مقال ناري لـ علي الشرفاء الحمادي يضرب فيه شيوخ الضلال بعنف : زوروا الاحاديث وافتروا علي الرسول
احتكروا فهم مقاصد القرآن .. وعزلوا آياته بالروايات والاسرائيليات .. شوهوا الاسلام وأفتوا بقفل باب الاجتهاد والتفكير
الرسالة الحقيقية للإسلام تدعو الناس كافة للابتعاد عن الروايات المفتراة علي الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، ولقد كانت البعثة النبوية بداية لمرحلة جديدة لإرساء خارطة طريق للإنسانية جمعاء، بما أنزله الوحي على رسولالله الكريم سيدنا محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم من آيات بيّنات في القرآن الكريم، ومن عبادات وتشريعات ومواعظ وأخلاقيات تؤسّس لفجر جديد يشرق على البشرية، راسماً لهم عناصر الحياة الكريمة في جو من السلام والإيمان والأمان .
- رسالة الأسلام لتعمير الارض
لتسعى المجتمعات الإنسانية لتعمير الأرض واكتشاف كنوزها، وتسخير خيراتها لخير الإنسان في كل مكان، مما يحقق قيام المدينة الفاضلة ليعيش الناس فيها متساوين في الحقوق والواجبات في ظل العدل والرحمة والحرية والسلام، حيث تتنزل عليهم بركات السماء خيراً ورزقاً.
- الروايات وكتب مغايرة للآيات
وقد تسلط على الخطاب الإلهي الذي أنزله الله على رسوله أقوام ابتعدوا عن كتاب الله، الذي يدعوهم للخير والصلاح،وأنشأوا كتباً مغايرة للآيات وما تدعو إليه من احترام العقل وتوظيفه في التدبر في مقاصد الآيات لمنفعة الإنسان وصلاحه،ودعوة للتطور والبحث في القرآن الكريم وما يدعو إليه لاستنباط الحقائق العبادية، والالتزام بالتشريعات الإلهية، وممارسة الآداب القرآنية قولاً وسلوكاً.
- تشوبه الرسالة الإلهية
فقد شوّهوا التعليمات الإلهية للناس، مما أدى إلى تحريف رسالة الإسلام باستحداث عشرات الآلاف من الروايات، حتى طغت الروايات على الآيات وتحقق لأعداء الإسلام استهداف القرآن الكريم وعزله عن أن يكون المرجعية الإلهية للناس .
- رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
حتى جاءت شكوى الرسول -عليه الصلاة والسلام- لربه تؤكد تلك الحقيقة في قوله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله : " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا " .. صدق الله العظيم .. حدث ذلك بعد وفاة الرسول عليه الصلاةوالسلام منذ أربعة عشر قرنًا إلى اليوم، علمًا بأن الله سبحانه حدد بوضوح لا يقبل الشك والتأويل مهمة الرسول عليه الصلاة والسلام في التكليف الإلهي، مخاطبًا سبحانه رسوله الكريم في قوله تعالي : " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُلِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ " .. وقوله تعالي : " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ " .. صدق الله العظيم .
- الرسول جاء ليبلغ الناس بالآيات
ولقد جاء الرسول الكريم كي يبلغ الناس بآيات الله الكريمات لتهديهم إلى الطريق المستقيم وقد أكد سبحانه وتعالي ذلك للرسول بقوله عز وجل في القرآن الكريم : " فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖوَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " .. صدق الله العظيم .. اذ يوصي الله رسوله الكريم بالتمسك بالقرآن الكريم وألا يحيد عنه، وأن يذكّر بهالناس، وهو ذكر للرسول ولقومه، وسوف يُسألون عنه اتباعهم له يوم الحساب.
- شرح مقاصد الآيات منفعة للناس
وما توضحه الآية الكريمة هو أن التبليغ للناس برسالة الإسلام يكون بتلاوة القرآن الكريم عليهم، وشرح مقاصد آياته لمنفعة الناس وصلاحهم، وتعريفهم بالتشريعات والمواعظ والأخلاقيات، كما قال عز وجلدني كتابه الكريم : " كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ " .. صدق الله العظيم .
- إثارة الشك والفتنة بين المسلمين
فلم يُنزِل الله بعد كتابه المبين والذكر الحكيم أحاديث قدسية أو غير قدسية مستندة إلى روايات مستحدثة ، أناس مغرضون ذوو أهداف خبيثة لإثارة الشك والالتباس والفتنة بين المسلمين، لإضعاف الإسلام وجعل المسلمين في صراع دائم للبحث عن حقيقة رسالة الإسلام وهديه، بعد أن التبس عليهم الحق والباطل ، مما أدى إلى تفرق المسلمين ، وادعاء كل طائفة أنها الوصية على الإسلام ، وهي الأكثر معرفة بدين الله .
- أودية الدماء عطلت مسيرة الإسلام
فتقاتلت بينهم أودية من الدماء، عطلت مسيرة رسالة الإسلام وأعاقت دعوة الرحمة والعدل والحرية والسلام، لبناء المجتمعات الإنسانية المسالمة والمستقرة ، فلقد كلف الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بما جاء في الآيات الكريمة فقط،وبعلم الله الأزلي أن المسلمين سيهجرون القرآن، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى : " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا " .. صدق الله العظيم .
- عزل القرآن بالروايات والاسرائيليات
علم المولي عز وجل أنه سيحل محل القرآن الكريم روايات افترتها على الرسول، ومقولات نسبت إليه عن الصحابة، وسميت بالأحاديث، ليتم عزل القرآن كمرجعية وحيدة لرسالة الإسلام عن المسلمين، وتحل محله الروايات والإسرائيليات، في توجيه خاطئ لرسالة الإسلام ، توجيه يستهدف خلق الفتن بين المسلمين، وجعلهم في صراع دائم وقتال مستمر، ينتشر فيما بينهم خطاب الكراهية والريبة، ليتفرقوا طوائف وشيعًا وأحزابًا، لكل منهم كتابه وإمامته ومنهجه.
- فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ
لذلك يخاطب الله الرسول الكريم بقوله سبحانه وتعالي في صيغة استنكارية : " تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ " .. صدق الله العظيم .. اذ تؤكد هذه الآية الكريمة عدم اعتراف الله سبحانه بما سُميبالأحاديث التي نسبوها للرسول ظلمًا وبهتانًا، وتحذير المسلمين من اتباع تلك الروايات والإسرائيليات المسماة بالأحاديث،لأنها ستتسبب في هجر القرآن واعتباره المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، الذي يُستمد منه التشريعات لتنظيم شؤون حياتهم.
- الشقاق والنفاق واختلال ميزان العدل
وهنا يختل ميزان العدل، ويحدث الشقاق والنفاق، وتنتشر الفتن ، وذلك ما حدث في الماضي منذ أربعة عشر قرنًا، ومايحدث اليوم هو إعادة إنتاج نفس الفرق الضالة بأسماء مختلفة مثل : " داعش ، الإخوان ، القاعدة ، و التكفيريون " ، وغيرهم الكثير، لأنهم هجروا كتاب الله واتبعوا روايات الشياطين فضلوا الطريق المستقيم.
- أمر إلهي بـ الاعتصام بالقرآن كتاب الله
كما أن الله سبحانه يخاطب رسوله أيضًا بأمر يدعو المسلمين للوحدة والالتفاف حول الكتاب المبين والاعتصام به، حتى لا يهجروا كتاب الله ، وهو يدعوهم بقوله سبحانه وتعالي : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " .. ثم يحذرهم أيضًابقوله عز وجل : " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " .. ويصف الذين فرقوا دينهم بقوله سبحانه وتعالي : " إِنَّ الَّذِينَفَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ " .. ويقول المولي عز وجل أيضًا في تفرق المسلمين : " مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُوَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " .. صدق الله العظيم .
- مؤامرة خلق الفرقة بين المسلمين
حيث أن الله سبحانه يقول لرسوله إن المسلمين الذين فرقوا دينهم لست منهم ، كما أن الذين يسعون في خلق الفرقة بين المسلمين وصفهم الله سبحانه مثل المشركين، لأنهم لم يتبعوا ما أنزل إليك من تشريعات في القرآن الكريم، بالرغم من دعوة صريحة لهم من الله سبحانه وتعالي في قوله : " اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " .. صدق الله العظيم .
- المفسرون احتكروا فهم مقاصد القرآن
وبالرغم من الحقائق القرآنية التي وردت في بعض الآيات الكريمات التي نستدل ببعضها إلا أن الناس تم استغفالهم واستدراجهم بالروايات التي سُمّيت بالأحاديث افتراءً على الله ورسوله الأمين ، فاتجهوا اتجاهًا مغايرًا لما يريده الله لهم من خير وصلاح وحياة ينتشر فيها التعاون والمحبّة والرحمة والحرية والسلام والعدل بين الناس ، وقد ساهم الفقهاء ومن تمّت تسميتهم بالعلماء والمفسرين الذين احتكروا فهم مقاصد القرآن ليصبحوا المرجعيات الوحيدة لرسالة الإسلام، حتى يسيطروا على عقول المسلمين و يوجهوهم حيث يريدون .
- أفتوا بقفل باب الاجتهاد والتفكر
وقد وصل بهم تجاوز الفرض الإلهي، الذي أمر الناس بالتدبّر في آيات قرآنه والتفكر في مقاصد تشريعاته لخير الإنسانية جمعاء، إلى أن أفتوا بقفل باب الاجتهاد والتوقف عن التفكر والتدبر في آيات الله ، وقد رفضوا أمر الله سبحانه وتعالي للناس في قوله عز وجل : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا .. وقوله سبحانه وتعالي : " أَفَلَايَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " .. وقوله سبحانه : أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِين " .. وقولهعز وجل : كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ " .. صدق الله العظيم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .
كاتب المقال : مفكر عربي ومدير ديوان رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة سابقاً .