تحقيقات وحوارات
لماذا يحرق المتطرفون القرآن الكريم ؟ .. روايات مدسوسة تغذي الحقد والكراهية | فيديو
علي الشرفاء: الرواة افتروا علي رسول الله وتطاولوا علي قدسية القرآن.. نشروا بذور الفتنة بأحاديث مزورة
عندما تتكرر حوادث حرق كتاب الله " القرآن الكريم " .. من قبل بعض الموتورين المتطرفين .. وسط حالة تشبه العجز عن اتخاذ مواقف وقرارات من أولي الأمر .. في أمة حائرة .. غابت عنها بوصلة الصواب في كثير من المواقف والتحديات .
- مكامن الخطر
عندما يطغي علينا التطرف .. ويتطاول علينا الحمقي .. ونكتفي بالتظاهر والاحتجاج .. ونقف في موقف " قليل الحيلة " .. العاجز عن اجبار الاخرين علي احترام ديننا السمح واسلامنا البرئ .
عندما يحدث هذا مرارا وتكرار .. فلابد و ان يكون هناك وقفة .. وقفة تقيم الذات .. وتبحث عن مكامن الخطر .. والبواعث التي تدفع هؤلاء الموتورين الي كراهية الاسلام والمسلمين .. كراهية تدفع بهم الي حد الحرق وشحن النفوس ضدنا بالحقد والبغضاء .
- يتحدثون عن قشور في الدين
علي الشرفاء الحمادي واحد من المفكرين العرب الكبار .. يطرح رؤي .. ويدفع بمقترحات عاقلة يرد بها علي بغاة .. ويفوت الفرصة علي متطرفين يكرهون العرب والمسلمين .. متطرفين يتحدثون عن قشور في الدين .. ويستخدمون مورثات بالية في كتب التراث .. بهدف تشويه سماحة الإسلام والطعن في غاياته السامية وثوابته المقدسة .
يبدو أننا حقا في حاجة إلي إعادة تقييم الذات العربية والإسلامية.. بحاجة الي تطهير انفسنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا من موروثات عفنة .. تشوه الدين السمح .. وتمس صميم العقيدة .. وتحفز أعداء الاسلام علي الطعن في ثوابتنا .. والنيل من عقيدتنا وقرآننا المقدس .
- لماذا يحرقون القرآن الكريم ؟
صدي واسع النطاق أحدثته تلك الواقعة المؤثمة .. التي يُقدم فيها لاجئ عراقي على إحراق صفحات من المصحف الشريف في أحد أكبر مساجد العاصمة السويدية ستوكهولم .. الأمر الذي احدث ضجة عالمية .. وسط موجة من الإدانات والتظاهرات والاحتجاجات فى عواصم عديدة .
هذه الحوادث المتطرفة التي تقع من حين لآخر .. تستند الي مبررات وذرائع سياسية وثقافية واجتماعية عديدة هكذا يقول الحمادي .. فتغذي ضدنا الكراهية .. وتغرس فينا بذور الفتنة .. ولعل ذلك يرجع الي الممارسات الإرهابية المستندة إلى روايات مدسوسة على الإسلام .. روايات ما أنزل الله بها من سلطان .. وربما يرجع ايضاً أفعال خاطئة يقوم بها بعض المسلمين .. أفعال تنافي ما تحمله رسالة الإسلام من عدل ورحمة وسلام إلي الناس .
- اخطر جريمة ارتكبها الرواة
ويتصدى المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في كتاباته لتلك القضية الشائكة .. محذراً من مغبة هجر كتاب الله تعالى .. وجعل الروايات المدسوسة والاسرائيليات الدخيلة مرجعية دينية في معاملات الناس ومنهج الإسلام.
منوهاً الي ما ارتكبه الدخلاء .. واعداء الدين .. وأصحاب الروايات المدسوسة وناقليها .. وشيوخ الضلال والفتنة .. من جريمة تعد هي الاكبر والأكثر خطراً علي الدين في تاريخ الإنسانية .. جريمة هجر القرآن .. هكذا يقول علي الشرفاء الحمادي .. جريمة تسببت في عزل القرآن عن حياة الأمة على مدى أربعة عشر قرنًا من الزمان .
- الافتراء علي رسول الله
وكان هؤلاء الدخلاء سببا في اغراق الامة الاسلامية .. في حالة من التخبط والتوهان بين روايات مكذوبة .. واسرائيليات موضوعة .. وأساطير مزورة .. افتروها على رسول الله الكريم .. ونسبوها إليه زورا وبهتاناً .. رغم يقين علمهم بأن التكليف الإلهي للرسول محدد .. والمهمة واضحة .. في قوله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله : " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ " .. صدق الله العظيم .
- مضمون الرسالة السماوية
ليتأكد مضمون الرسالة السماوية .. بإن التكليف للرسول واضح .. والرسالة مُحدَّدة بالتقيُّد بإبلاغ الناس بآيات القرآن الكريم .. والالتزام بإيصال الخطاب الإلهي .. وشرح مقاصده بما ينفع الناس .. ويزيل عنهم الغشاوة في الدنيا والآخرة .. ويرشدهم إلى اتّباع منهج القرآن الكريم .. الذي يحقق الأمن والسلام للمجتمعات الإنسانية .
فالله سبحانه وتعالي كلَّف رسولَه بأنْ يبلِّغ عبادَه بالخطاب الإلهي دون زيادة أو نقصان .. وأنَّ الرسول لا يمكن بأيّ حالٍ من الأحوال .. أنْ يتقوّل على الله ما لم يكلّفه به في كتابه الكريم .. وتؤكد الآيات القرآنية المنزلة من السماء استحالة أن يضيف أو يغير الرسول صلي الله عليه وسلم على كلام الله عز وجل .. كلام نزل به الوحي جبريل عليه السلام .. قرآنٍ مجيدٍ مصان في اللوح المحفوظ .. إذ يؤكد المولي عز وجل في محكم تنزيله قائلاً : " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ " صدق الله العظيم .
- هجر القرآن مفسدة ضيعت أمة
وتلك دلالات ربانية .. تؤكد قدسية القرآن .. وعدم تعرضه لأي تحريف أو تغيير .. قرآن تحفظه العناية الإلهية بقرار رباني .. لقوله تعالي في محكم تنزيله : " انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون " صدق الله العظيم .. ليبقي علينا العودة الي كلام الله .. وان يكون لدينا يقين جازم بان هجر القرآن مفسدة .. مفسدة ضيعت امة .. وغيبت اجيال واجيال عن قيمة وعظمة هذا الدين الحنيف .
- القرآن طوق نجاة من الخرافات
كلام الله وقرآنه الكريم يحجب اي تحريف .. ويمنع اي تجريف .. ليظل سلاحا ضد كل باغ متطرف متطاول علي قدسيته بالحرق أو بالفعل المشين .. وتبقي آياته البينات مرجعاً سماوياً ينسف أكاذيب الروايات المحرفة .. ويبقي التمسك بنصوصه .. وفهم معانية .. والتعمق في تعاليمه .. ودرس قيمه ومبادئه .. طوق نجاة من الغرق في الاساطير والخرافات .. بما يحفظ للامة عزتها ويصون كرامتها .. ويستعيد مجدها التليد .
- كمٍ هائلٍ من الروايات المدسوسة
وبدا علي الشرفاء الحمادي في كتاباته ومقالاته .. يبين كثير من المقاصد القويمة التي تحتاجها الامة .. انطلاقاً من مسئولية ثقافية وتنويرية .. مسئولية تقع فوق عاتق النخبة من اهل العلم والمعرفة والدين .. بوصفها أمانة تتطلب من أصحاب العقول والمفكرين العمل المخلص والمتجرِّد .. لـ«تصويب الخطاب الإسلامي»، بعد ما هجره المسلمون .. وتراكم عليه كمٍ هائلٍ من الروايات المدسوسة .. والأقاويل المُفتراة على الرسول الكريم .. حتى كاد أن يخفِت نور الرسالة السماوية .. فتطاول عليها المتطرفين .. وتجاوز الموتورين .. ليحرقوا كتاب الله وقرآنه الكريم في تحد سافر للذات الإلهية .. تحد من بلهاء مصيرهم جهنم .. وبس المصير .
- دعاة الفرقة والتطرف
وتمكنت الإسرائيليات .. والروايات المدسوسة من تحويل المسلمين إلى أدواتٍ .. يسوقهم دُعاة الفُرقة والتطرُّف إلى صراعٍ دائمٍ .. صراع يأكل الأخضر واليابس منذ وفاة الرسول عليه السلام وحتي يومنا هذا .. فما أحوجنا اليوم لنُعيد للعقل احترامه بما كرَّمنا الله به .. تدبُّرًا وتفكُّرًا في كتابه .. نستنبط منه حقائق الحياة كما أُمرَ الرسول الكريم .. بأن يبلِّغ الناس بقوله سبحانه : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم ينشيئ النشأة الآخرة ان الله على كل شيئ قدير " .. صدق الله العظيم
- أهمية الدعوة الإلهية للناس
ويواصل علي الشرفاء الحمادي خطابه التنويري .. قائلاً : آن الأوان أن يتمَّ إقفال الصفحة السوداء في تاريخ الدعوة الإسلامية .. لتعود من جديد بيضاء ناصعة .. كما أمرَ الله تعالى لها .. وكما بلَّغها الي رسوله عليه السلام في آيات القرآن الكريم .
ويستدعي علي الشرفاء الحمادي في كتاباته أهمية الدعوة الإلهية للناس .. وما تحمله من حث علي التفكُّر في خلقِ الله وكَونه .. والتأمُل في جمال صنعته .. والتدبُّر في حكمته .. وتوظيف نِعَم الله تعالى في الأرض لمصلحة الإنسان .. لتُطوى صفحة سوداء عمرها أربعة عشر قرنًا .. لنعود ونستشعر أننا في حضرة الرسول الأكرم .. يتلو علينا آيات القرآن الكريم .. ويُبيّن مقاصده الخيّرة للناس جميعًا .. ليتحقق لهم العَيش الآمن والسلام والاستقرار .
ليقوم الناس بعبادة الله وممارسة الأعمال الصالحة .. واداء واجباتهم من صلواتٍ وصيامٍ وحَجٍّ .. والإنفاق في سبيل الله والاجتهاد لنشرِ كتاب الله عملًا وقولًا .. لكي تنتشر آياته وتشريعاته وعِظاته وأخلاقياته .. لتضيء في الكون نورًا وسلامًا ورحمة ووئامًا بين جميع خلق الله .
- شيوخ الفضائيات غيبوا العقول
ويختتم علي الشرفاء الحمادي مهمته الدعوية .. بالتأكيد علي ضرورة ان تُصبح تلك المهمة مُهِمَّة كل المخلصين من المتَّقين المتجرِّدين في خدمة رسالة الإسلام .. لمصلحة الإنسانية جمعاء .. بما يصوب الخطاب الإسلامي بنحو يخدم الرسالة السماوية .. ويحفظ قيم وسمو مقاصد الاسلام الحنيف .
بوصفها مُهِمِّة عظيمة وليست مجرد جلسات ومُداخلات إعلامية .. أو استضافة لبعض شيوخ الدين ليُرددوا نفس السموم التي تضلل المسلمين في القنوات الفضائية .. حتي تسببوا في تغييب عقول كثير من الشباب .. وانحرفت فئة عن المسار القويم .. استجابوا إلي دعوات القتل والإرهاب .. حتي عانت الأمة واكتوت الدول العربية والاسلامية بنيران التطرف .. فكانت النتائج كارثية علي الجميع .. اللهم بلغت .. اللهم فاشهد