تحقيقات وحوارات
فيديو.. قصة الطفلة الإيرانية عاطفة سهالة التي ألقت الحذاء في وجه القاضي فحكم عليها بالاعدام
مفاجأة كبرى حدثت بعد تنفيذ حكم الاعدام تعرف عليها
تعود أحداث القصة الحزينة إلي عام 2004 عندما قررت أحد المحاكم الإيرانية الحكم على الطفلة الصغيرة عاطفة سهالة التي لم تتجاوز سن السادسة عشر بـ الاعدام شنقاً بسبب جريمة هتك العفة التي اتهمت بها حيث قام القاضي الذي حكم عليها بالاشراف على تنفيذ الحكم بنفسه بعد أسبوع واحد من صدور حكمه ولأن إيران من الدول التي وقعت على المعاهدة الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية والتي تحرم إعدام الأشخاص تحت سن 18عام فحدث الكثير من المفاجآت التي تكشفت تباعاً وساحكيها لكم.
الطفلة عاطفة ريچي سهالة
بطلة تلك القصة إسمها الحقيقي عاطفة ريچي سهالة ولدت عام 1988 في مدينة نكا بإيران وعاشت طفلة صعبة وحزينة عندما توفت والدتها في حادث سيارة وهي لم تبلغ من العمر الخمس سنوات وبعدها بفترة قصيرة مات شقيقها الأصغر غريقا في النهر ولم يستطع والدها المدمن تحمل مسؤوليتها كثيراً.
ذهبت عاطفة للعيش مع جدتها وجدها الطاعنين في السن كي يقوموا برعايتها ولكن ما حدث كان العكس فبدأت الفتاة في تحمل مسؤوليتهم حيث تعرضت للاهمال.
كانت عاطفة سهالة فتاة مرحة للغاية وفي قمة الذكاء بحسب الكثير من شهادات أهل المدينة وعندما أصبحت في سن الخامسة عشر بدأت بالخروج في المدينة بلا رقيب أو حسيب وهو ما تسبب بحديث أهل المدينة عن سلوكها وقاموا بتسميتها " غجرية نكا " ، بسبب سلوكها المتحرر.
قبض السلطات الإيرانية علي الطفلة عاطفة سهالة
عندما أتمت عاطفة عامها السادس عشر بدأ فصل جديد من فصول معانتها مع الحياة عندما قبضت السلطات الإيرانية عليها ووجهوا له تهمة إرتكاب جريمة ضد العفة وممارسة الزنا مع أحد أفراد الحرس الثوري السابقين ويدعى " علي درابي " ، البالغ من العمر 51 عام.. تخيلوا معي طفلة في هذا السن يتم اتهامها بتهمة مثل هذه.. بالطبع جنون.
اعترفت عاطفة سهالة تحت التعذيب الشديد بممارسة الزنا مع علي درابي على مدار 3 أعوام بعيداً عن أعين السلطات.. ولكن عندما اتيحت الفرصة لعاطفة والتقت معا جدتها أخبرتها بأنها تم تعذيبها بشدة كي تعترف بتلك التهمة.
كان القاضي الموكل من السجن بمحاكمة عاطفة سهالة أسمه "حاجي رضاي"، وبمجرد ظهوره على منصة القضاء في المحكمة أدركت عاطفة بأن قضيتها خاسرة وخلال إحدى جلسات محاكمتها اعترضت عاطفة على اتهامها بارتكاب جريمة ضد العفة وقالت صارخة بأن الذي يجب محاكمتة والحكم عليه بالاعدام هو القاضي نفسه وأيضاً علي درابي وخلعت حجابها وهو ما يعتبر إهانة لهيئة المحكمة في إيران وقامت بخلع حذائها وقذفت به القاضي فوق المنصة.
نتيجة لذلك حكم عليها القاضي " حاجي رضاي" ، بالاعدام شنقاً وبعد مرور أسبوع وفي يوم 15 أغسطس عام 2004 تم تنفيذ الحكم فيها بطريقة عاجلة وتحت إشراف مباشر من القاضي نفسه بدون أسباب مفهومة وهنا كان خطأ القاضي الكبير.
القبض على القاضي حاجي رضاي
بعدها قامت وزارة المخابرات الإيرانية بالقاء القبض على القاضي "حاجي رضاي"، بالإضافة إلي نقيب إيراني يدعى " زبيحي" ونقيب أخر يدعى "مولاي"، عقب وصول معلومات مؤكدة تفيد أن عاطفة سهالة تم اغتصابها من "علي درابي" ومن القاضي "حاجي رضاي"، بمساعدة مباشرة من هؤلاء الأشخاص وهذا هو السبب الذي جعل القاضي يعجل باعدامها قبل أن تقوم بكشف الحقيقة.
قدم والد الطفلة عاطفة سهالة شهادات وأوراق تفيد بأنها تبلغ من العمر 16 عام فقط للسلطات المعنية في إيران وأثبت وقوع تزوير من القاضي في أوراق القضية التي ورد فيها أن سن عاطفة كان 22 عام.
وبسبب الشكاوى المتكررة من أهل الطفلة وضغوط منظمات حقوق الإنسان الخارجية تم إعادة المحاكمة من جديد وصدر الحكم باخلاء سبيل عاطفة سهالة وتبرأتها من كافة التهم المنسوبة إليها وهو ما يعتبر بمثابة الحكم برد الشرف للفتاة التي فقدت حياتها نتيجة اجرام قاضي الأرض.. رحم الله الطفلة عاطفة سهالة واسكنها فسيح جناته.