اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. قصة صهر صدام حسين الذي تخلـ ـص منه صدام بعد أن قام بتمثيل قصة حياته في فيلم الأيام الطويلة

لن تصدق مأساة قصة صهر صدام حسين

الوكالة نيوز

في عام 1975 حول نائب الرئيس العراقي عبد الأمير معلة قصة نشأة صدام وشبابه المبكر حين كان عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي ومشاركته في محاول اغتيال رئيس العراق عبد الكريم قاسم.. إلى رواية أطلق عليها اسم "الأيام الطويلة" صدرت عام 1978 بعد أن نالت المسودة إعجاب صدّام حسين الذي صعد في العام التالي إلى كرسي الرئاسة الأول بعد أن أزاح معلمّه أحمد حسن البكر وحصد رؤوس رفاقه ومنافسيه في حزب البعث في جلسة مشهودة شهدتها قاعة الخلد ليبدأ عصر الخوف والحكم الفردي المطلق..
لكن العجيب هو ما حدث بعد تحويل تلك الرواية إلى فيلم سينمائي من بطولة صدام كامل الذي قام بدور صدام حسين وهو قريبه وصهره الذي تحول أيضا بعد ذلك إلى قتيله.. فكيف حدثت هذه المأساة لصاحب دور البطولة؟ إليكم القصة..
 


فيلم سينمائي

بعد صعوده للسلطة قرر صدّام حسين تحويل رواية "الأيام الطويلة" إلى فيلم سينمائي يخلد مسيرته النضالية، وقد وقع الاختيار على المخرج المصري توفيق صالح لإنجاز الفيلم، وهو مخرج معروف بانتمائه إلى تيار اليسار الماركسي.. وقد تمثلت المهمة الأصعب للمخرج في اختيار الممثل الذي سيقوم بدور صدّام، وقد وُضعت شروط صارمة كان من الضروري توفرها في الممثل الذي سيتصدى لدور المناضل البعثي الشاب، كان يجب أن لا يكون للممثل أي تاريخ شخصي مشين يلوث سمعته وأن لا يكون قد مثل أدواراً لا تليق بأن يمثل بعدها دور الرئيس القائد، وأن يكون متمكناً من التمثيل ليؤدي شخصية (مركبة) بالمعنى الدرامي والسيكولوجي. يقول المخرج بأنه ذهب إلى تكريت ليطلع على حياة الرئيس في مسقط رأسه، واصطدم نظره بشاب في العشرين من عمره يسير في الشارع يشبه كثيراً شخص الرئيس  في شبابه، ليكتشف لاحقاً بأن هذا الشاب هو ابن عم الرئيس.. ويدعى صدام كامل!
وكان كامل في شبابه، شديد الشبه بابن عمه صدّام حسين.. لكن لم يتم اختياره للشبه فقط، وذلك لأن صدام كامل كان في داخله يحب التمثيل، ولولا العادات والمناصب الرسمية وغيرها من الحواجز لجعله مهنة له.. حسب ما قالت ابنة أخيه حرير حسين.. ولكن الفيلم كان فرصة له، خاصة وأن منتجي الفيلم كانوا يبحثون عن بطل سيعتزل بعد أداء دور مثل دور صدام حسين! ولن يقوم بتمثيل أي دور بعده..
وكان مخرج الفيلم المصري توفيق صالح، "مجبراً" على تنفيذ وصايا الرقيب الذي انتدبه حزب البعث للإشراف على التصوير.. "ومن تلك الوصايا استبدال الحمار الذي استخدمه صدام حسين في هروبه إلى سوريا، إثر محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، بفرس عربية طهماء تليق بالشخصية التي أنجز عنها الفيلم".. 

نسخ مهربة

وتتحدث ابنة أخ صدام كامل، حرير في كتابها أنه "كاد يطير من شدة الفرح كما يقول من يعرفه عندما سنحت له فرصة التمثيل تلك"، وأن عمها كان يقول "هل يوجد أجمل من هذا الدور لكي يُمثّل؟".
وأشارت إلى أن "الفيلم مُنع في العراق بعد أحداث خمسة وتسعين، بسبب بطله، وكان الناس يتناقلون نسخاً مهرّبة منه لمشاهدتها".

وتعود "أحداث خمسة وتسعين"، إلى التوترات التي سادت عائلة صدام حسين بعد حساسيات بين نجليه قصي وعدي وصهريه حسين وصدّام كامل. وعلى أثرها فرّ الصهران إلى الأردن في أغسطس 1995، مصحوبين بعائلتيهما.. 

 

وقد كان لعملهما هذا خطورته، ليس بسبب القرابة فحسب، بل أيضاً لأن حسين كامل هو وزير التصنيع والصناعات الحربية، فيما العالم كله يهجس بأسلحة الدمار الشامل المنسوبة إلى صدّام، فضلاً عن دعوته لإسقاط النظام وإعلانه برنامجاً لسلطة بديلة وتقديمه معلومات للمخابرات المركزية الأميركية".
وبعد هروبهما لم يجد الصهران أي ترحيب بهما في الأردن، فعادا إلى العراق "واثقين بتعهد العم (صدام حسين) أن يعالجهما بالصفح والغفران".. لكن السواطير كانت تسنّ بانتظارهما، فما أن انقضت أيام ثلاثة على العودة حتى تولّت العشيرة، في 23 فبراير 1996 القضاء عليهما بعد فصل زوجتيهما، ابنتي صدام وأطفالهما عن الشقيقين".

نهاية مأساوية 

وهكذا كتبت نهاية مأساوية لبطل فيلم "الأيام الطويلة"، على يد الشخصية التي أدّى دورها، صدّام حسين، الذي كان بمثابة المخرج الحقيقي للفيلم ولمسار حياة صدّام كامل، ولسيرة العراق منذ توليه السلطة حتى سقوط نظامه عام 2003.. ومن اللافت كذلك في حكاية "الأيام الطويلة" أن المخرج توفيق صالح، كما يبدو من سيرته المنشورة على موقع ويكيبيديا، توقف عن صناعة الأفلام بشكل نهائي بعد هذا الفيلم، مع أنه عاش حتى عام 2013، أي 33 سنة بعد اعتزاله العمل السينمائي.. وفي النهاية أخبرنا برأيك عن موقف صدام حسين من صهريه وهل كانا يستحقا أن يتخلص منهما صدام حقا؟