تحقيقات وحوارات
صراع القوى العظمى بالقرن الإفريقي..تشابك المصالح يعطل الحلول العادلة لأزمة سد النهضة
رجب هلال حميدة في حوار الساعة : بدء مؤامرة الملء الثالث .. ومخطط تخزين 34 مليار متر مكعب مياة العام المقبل
.. ولا تزال قضية سد النهضة بمثابة القضية الأزلية ، والتحدي الاكبر الذي يواجه الدولة المصرية خلال المرحلة الراهنة قضية وجود وبقاء في ظل تحديات دولية وتدخلات لـ قوي عظمي تدافع عن مصالحها المتشابكة في منطقة القرن الافريقي روسيا والصين وامريكا وانجلترا واسرائيل جميعها دول تبحث نفوذ لها في القارة السمراء جميعها تمارس ضغوطاً تخدم اهدافها وتعظم من استفادتها من خيرات افريقيا حتي ولو كان ذلك علي حساب مصالح مصر والسودان.
هذا ما اكد عليه النائب رجب هلال حميدة نائب رئيس حزب إرادة جيل والبرلماني الأسبق خلال سلسلة حواراته مع " الوكالة نيوز " كاشفاً عن مساعي اديس ابابا لضرب النفوذ المصري في ليس في افريقيا فقط بل في الوطن العربي والشرق الاوسط مستغلة ازمة المياة واعادتها مرة اخري الي طاولة الاتحاد الافريقي لتواصل مسيرتها في المماطلة والمراوغة بما يمكنها من اتمام الملء الثاني للسد وتهيئة الاجواء لتنفيذ مؤامرة الملء الثالث خلال العام المقبل تفاصيل اخري اكثر تحملها سطور الحوار التالي لـ رحب هلال حميدة :
قضية وجودية تهدد أمن مصر
حيث قال هلال حميدة خلال سلسلة حواراته لـ " الوكالة نيوز " إن المصريين يواجهون قضية سد النهضة بمزيد من التضامن وتوحيد الصفوف ، لكونها قضية وجودية تهدد أمن مصر ، وأكمل أن إثيوبيا تتآمر من أجل تنحية الحضارة المصرية من طريقها، وتحاول بشتي الطرق الاضرار بـ الدولة المصرية وضرب نفوذها في الوطن العربي والشرق الأوسط .
القاهرة تدير الازمة بمنتهي الرشد والعقل
وأضاف أن الدول الكبرى كالصين وروسيا وأمريكا وانجلترا لم تضف لمصر الكثير، بل إن موقفهم أشبه بالمحايد بالرغم من معرفة خطورة ما تنتوي إثيوبيا الإقدام عليه، مشدداً علي ان اعادة المفاوضات مرة اخري الي الاتحاد الافريقي هو مخطط اثيوبي من اجل ايجاد فرصه لاستمرارها في التعنت والمراوغة ، موضحاً ان القيادة المصرية تدير الملف بمنتهي الرشد والعقل وسبق وعقدت مصر لقاء مع رئيس الأتحاد الإفريقي، وقدمت جميع المستندات الدالة علي الحق المصري الذي يحفظ حقوقنا التاريخية من المياة ، لكن الاتحاد الأفريقي لم يبت في الأمر .
روسيا والصين وموقف المتخاذل
واستنكر حميدة موقف روسيا والصين في مجلس الأمن كونهما دولتين دائمتين في حلف الناتو، وبالرغم من كل العلاقات السياسية والإقتصادية التي بين مصر والصين وروسيا وامريكا إلا أنهم رفضوا التدخل العسكري المصري بالأسلحة، وتخاذلوا رغم العلاقات التي تربطهم بالدولة المصرية ، واستطرد أن روسيا منذ سنتين رغبت في عمل قاعدة عسكرية في السودان، وذلك بمنطقة تسمى ببور سودان، وذلك لأن منطقة بور سودان تسمى بمنطقة القرن الأفريقي وتضم إثيوبيا، جيبوتي، الصومال، أريتريا، وأضاف الجغرافيون لهذه المنطقة كينيا والسودان ومعهم أوغندا، وجنوبها المحيط الهندي، شمالها البحر الأحمر، وتطل على باب المندب، وخليج عدن، وهي مركز تجاري بين آسيا وأفريقيا وجنوب أفريقيا ، وتابع رجب هلال حميدة قائلاً : وعندما عرضت روسيا ان تعمل قاعدتها العسكرية بمنطقة بور سودان جاء الرفض التام كون السودان والدول الأفريقية تعلم أهمية هذه المنطقة وكونها تعلم أن روسيا ترغب بالإستفادة من هذه المنطقة والسيطرة عليها، ولذلك الآن روسيا ترد على المنطقة الأفريقية بكونها لا ترغب أن تكون جانبا من حل النزاع ، مشدداً علي أن الصين ايضا. دولة لديها مصالح وترفض التدخل من اجل حماية هذه المصالح حتي ولو كان ذلك علي حساب مصالح مصر والسودان مشدداً علي ان مصالح الصين في قلب منطقة القرن الأفريقي يدفعها لصراع واضح مع أمريكا وتحاول بشتي الطرق أن تستقر أمورها في أفريقيا أكثر من استقرار أمريكا وبالطبع لهذا تاثيرات سلبية علي حل عادل للازمة .
تدخلات دولية تفسد مصالح دولتي المصب
وأوضح رجب هلال حميدة خلال سلسلة حواراته مع " الوكالة نيوز " ان القضية تشهد تدخلات دولية من قوي عظمي جميعها لها مصالح في القرن الافريقي وهذا النزاع الدولي بلا شك يؤثر سلباً علي دولتي المصب مشدداً علي أن المتضرر الوحيد من هذا النزاع بين أمريكا، وفرنسا، والصين، وروسيا هي مصر والسودان، فهم في سبيل خدمة مصالحهم الدولية والسياسية والإقتصادية قرروا أن يتحدوا ليدعموا إثيوبيا بينما تستنزف مصر والسودان ، وقال حميدة أن آبي أحمد وحكومته في اثيوبيا يواجهون بعض المتاعب في الداخل والخارج الاثيوبي والخلافات بين اثيوبيا وأمريكا واضحة ، لأن أمريكا تريد أن تفرض بعض القرارات على آبي أحمد وحكومته بسبب انتهاكه لـ حقوق الإنسان وبالأخص بعد المذابح الجماعية التي ارتكبت ضد كل المعارضين في الأراضي الإثيوبية ، لذا تمارس ضغوطها علي اديس ابابا بحيث تجد مجالاً اوسع في التدخل ليكون لها اليد العليا في كثير من قضايا القارة السمراء لحماية مصالحها التجارية، والإقتصادية، والسياسية، وبدا الامر وكأن امريكا تريد أن تصنع نسخة جديدة من "بشار الأسد " في إثيوبيا .
خطة خبيثة لبدء الملء الثالث
وقال رجب هلال حميدة ان إثيوبيا تماطل كعادتها وهذا ليس جديد عليها وترغب أن تعود لطاولة المفاوضات ليس من اجل المفاوضات ولكن من اجل استمرار التعنت والمراوغة وفي نفس الوقت تستمر في إكمال الملء الثاني للسد في خطة خبيثة منها لبدء الملء الثالث خلال العام المقبل، وتسعى ان يخزن السد 13 مليار متر مكعب هذا العام، ليصل الإجمالي في العام المقبل إلى 34 مليار متر مكعب، مما يلزم الدولة المصرية والسودان بحماية هذا السد الذي يعد قنبلة موقوتة لحماية البلدان من خطر الطوفان والغرق.
دولة غنية بالماء
وأكد رجب حميدة أن مزاعم وزير الطاقة والكهرباء الأثيوبي ان إثيوبيا تعاني من جفاف ولا يتوافر بها ماء لسد حاجة شعبها هو افتراء وكذب، حيث أن إثيوبيا يسقط عليها 930 مليار متر مكعب من مياه الأنهار، على منطقة بني شنقول التي يقام عليها سد النهضة، والحقيقة أن فائض هذه الأمطار يصل إلى 55 مليار إلى مصر، و18,5 مليار متر مكعب للسودان سنويا، والباقي يتبخر أو يسقط في باطن الأرض وهو بالغ 24 مليار متر مكعب من الماء، اما الفارق 828 مليار متر مكعب تستخدمه إثيوبيا في الزراعة.
واختتم حميدة حواره مؤكداً علي أن اثيوبيا بلد غنية بالماء وبناء على احصائيات أكدت أن الزراعة والتصدير تمثل 85% من الدخل الأثيوبي، وأن اثيوبيا هي الدولة الأولى في أفريقيا في الأبقار والماشية، والأولى في أفريقيا والخامسة على العالم في تصدير البن، ويتراوح إجمالي ما تصدره من 900 مليون إلى مليار دولار سنويا، وكل هذا نتيجة الماء الوفير الذي تحصل عليه إثيوبيا سنويا ولكنها لم تكتفي بذلك وخططت لبناء سد النهضة ليكون اداه من ادوات الضغط على مصر والسودان في المنطقة العربية والإفريقية .
اقرأ أيضا..