شيخ الأزهر يتوعد المسيئين للإسلام في احتفال المولد النبوي الشريف
صلى أحمد الطيب شيخ الأزهر، على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ووجه التحية للسيسي وحضور الحفل قائلًا، يسعدني أن اتقدم إليكم وإلى الشعب المصري والأمتين العربية والاسلامية بالتحية، إذ نحتفل اليوم بذكرى محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا لا نحتفل بمجرد شخص بلغ الغاية في الأخلاق العليا، ولكننا نحتفل بتجلي الإشراق الإلهي على البشرية جمعاء، بخاتمة الرسالات التي حملها نبي خاتم، وعظنا باتباع شريعته، التي انتشرت كالشمس في مشارق الأرض ومغاربها، في تحقيق لمعجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، فبقاء النبي وخلوده امر تولاه الله بنفسه، والأمر كذلك فيما يتعلق ببقاء القرآن الكريم وبقاءه، وخلوده، تولاه الله وحده، ونحن المسلمين لا نرتاب لحظة في أن القرآن والإسلام والنبي مصابيح تضئ على الارض محفوظة بحفظ الله، ولا نرتاب في رد المعتدين عليها أيا كانت ملتهم، فكيف نخاف والله متم نوره ولو كره الكافرون؟
وأكد في خطابه باحتفال المولد النبوي، المذاع عبر القناة الأولى، إن محمد هو الرسول الذي من الله به على عباده المؤمنين، ولولاه صلى الله عليه وسلم لبقيت الانسانية كما كانت قبل بعثته، في ضلال مبين الى يوم القيامة، وبنص القرآن هو النور الذي يبدل به الشكوك والأوهام، وهذا قليل من كثير قدمه للعالم صاحب هذه الذكرى العطرة، وهو ما يوجب عليا نحن المؤمنين به تجديد مشاعر الحب والدفاع عنه بكل ما نملك من غال ونفيس، واعلموا أن محبته فرض عين على كل مسلم في أمته، ليس المراد بالحب الحب العاطفي الحسي الذي منه حب النفس والولد والمال، فهو خارج عن إرادة المرء، لكنه حب عقلاني كمحبة أصحاب المبادئ والقيم، إلا إن هذا الحب العقلي هو المطلوب في الحديث الشريف.
وتابع، إن العالم الاسلامي قد سارع الى ادانة حالة القتل البغيض للمدرس الفرنسي، ولكن من المؤسف اشد الاسف ومن المؤلم أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم، وقد اصبحت وسيلة لحشد الاصوات، وهذه الرسوم المسيئة التي تتبناها بعض المجلات والصحف بل والسياسات، هي انفلات وتهريج وانتهاك للعرف العام والقانون الدولي، واننا ومن موقع الأزهر الشريف نرفض وبقوة مع كل دول العالم الإسلامي هذه البذاءات، التي تسئ ليس المسلمين، ولكن لهؤلاء الذين يتبنونها، وندعو المجتمع الدولي بإقرار تشريع عالمي بتجريم اضطهاد المسلمين، وتفريقهم عن المجتمع، وندعو المسلمين في المجتمعات أن ينخرطوا انخراطا ايجابيا، يحول بينهم وبين ابتزاز اليمين المتطرف، وأن يقاوموا خطاب الكراهية بعقلانية، واقتداء بأخلاق نبيهم الكريم، واعجب كل العجب ان تشعل نار الكراهية في بلاد طالما تغنت بمقاومة الكراهية، حتى تضطرب المعايير، فتمسك في يد مشكاة حقوق الانسان، وفي الاخرى الكراهية.
وختم، اني لاستبشر كل الاستبشار حين أتذكر قوله تعالى "إنا كفيناك المستهزئين"، ويشرفني أن أعلن عن اطلاق الازهر منصة عالمية للتعريف بنبي الرحمة، يقوم على تشغيلها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بالعديد من لغات العالم، وتخصيص مسابقة علمية عالمية عن اخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، وإسهاماته في الحب والخير والسلام.