطرية، لتقوم بتطويق قاعدة "العديد" العسكرية. وفيما بعد سيتم الدخول إلى الدوحة والسيطرة التامة عليها.

وصلت هذه المعلومة إلى وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت "تايلر تيلرسون" عبر المخابرات الأمريكية. كان "تيلرسون" مُقربًا بشدة من الحكومة القطرية، فشعر بالخطر وبدأ في إجراء اتصالات عديدة لإيقاف هذه الخطة، خاصة أن هذا الغزو سيضع أمريكا في حرج كبير بسبب تواجد قواعدها العسكرية في قطر.. وفي نفس الوقت هي من حلفاء السعودية والإمارات.

اتصل"تيلرسون" مباشرة بمحمد بن سلمان وأوضح له خطورة هذا التدخل العسكري، وأنه سينهي العلاقات بين السعودية وأمريكا لفترة طويلة.

وجهة نظر

بدأ بن سلمان ينظر للغزو من وجهة نظر مختلفة، وربما تذكر ما حدث لصدام.. فلا يمكنك أن تدخل أي حرب دون أن تكون أمريكا داعمة لهذه الحرب، أو على الأقل لن تتدخل لإيقافك. بينما في هذه الحالة ستكون أمريكا مضطرة للتدخل، وهو ما سيجعل مصير السعودية أشبه بمصير العراق.

مع ذلك فقد انزعج بن سلمان وبن زايد من الدور الذي لعبه وزير الخارجية "تيلرسون" في هذه القضية، وشعرا بالانزعاج من التدخل الذي قام به في سياسات الدولتين، وبالتالي قاما بالضغط على أمريكا من أجل إقالته.. وهو ما حدث بالفعل. فـ"تيلرسون" لم يستمر في منصبه إلا عام واحد فقط، وقد أشارت صحيفة "إنترسبت" الأمريكية إلى هذا الأمر بشكل صريح.

من الجيد أن هذا الغزو لم يتم، وهذا كان من صالح المنطقة كلها. لكن هذا تأكيد جديد على أن أمريكا هي التي تُسيطر على المنطقة وتمنح هذا حق الغزو وتحظره على ذاك. 
فما تعليقك على هذا الغزو المُحتمل؟ وهل ترى أنه وارد في حال حدوث أي خلاف جديد؟