اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو..خناقات صدام حسين علي مقاهي القاهرة .. " عاطل ويأكل بالدين " .. هذه قصة صاحب المطعم الذي قال : هو الاستاذ صدام لقي شغل

لن تصدق ما فعله مع الدائنين عندما أصبح رئيساً للعراق

الوكالة نيوز

صدام حسين من أكثر الزعماء العرب الذين يتميزون بكثرة المتناقضات.. فبالرغم من أنه كان رئيسا ديكتاتوريا وله مساوئ كثير لكن لا أحد ينكر وطنية صدام وحبه الحقيقي لبلاده.. وربما هذا ما يجعله ذا شعبية جارفة على مستوى الوطن العربي حتى بعد وفاته منذ العام 2003.. ودائما ما يستعيد الناس الكثير من مواقف حياته المختلفة ومن ضمن هذه المحطات في حياة صدام حسين هي حياته في مصر بعدما أتى إليها هاربا من الأمن العراقي.. فكيف كانت حياة صدام بالقاهرة؟ ولماذا كان كثير الشجار؟ إليكم القصة..
 


اغتيال رئيس العراق

جاء صدام حسين هاربا للقاهرة بعد ملاحقة أجهزة الأمن العراقية له‏.. وذلك بعد قيامه بمحاولة اغتيال رئيس العراق آنذاك عبدالكريم قاسم‏.. وعلى الرغم من مرور أربعين عاما على وجود صدام بالقاهرة ما زال حي الدقي في مصر يحتفظ بذكريات هذا الزعيم والثوري العربي.. حيث عاش هناك ثلاث سنوات.. مستغلا فترة لجوئه عام‏1960‏‏ لإكمال دراساته التي تركها قبل انضمامه للتنظيمات السرية لحزب البعث الذي كان في طور النشأة آنذاك‏,‏ فالتحق بمدرسة قصر النيل الثانوية التي تقع في قلب ميدان الدقي‏,‏ ثم التحق بعدها بكلية الحقوق جامعة القاهرة التي لا تبعد كثيرا عن حي الدقي الذي كان ومازال يعج بالدارسين العرب في هذه الجامعة العريقة‏..

ويروي السمسار الذي وفر لصدام السكن بالدقي أن صدام حسين كان دائم القلق ويحب تغيير مسكنه باستمرار.. وأن صدام طلب منه أن يجد له سكنا في مكان غير مشهور ومن الصعب الوصول إليه.. وكان صدام من أشهر الطلاب العراقيين بسبب مشاغباته الكثيرة ووجوده على رأس مجموعة كبيرة من العراقيين يظهر فيها كقائد وزعيم لهم‏، فقد كانت شخصيته كما يتذكر أهالي الدقي عنيفة جدا‏، وفي الوقت نفسه يتميز بالكرم والعطف على الآخرين‏، فلا يرد من يطلب مساعدته‏، ودائما ما يظهر قويا وجريئا‏.. 

 ذكريات قيمة 

أما عن طريقة تعامل صدام مع الأهالي والجيران فكانت له ذكريات قيمة مع المطاعم والمقاهي.. فلم يبدو صدام حسين غريبًا أبدا عن الناس.. فمن عاداته الذهاب إلى مطعم كبابجي، وطلبه لا يخرج عن ساندويتشات الإسكالوب والروزبيف في العيش الفينو‏، فهو لا يحب الأرز أو الخضراوات‏،‏ وعندما كان يدخل المقهي يرسل الجرسون للإسراع بالطلب‏، وفي أحيان كثيرة لم يكن يملك ثمن ساندويتشاته‏،‏ فكان يؤجل الدفع لأيام‏، لكنه كان حريصا على سداد كل ديونه كلما سنحت له الفرصة.. ومن المعروف عن المصريين أنهم لا يردون من جاء إليهم.. وكان ذلك من أكبر دوافع صدام حسين في حبه للشعب المصري وكان يعتبر معاملتهم الحسنة له معروفا كبير يجب أن يرده إليهم في يوم من الأيام.. وكما أن علاقات صدام في القاهرة لم تخلو من المواقف الإنسانية فهي مليئة أيضا بالنكتة والمواقف المضحكة.. ففي أوقات كثيرة لم يكن الشاب صدام يملك ثمن الساندوتشات، وكان يخجل من الذهاب الى المطعم وتناول الطعام فيه، الأمر الذي اضطره للذهاب إلى المقهى وإرسال أحد العاملين فيه لصاحب المطعم مع إبلاغه أن الساندوتشات للطالب العراقي صدام حسين وأنه سوف يسدد ثمنها عندما تأتيه أموال ومع ذلك لم يتوقف صاحب المطعم عن إرسال الساندوتشات المفضلة له عندما يطلبها صدام منه ، الموقف الذي أثار ضحك الرئيس صدام حسين وجعله يروي هذا الموقف الضاحك لكل مسؤوليه.. فعقب توليه رئاسة العراق أرسل مع مندوب له لصاحب هذا المطعم المصرى مبلغا من المال قدره 10 آلاف دولار عوضا له عن ديون قديمة مستحقة عليه ، وعندما قال المندوب الرئاسى لصاحب المطعم المصرى إن صدام حسين الرئيس العراقي أرسل لك هذا المبلغ عوضا له عن ديونه السابقة رد عليه صاحب المطعم باللهجة المصرية: هو الأستاذ صدام لقي شغل ؟

كلمة صدام المشهورة

وأصبحت كلمة الرئيس صدام المشهورة: إن إللى يغلط فى المصرى كأنه غلط فى صدام شخصياً 
كما أنه كان دائم التردد على المقاهي المزدحمة، وتحديدًا مقهى «إنديانا»، الذى يقع وسط الحي، فكان يذهب هناك، مفضلاً الجلوس على ترابيزة رقم 4 بحسب شهادة صاحب المقهى في جريدة الأهرام المصرية.. فيتناول قهوته ويقرأ في كتبه الدراسية، ثم ينصرف، هكذا تسير حياته يوميًا، حتى نشأت بينه وبين صاحب المقهى علاقة قوية، ومن سخرية القدر أن صاحب المقهى كان ينصح صدام دائمًا بالابتعاد عن السياسة.. ولم يكن يعلم أن طالب الحقوق العراقي الذي يحتسي عنده القهوة سيكون من زعيما عربيا كبيرا سيتردد ذكره إلى أن يشاء الله.. 

ويذكُر صاحب المقهى أيضًا، أن صدام كان يساعده لعلمه أن ابنته مريضة‏، وكان كثيرا ما يرسل له نقودا وهدايا عن طريق السفارة‏، ويعالج ابنته المريضة على نفقته، ويتذكر الرجل أيضًا أنه بعد تولى صدام حكم العراق، ذهب إلى المقهى وتناول قهوته على ترابيزته المفضلة وسدد ديونه للجرسونات، ودفع بقشيش‏ 500‏ دولار‏ وترك بعض الهدايا‏.‏. 

وعلى نطاق الصداقات داخل الحي، لم يكن لصدام حسين أصدقاء سوى اثنين، الأول هو «الصيدلي لويس وليم صاحب إحدي الصيدليات الشهيرة بالدقي‏، فقد كان صدام دائم الجلوس في الصيدلية مع رفاقه‏،‏ وكان يذهب معه إلى البيت ويجلسان أوقاتا طويلة من الليل‏، وظلت علاقته قائمة به حتى وقت قريب وسافر الصيدلي كثيرا إلى العراق لزيارة صدام»، أما الثاني فهو شخص يدعى، محمد المصري، ولم يعد له أثر في الحي بحسب صحيفة الأهرام..

ومن الأشخاص الذين تمتعوا بصداقة صدام حسين أيضا هو الحاج سيد الحلاق‏,‏ الذي يتميز زبائنه بأن معظمهم من العرب الدارسين في مصر‏,‏ ويقول عن صدام‏:‏ لم يظهر يوما أنه سيكون له شأن كبير‏,‏ لكنني كنت أشعر دائما أنه رجل عسكري‏,‏ فقد كان أنيقا يرتدي الزي العسكري دون نياشين وكان متواضعا يحلق عندي مقابل‏25‏ قرشا‏,‏ وحينما يكون مريضا يرسل لي وأذهب لأحلق له في منزله هو وأصدقائه ويدفع لي أجري وأكثر‏,‏ وكان صدام يحب الجلوس عندي خاصة في الأوقات التي لا يكون صديقه لويس موجودا‏,‏ وكان يطلب مني الجلوس أمام المحل ومعه أحمد حسن البكر الذي شاركه في الانقلاب البعثي ضد نظام الرئيس عبدالرحمن عارف‏,‏ وسبقه في رئاسة العراق‏,‏ وكان دائم الجلوس مع طارق عزيز ويطلب مني أن أذهب إلي منزل طارق عزيز لأحلق له لأنه لم يكن يعرفني‏,‏ وعرفني علي العديد من أصدقائه العراقيين الذين كنت أحلق لهم في بيوتهم‏.. والكثير من قصص صدام التي ما زال الناس يتداولونها حتى اليوم.. ليس في مصر فقط بل على تاريخ حياته كلها.. وفي النهاية ما تعليقك على مواقف صدام في القاهرة؟