أخبار عاجلة
الأوطان شجرة طيبة تنمو في تربة التضحيات وتسقي بالعرق والدم .. الشهادة في سبيلها خلود في موت رائع
اخطر رسائل علي الشرفاء في ندوة رسالة السلام : الدولة هي وطن وقصة عشق أبدية بين الإنسان والتراب .. تُميته الدموع وتحييه الدماء
- ملوك الطوائف هدموا الدين واسقطوا الدول .. وحولوها الي سوق نخاسة .. الإنسان فيها أرخص من تراب الأرض
الدولة ليست مجرد وطن بحدود ، انما هي تاريخ وحاضر ومستقبل يعيش في وجدان الإنسانية ، الدولة هي وطن ، هي قصة عشق أبدية بين الإنسان والتراب ، وطن تُميته الدموع وتحييه الدماء ، وقديماً قالوا : ان الشهادة في سبيل الوطن ليست مصيراً سيئا انما هي خلود في موت رائع ، فإن لم يعش الوطن بأهله كريماً آمناً مستقراً فلا عاش الوطن ولا عاش أهله .
- الأمن لا يبني علي الخوف
ومن هنا ينبغي ان يدرك الناس ان أمن الوطن لا يجب أن يبنى على الخوف بل على الانتماء والولاء علي العلم والمعرفة ، علي الايمان بالله وكتبه ورسله ، علي الدستور السماوي القرآن الكريم ، علي التشريع الإلهي الذي يحفظ الحقوق ويحمي الحريات .. من هنا كان المشروع الفكري الذي اطلقه المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي ، والذي دارت حول محاوره ندوة مؤسسة " رسالة السلام " للتثقيف والتنوير ، والتي انعقدت علي هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب وحاضر فيها نخبة من رموز الفكر والإعلام والثقافة في مصر .
تحدثوا خلال الندوة من منطق الخوف علي مصير الوطن " الوطن العربي " بارضه ومائه وسمائه " ، فما يحوم حوله من تحديات ومؤامرات نذير شؤم وخطر ، لأنه عندما يستباح الوطن ، يستباح كل شيء، وتصبح الحياة فيه اشبه بسوق كبيرة للنخاسة فيه الإنسان أرخص من تراب الأرض .
- الأوطان تسقي بالعرق والدم
من هنا ادرك المتحدثون في ندوة مؤسسة " رسالة السلام " أهمية المشروع الفكري الذي يطرحه علي الشرفاء الحمادي إدراكاً منهم ان الأوطان لا تحتمل المزيد من الخراب ، وانها اشبه بشجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات ولا تسقي إلا بالعرق والدم ، وبدا لسان حالهم يقول : ان الخبز في وطني أحلى وألذ من الكعك في أوطان الغربة ، فالأوطان ليست كلمة تقولها الأفواه، إنما هي حماية وذكريات وأمل وصلة رحم وانتماء وولاء .
- نازية الاخوان وشيوخ الدين
مؤكدين علي أن الشعب الذي لا يأكل مما يزرع ولا يلبس مما يصنع عرضه للخطر ، وان تأهيل الشباب ضمانة تحفظ للأوطان وحدتها ، كما ان العدل أساس الحكم ، وان الحكام ينبغي عليهم ادراك انهم يحكمون بشر لا حيوانات في حظيرة مواشي ، مشددين علي ان سقوط الدول يأتي بسبب الفراغ والتصحر السياسي وانه ينبغي تحصين الشعوب ضد فتاوي الجماعات المتطرفة لانهم هم الخطر الحقيقي الذي يهدد الإسلام والمسلمين محذرين من خبث الدولة الدينية واقتتال ملوك الطوائف ونازية الاخوان والقاعدة وشيوخ الدين الذين يرتدون ثوب القداسة لخداع الشعوب وتخريب الأوطان والديار .
- أهم مشروع فكري في العصر الحديث
مشيدين برؤية علي الشرفاء الحمادي حول نظرية بناء الدولة والتي تعد أهم مشروع فكري في العصر الحديث لأنها تجسد مفهوم الحكم الرشيد وترسخ لقيم العدل والمساواة وتستهدف بناء دول قوية راسخة البنيان دستورها القرآن وعمادها الإنسان ، بعيداً عن الفرق المتدثرة بغطاء ما يُعرف ب الإسلام السياسي والتي تستحل الدماء وتشعل الحروب والصراعات .
هكذا بدأها الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق والذي اكد خلال كلمته في الندوة علي أهمية تعميق مفهوم الدولة عند المواطن بما يرسخ لمفاهيم الولاء والانتماء التي ترتكز علي قيم ومبادئ أخلاقية تحفظ للوطن وحدته وأمنه واستقراراه مشدداً علي ان الشباب والنشأ هم الركيزة التي ينبغي علي أي دولة الاهتمام بهم في اطار منظومة أخلاقية تراعي كثير من القيم والمفاهيم والتقاليد التي نص عليها الإسلام الحنيف والقران الكريم .
- برامج تنموية للإصلاح والتطوير
وتابع الدكتور سامي عبد العزيز مؤكداً علي ان الايمان بمفهوم الدولة لابد أيضا وان يكون من خلال المنظور الإقتصادي لان الشعب الذي لا يأكل مما يزرع ولا يلبس مما يصنع عرضه للخطر ويغيب عنه كثير من النواقص التي تحدث خلل في مفهوم الولاء والانتماء لهذه الدولة ومن هنا ينبغي ان يكون لدينا برامج تنموية للإصلاح والتطوير والتحديث لخلق نظام اقتصادي قادر علي تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواطن بما يرسخ عنده قيمة الانتماء والولاء للدولة .
- أسس راسخة لدولة قوية
وأشاد عميد كليه الإعلام الأسبق بمقال علي الشرفاء الحمادي والذي حمل عنوان " نظرية الدولة في التشريع الإلهي " لما يحمله من رسائل وطنية تحرص علي انتاج مواطن صالح لان صلاح الفرد من صلاح المجتمع مثلما اكد علي ذلك المفكر الكبير علي الشرفاء الحمادي في مقال ضم أفكار ورؤي تضع أسس راسخة لدولة قوية تحفظ حقوق الفرد والمجتمع وتحمي الشعوب والدول وتحافظ علي حقوق السيادة وتقوي من قيم الولاء والانتماء .
- مدنية الدولة وحقيقة تعارضها مع الدين
كما تحدث الدكتور رضا عبدالسلام محافظ الشرقية الأسبق مؤكداً علي ان مدنية الدولة لا تتعارض اطلاقاً مع الدين فهناك منهج أخلاقي لابد من اتباعه في بناء الدول منهج يراعي قيمة وبناء الإنسان ويراعي أيضا أهمية توصيف القيادة ومراعاة الأبعاد الاجتماعية والدينية والاقتصادية مع التأكيد علي انه ليس هناك ادني تناقض بين المدنية والدينية ، مشدداً علي ان المحيط الإقليمي والدولي حول مصر محيط ملئ بالتحديات الصعبة التي تحتاج منا جميعا الاصطفاف خلف القيادة السياسية ودعم جهودها الوطنية المخلصة من اجل ترسيخ الامن والاستقرار والبناء والتنمية بما يحفظ لنا وحدتنا ودولتنا في هذا المحيط الملتهب .
- العدل المطلق رمز لقوة الدولة
وأشاد الدكتور رضا عبد السلام برؤية المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي ومشروعه الفكري حول نظرية بناء الدولة مشدداً علي ان أي دوله لابد وان يكون قوامها العدل والذي يجسد العدل هو الحكمة والرشد في اتخاذ القرار كما انه من خلال قيادة الدولة بمفهوم العدل المطلق يمكن ان يتحقق البناء الحقيقي ويمكن أيضاً خلق التنافس الشريف لما يساهم في ترسيخ قوة ومتانة الدولة .
- لا تقدم في دولة يسودها الظلم
وأردف الدكتور عبد السلام قائلاً : علينا ان نكون مدركين ومؤمنين بأن العدل فضيلة ولكنها للأسف في أحيان كثيرة تكون فضيلة غائبة ، فدولة العدل تجد فيها الراحة والسكينة ، دولة العدل لا تجد فيها الخوف ولا الترهيب وهذا هو أساس التنمية الحقيقية لان دولة يسود فيها الظلم والقهر لا تنتظر منها أبدا أي تقدم او تنمية ، وعلي أي حاكم ان يدرك انه لا يدير حظيرة حيوانات انما هو يدير بشر وإنسان يحتاج الي الإنسانية في التعامل والرحمة في القرار والعدل في التطبيق ، من هنا يمكن إنشاء مجتمعات عظيمة ذات حاضر وماضي عريق فالعدل قيمة دينية وإنسانية واجتماعية ولا ينبغي اطلاقا ان نتخلي عن قيمنا الإنسانية والدينية طالما اردنا بناء دولة القانون .
- المذهبية والطائفية خربت الأوطان
وأوضح الدكتور رضا عبد السلام ان الدين الإسلامي كان سباق في إقامة دولة حقيقية مدنية رسخت فيها القيادة لقيم العدل والحرية والمساواة وجسدت كل معاني الرحمة والسلام والإخاء والتراحم بعيدا عن الظلم والبغي والتطرف والإرهاب وبعيداً عن التمذهب والطائفية التي خربت الأوطان ودمرت الدول ، واي مشروع يسعي نحو بناء دولة قوية علي ان يشرك افراد المجتمع في صنع القرار لأنه هذا يساعد علي ترسيخ قيم الولاء والانتماء والمسئولية عند الأفراد وهذا يكون دافع ومحفز كبير لهم كي يدافعون عن اوطانهم وبلدانهم التي يشاركون في صنع قرارها ويحددون مستقبلها
- بناء الأوطان يحتاج قيادة ملهمة
فبناء الأوطان دائما ما يحتاج الي قيادة ملهمة تحمي من التخبط والهوان وتقدم النموذج الرشيد للحكم ، بحيث تكون " قيادة نموذج " تتجسد فيها كل معاني القوة والعدل والإلهام والرشد والتدين والتمدين حتي تستطيع كسب احترام جميع القواعد الشعبية بما يساعدني النهاية علي خلق مجتمع قوي مترابط قادر علي مواجهة أي تحديات او صعاب .
- اطر واقتراحات علي الشرفاء
واكد الدكتور مصطفي النشار أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية انه عندما تنتشر بين الناس قيم الرحمة والعدل والحرية يسود الامن والسلم المجتمعي مشدداً علي ان سرعة وكيفية اتخاذ القرار لحل أي طارئ له دور مهم ومحوري في بناء الدول كما ان تحلي الأفراد بالأخلاق وانكار الذات وتقديم التضحيات يعتبر سلوك مثالي يساعدنا في بناء امة عظيمة .
وأشاد النشار بالمشروع الفكري للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي وما يتضمنه من اطر واقتراحات نابعه من تراكم الخبرات وتستهدف بناء دول قوية ترتكز علي قيم سليمة راسخة مستمرة من آيات القرآن الكريم
- جهود من الراعي والرعية
وأضاف رئيس الجمعية الفلسفية المصرية وأستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ان إسعاد الشعوب وبناء الدول وجعلها في مصاف البلدان المتقدمة امر ليس بالهين ويحتاج الي جهود عظيمة من الراعي والرعية فكل فرد في المجتمع سواء كان قياده او مواطن عادي عليه مسئوليات وواجبات في مسيرة البناء والتعمير فاليد الواحدة لا تصفق وعلي الجميع ان يعلي من شأن الدولة علي شأن الأفراد والمصالح .
- حكمة الشيخ زايد بن سلطان
وأوضح النشار انه ليس بخافياً علي احد اننا نتحدث حتي يومنا هذا عن حكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ونتحدث عن دوره التاريخيّ وجهوده الكبيرة في بناء دولة الامارات العربية المتحدة من العدم حتي نهضت وتقدمت وأصبحت في مصاف الدول العظمي بما فيها من نهضه لا يستطيع احد نكرانها دوله اهتم فيها الشيخ زايد ببناء الانسان في المقام وقبل ان يبني أي شئ آخر إدراك ان الإنسان هو أساس الحضارة وضمانة للبقاء واستمرار البناء والنهوض .
- حلم دولة واحدة للخليج
وتابع قائلاً : رغم ان الشيخ زايد آل نهيان كان رجلا بسيطاً إلا ان كان فطناً ذكياً ، صاحب فكر رؤية وفكر عميق له أبعاد استراتيجية حكيمة تهتم بالوحدة والقومية والعزة والكرامة فقد كان من طمن أحلامه وطموحاته ان يحول الخليج كله الي دولة واحدة مترابطة تقدر علي مواجهة أي عواصف معادية بما لدي الخليج من ثروات وخيرات وخبرات ورجال وكوادر يمكنها صنع المستحيل ، كان يحلم بتشكيل اتحاد عربي واحد يضم كل الدول العربية وتتجمع فيها المقومات والخيرات والثروات لتكون خير امة تخرج الي الناس ، ولكن للأسف لم يمهله القدر لتحقيق أحلامه القومية والعروبية .
- وزير دفاع واحد لكل جيوش العرب
وتابع النشار ان الفكر الإبداعي وإرساء قيم العدالة والمواطنة أسس مهمة في بناء الدولة وعلي هذا فان وحدة العرب كانت حلما اصبح الان بعيد المنال في ظل ما نراه ونشاهده من تشرذم وفرقة جراء البعد عن الدين الإسلامي الصحيح ونصوص القران الكريم ذاك النص المقدس المنزل من عند المولي عز وجل .
كنا نحلم بان يكون لدينا وزير دفاع عربي واحد لكل الجيوش في الدول العربية قادر علي ان يحركها في أوقات الخطر بما يضمن سلامة الأراضي العربية والحفاظ علي السيادة وتخويف وترهيب أعداء العرب بدلا مما نحن فيه الان من استباحة للأرض والعرض وانتهاك للسيادة ، فلو كنا امة واحدة ، كلمتنا واحدة وجيوشنا واحدة ما كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي تقدر علي المساس بأراضينا وما كانت تقدر علي العربدة في التراب العربي تقتل هذا وأسفك دم هذا وتحتل أرض هذا .
- القرآن الكريم هو المنجي
وأوضح ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية ان امتنا العربية أحوج الان الي العلم والمعرفة والوحدة والأخلاق وكل ذلك موجود في الدين وفي القرآن الكريم هو المنجي لنا مما نحن فيه الان هو القادر علي بناء الدول وفق أسس راسخة قوية تقوم علي القانون والعدالة وهذا هو الأساس الذي يمكن ان نبني عليه مجتمع صالح كما تحتاج المجتمعات ان تتنفس حرية .
- فتاوي شيوخ الدين المودرن
وقال الدكتور حسن حماد أستاذ الفلسفة والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة الزقازيق ان تربية النشأ امر محوري في بناء المجتمعات علي اعتبار انهم المستقبل الذي ينبغي ان يتم رعايته وتوفير الدعم الكبير له وكثير من اطروحات وكتابات المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي تناولت هذا الامر بكثير من التدقيق والتمعن من اجل بناء دولة مدنية تتحقق فيها العدالة والإنسانية وتتعامل وفق التشريع الإلهي الذي يؤسس لبنيان مجتمع قوي مستمد قوته وبقاءه واستمراره من رسالة الإسلام المنصوص عليها في القرآن الكريم وما جاء به من قيم سمحة ومبادئ وتعاليم تحث علي العدل والرحمة والسلام والحب وتحرم التطرف والقتل والإرهاب وسفك الدماء .
وأضاف حماد لقد ابتلينا علي مر عقود طويله من فتاوي غريبة لا نهاية لها وبالأخص من الشيوخ المودرن او شيوخ الفضائيات واصبحنا امام مدونات ضخمة جدا وارث ثقيل من الروايات المدسوسة علي الدين الإسلامي وأصبحت خطر حقيقي يهدد الإسلام ويهدد سلام المجتمعات .
- دولة قائمة علي التعددية الحزبية
وأضاف العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة الزقازيق ان الحاكم في الدلة المدنية يستمد سلطته من الشعب بينما في الدولة الدينية يستمد سلطته من التأليه والادعاء بانه ممثل الاله في الأرض ، كما ان الدولة المدنية لابد وان تستمد مشروعيتها من الشعب وتقوم علي فصل السلطات والسلطة فيها مستمدة أيضاً من الشعب وليس من الحزب ولا من الدين ويكون الفرد فيها مستقل له حرية في الرأي وفي الاعتقاد وكذلك تكون دولة قائمة علي التعددية الحزبية لا حزب واحد ولا حتي ديانة واحدة وكل فرد فيها له أحقية الاعتقاد واعتناق الديانة التي يؤمن ويقتنع بها .
- لماذا تسقط الدول ؟
وتابع الدكتور حماد ينبغي ان نسأل انفسنا : لماذا تسقط الدول ؟ ، ولماذا نري هذا السقوط المريع والمخيف والسريع لعدد من دول المنطقة ؟ ، ما هي الأسباب ؟! .. وفي تقديري ان وجود فجوة كبيره بين النخبة الحاكمة وبين القاعدة الشعبية سبب محوري في تفكك الدول وانهيارها بشكل متسارع خاصة أنه في الحالات التي تغيب فيها الدولة المدنية ويتم استدعاء القبلية وثقافة القبيلة يسلح الخطر كبير جدا علي مستقبل الدولة لان ذلك ينجم عنه التعصب والتطرف ويعيد بالمجتمعات الي زمن الجاهلية وزمن ما قبل قيام الدولة التي تحتاج الي تضافر الجهود والآراء وإذابة الفوارق بين النخبة والقاعدة الجماهيرية .
- احذروا التصحر السياسي
موضحا ان إثراء الحياة السياسية والتعددية وخلق قنوات تواصل يجنبنا السقوط في ما يسمي بالتصحر السياسي لان هذه يخلق فراغ سياسي يهدد امن واستقرار الدول ويعطي الفرصة لكثير من الجمعات المتطرفة والإرهابية الي التدخل والعمل علي ملء هذا الفراغ .
لذا نلاحظ ان الجماعات المتطرفة تريد دائماً اللا دولة تخطط لإسقاط أنظمة الحكم حتي تتمكن من القفز علي الشعوب وفتح الباب اما القوي الاستعمارية الظالمة كي تستولي علي الأرض وعلي ثروات الدول وخيراتها ، كما انه من ضمن أحلامهم الواهية هو استعادة زمن دولة الخلافة التي دبرت وانقضت وأصبح لا وجود لها في الواقع الفعلي للشعوب .
- استقلالية القرار الاقتصادي
وشدد العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة الزقازيق علي ان استقلالية القرار وممارسة السيادة علي الدولة يقتضي ان يصاحبك استقلال اقتصادي يحمينا من التبعية ويجنبنا الإملاءات والتدخلات الخارجية التي تخطط دائما لفرض أجنداتها السياسية علي الدول والشعوب فعندما يكون " قوتنا من فأسنا " يكون لنا القدرة علي التحرر من أي أغلال او قيود يحاول او يخطط الآخرين لفرضها علينا .
- خبث الدولة الدينية
قال الدكتور هشام النجار الباحث والمتخصص فى شئون التيارات الإسلامية ان المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي يقوم بدور المجدد والمفكر في واقعنا الحالي وهذا المنجز التجديدي يقدم لنا رؤي متعلقة بالمناهج الإنسانية في الحياة اليومية الواقعية رؤي مستمدة من الإسلام الأصلي " القرآن الكريم " المنزل علي الرسول الكريم بما يتوافق ويتواءم مع قيمنا وتعاليمنا وحضارتنا وتاريخنا السمح
وتابع الدكتور النجار اننا بالفعل امام مشروع فكري يتوافق وطبيعة التحديات لواقعنا العربي محذرا من خبث الدولة الدينية وشيوخها الذين دسوا لنا روايات مدسوسة من اجل خدمة كيانات وشخصيات ودول الأمر الذي افسد علينا اسلامنا وديننا الحنيف الذي تم تشويهه عمدا من اجل خدمة أعداء الامة الإسلامية .
- الشيوخ ارتدوا ثوب الزعامة والقداسة
والمح الباحث في شئون الجماعات والتيارات الإسلامية الي ان الشيوخ ارتدوا ثوب الزعامة وادعاء القداسة ورسم هالة زائفه علي أشخاصهم وكلامهم لخداع الناس بقصص وهمية لا تمت للدين بصله الامر الذي ولد بيننا جماعات متطرفة تؤمن بقيم تحض علي الكراهية والقتل والترويع .
مشيراً الي ان فشل أنظمة الحكم بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام كان نتيجة البعد عن تعاليم الإسلام المنصوص عليها في القرآن الكريم وعدم إيمانهم بالتشريع الإلهي الذي يحفظ الحقوق ويحقق العدالة ويحمي الدول والأوطان من السقوط فريسة سهلة امام حملات التشوية والاستعمار للعقول وللأوطان .
- خطر استبدال الروايات بالآيات
لذا عندما ننظر الي المشروع الفكري للمجدد والمفكر علي الشرفاء الحمادي نجده دائما يحذر من استبدال الروايات بالآيات لان الفرق بينهما شايع فالروايات من صنع البشر بينما الآيات من صنع الله سبحانه وتعالي خالق البشر وخالق الكون كله .
واكد هشام النجار ان التحذيرات لا تتوقف من بعض الفقهاء والمنظرين الذين يلفقون الروايات المدسوسة والتي تخالف ما جاء في القرآن الكريم ، ويرتكبون أفعالاً خسيسة ويفترون علي الله وعلي الرسول رغم ان آيات الله وقرآنه الكريم واضحة للعيان لا لبس فيها ولا تأويل وجميعها تتحدث عن التسامح والتعددية والحرية والسلام والإسلام وكل ما يضمن للشعوب والأمم العيش في أمن وأمان .
- القرآن رسالة إلهية وليس قوانين بشرية
وشدد علي ان كلام الله بعيد تماماً عن التضليل والباطل فالقرآن كلام الله المقدس لا يأتيه الباطل أبدا لذا نجد كل كتابات الحمادي تنتصر لآيات القرآن الكريم وتعتبره هو الدستور الذي ينبغي ان يتبعه الناس في الدولة المدنية او في أي مجتمع يعيشون فيه لأنه فيه نجاه من النار ونجاه من الروايات المكذوبة .
وتابع النجار : عندما يكون القرآن هو مرجعية الدولة ودستورها تتحقق العدالة الناجزة لان المواطنون يتساوون في الحقوق والواجبات ، فالقران ليس مجموعة قوانين انما هو رسالة الهية وليس قوانين بشرية هو رسالة منزله من عند المولي عز وجل وجل من اجل إعمار الأرض وحماية العالم من التغول والظلم والبغي والباطل .
- الاخوان ونموذج هتلر النازي
وأوضح الدكتور هشام النجار اننا ابتلينا في العالم الإسلامي والعربي بنموذج هتلر النازي وذلك عندما ظهر بيننا جماعات متطرفة مثل داعس والقاعدة والإخوان لان ما فعلوه من ترويع وتخريب وتدمير وفساد وإرهاب اشبه الي حد كبير بنسخة النازية التي تبيد وتقتل وتسفك الدم البرئ ، لذا فنحن أحوج الي دولة المواطنة الحديثة التي تضمن للجميع العيش في أمان واستقرار في اطار من الحقوق والواجبات وفي اطار الدستور الإلهي " القرآن الكريم .
وقال الدكتور عبد الراضي رضوان عميد كلية دار العلوم الأسبق ان نظرية الدولة التي تضمنها التوجيه القرآني نظرية دقيقة متكاملة ، وأضاف خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة رسالة السلام حول " نظرية الدولة المدنية في مشروع المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي " ، ان النظرية تحدد الحقوق والواجبات على كل طرف من أطراف العقد الاجتماعي المنظم للدولة وهما :
الطرف الأول : الرعية ( المواطنون ) الذين يمثلون أساس الدولة وهم أهم أسباب نجاح تلك الدولة إذا التزموا بقيمها وقاموا بأداء واجباتهم نحوها :
١. وظيفياً ، بإتقان العمل والتفاني فيه لأجل التقدم والرفاهية بالاختراعات والإبداعات والإنجازات العلمية والمدنية والاقتصادية والحفاظ على ممتلكات الدولة والحفاظ على الآداب .
٢. سياسيا ، بطاعة ولي الأمر اللازمة والمأمور بها في قوله تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) .
٣. أخلاقيا ، باجتناب كل اشكال الفساد والإفساد في الأرض مالياً واجتماعيا وإنسانيا نزولا على الأمر الإلهي جوهر الصلاح والإصلاح الكفيل بنجاح الدولة المدنية : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فالفساد والإفساد في الأرض قرين سقوط الدول والحضارات كما حدث مع الأمم التي سقطت بفسادها الأخلاقي أو الاقتصادي في المعاملات بالغش والتدليس...الخ ؛ لذلك جاء النهي القرآني الصارم عن الفساد من جانب المواطنين لأن الله يمقت الفساد والمفسدين : ( وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ).
الطرف الثاني : الراعي (القيادة ) وهذه القيادة تمثل كل مستويات الإدارة ومجالاتها في الدولة المدنية ، وقد قعَّد القرآن لها قواعد وأصولا تشمل
جانبين :
- الجانب الأول : مقومات القيادة
وتشتمل على ثلاث مقومات أساسية لايقوم الحكم ولا تصلح القيادة إلا بها ، وهي :
أولا : العدل
وهو الإنصاف في الحكم والفصل بين الناس من حيث إعطاء الحقوق والإلزام بالواجبات ، وهذا القانون جاء الأمر القرآني به عاما للجميع على كافة المستويات حكاما ومحكومين في قوله تعالي ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ).
واضاف عميد كلية دار العلوم الأسبق ان الأمر جاء به تخصيصا في الحكم والقضاء بقوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) ، وقوله تعالى : ( وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .
ثانياً : الشورى
وهي تبادل الرأي والمشورة وعدم الانفراد بالقرارات المصيرية في حياة المجتمع وشؤون البشر بما يكفل تحصيل المصالح ودرء المفاسد ، وقد جاء الأمر بهذا القانون عاما مثل العدل في كل شؤون الحياة .
إذ خصص القرآن للشورى سورة بأكملها ، كما جعل الله الشورى وَصْفاً لجماعة المؤمنين بالله الذين يشكلون المجتمع :
( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ).
أما القائد وولي الأمر فقد جاء الأمر به خاصا في شؤون الحكم وإدارة الدولة : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ).
ثالثاً : المساواة
وهي عامة دون أي تخصيص أو تمييز بين أفراد المجتمع على أساس من جنس أو عرق أو لون أو دين لأنها عماد نجاح الأمة واستتباب أمنها وتماسكها ونجاحها وتقدمها وازدهارها : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).
- الجانب الثاني : تأمين المواطنين وتحصين الأوطان.
١. تأمين المواطن
وهو أولى أوليات المهام الوظيفية للقائد أن يقوم بتأمين المقاصد والغايات الخمسة التي جاءت التشريعات الإلهية لحفظها وهي الدين والنفس والعقل والمال والأعراض فيكفل حرية الفرد في الاعتقاد و العمل والتفكير والتعبير للجميع على حد سواء دون تمييز بين الأفراد أو الجماعات أو المناطق.
٢. تحصين الوطن
وذلك بوسيلتين :
أولاهما إنفاذ الأمر القرآني واجب التنفيذ بتحصين الوطن بإعداد كل وسائل القوة العلمية والاقتصادية والعسكرية اللازمة لفرض الاستقلال وحرية القرار وردع الأعداء. قال تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ ).
الثانية : الاتحاد وعدم الافتراق ذلك الذي يتحقق بإنفاذ الأمر القرآني : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تهتدون ).
فهذا الأمر الإلهي بالاعتصام بحبله سيجنب المسلمين وقياداتهم الوقوع في مغبة شرور ما نهاهم الله عنه من التشرذم والتفرق الذي سينتهي بهم إلى الفشل حكاما ومحكومين : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ).
وعلى الرغم كما يؤكد الأستاذ علي الشرفاء من وضوح التشريع الإلهي في التزام الوحدة والاتحاد واجتناب التنازع والاختلاف كي يمكن تحصين الوطن من الفشل وتأمين المواطن وحماية المقاصد والكليات التي جاءت التشريعات الإلهية لحفظها.
وأضاف عبد الراضي رضوان مؤكدا علي ان جماعات من التيارات المتأسلمة قد خرجت علينا كما يقول الأستاذ علي الشرفاء متدثرة بغطاء ما يُعرف ب ( الإسلام السياسي ) الذي لم ينزل الله به من سلطان ، فما هو إلا راية عُمِّية من رايات تجزئة الأوطان وتقسيمها وتشرذم المسلمين إلى فرق ومذاهب وتيارات وجماعات يكفر بعضها بعضا وتكفر مجتمعاتها وتستحل المعصوم من الدماء والأعراض والأموال وتشعل الحروب والصراعات والاقتتال والإحتراب بين المجتمعات والدول بما يجلب الخراب والشقاء ويذهب بالأمن والأمان والازدهار والرخاء .
وشدد عبد الراضي رضوان علي ان ذلك ما يشهد به واقعنا المأزوم من اقتتال ملوك الطوائف الجدد من تلك الفرق والجماعات الذين أضاع أسلافهم الأندلس وأضاعوا هم اليمن وسوريا وليبيا والعراق والسودان ، ولذلك استحقوا براءة الله ورسوله منهم ومن خيانتهم له وعصيانهم أمره بالاعتصام بحبله المتبن متحدين غير متنازعين أو متحاربين ، فوقع عليهم عقابه وتحذيره وصدق فيهم وعيده : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ).