اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. الجاسوس والطيار العراقي منير روفا لن تصدق كيف خطـف أحدث طائرة في العالم في يد العرب وأعطاها هدية للعدو

الوكالة نيوز

طائرة الميج 21 إنها الطائرة التي سعت الولايات المتحدة والموساد لمعرفة أسرارها.. فبعد أن قام الاتحاد السوفيتي بصنعها زود بها مصر والعراق وسوريا وكانت أحدث الطائرات في ذلك الوقت.. فبينما كانت أمريكا لديها الفانتوم وميراج ثلاثة كانت الميج 21 من المقاتلات ذات المهام المتعددة فلديها القدرة على الدفاع والاعتراض والقصف في الوقت الذي كانت فيه الطائرات ذات مهمة واحدة فقط من الثلاث.. كما أن سرعتها كانت ضعف سرعة الصوت.. ويمكنها التحليق من على مدرج طوله 150 مترا فقط في حين كان مسار الطائرات الأخرى قبل الإقلاع لا يقل عن 1500 متر.. والأهم من ذلك كله أن كل هذه الميزات كانت موضوعة بين أيدي الطيارين العرب وتفتقد إليها إسرائيل فكانت الرغبة عارمة لكشف أسرارها عن كثب حيث أصبحت هدفا للسعي الأمريكي إسرائيل لاختطاف إحداها للوقوف على خفايا قوتها.. وفي هذا الفيديو ستتعرف على الجاسوس العراقي صاحب الفضل على أمريكا وإسرائيل في الحصول على تلك الطائرة وهو ما أنقذ كيان العدو من قبضة الجيوش العربية.. ولن تصدق ما هي الخطة التي قام بها الموساد حتى يحصل ليس فقط على تكنولوجيا الطائرة بل على الطائرة نفسها في مطار تل أبيب.. إليكم قصة الجاسوس والطيار العراقي منير روفا..
 


رغم أن السبب المعلن أن إسرائيل أرادت أسرار تلك الطائرة هو أن تضمن عدم تقدم سلاح الطيران العربي أمامها خاصة وأنها تخطط لهجوم 67 لكن كان هناك سبب آخر خفي.. وهو أن إسرائيل أرادت أن تحقق سبق أو ضربة استخبارية وذلك بعد تعرضها لفضائح كما في نهاية العام 1961 عندما ألقت المخابرات المصرية القبض على الجاسوس المصري جان ليون توماس وهو أرمني الأصل، واعترف خلال التحقيق أن الموساد جنده للعمل على تجنيد طيار مصري بغية الهروب بطائرة ميج 21 إلى إسرائيل مقابل مليون دولار.

وكذلك افتضاح أمر الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين عام 1965 في سوريا، بعد أن أصبح عضوًا بارزًا في الحزب الحاكم، ووزيرًا وعضوًا في مجلس الشعب والذي ساعد في كشفه العميل المصري رفعت الجمال المشهور برأفت الهجان.. وأيضا افتضاح الدور الإسرائيلي بالقيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأجنبية في مصر على نحو يجعلها تبدو وكأنَّها من صنع بعض المنظمات المصرية، فيما عرف وقتها باسم فضيحة لافون.. وغيرها من سلسلة هزائم استخباراتية طويلة..

اختطاف الطائرة

لذلك تم وضع الخطط من قبل وكالة المخابرات الأمريكية والموساد لاختطاف الطائرة والتي كانت إما اعتراض طائرة مصرية أو سورية وإجبارها على الهبوط في إسرائيل وهذه الخطة فاشلة لأن إسرائيل لا تمتلك طائرة تضاهي سرعة ميغ 21 ولا بمقدور الطيران الإسرائيلي اعتراض ال (ميغ ) بسبب مهارة الطيارين العرب مما سيؤدي إلى خسارة الطائرات الإسرائيلية وطياريها مما سيؤدي إلى رفع للمعنويات العربية. أما الخطة الثانية هي زرع عميل طيار في إحدى القوات الجوية العربية، وقد رفض الاقتراح لأن تنفيذه يتطلب فترة طويلة. الخطة الثالثة نصت على تجنيد طيار عربي وإغراؤه بمبلغ كبير للهروب بطائرته إلى إسرائيل وكان الأمر يحتمل النجاح بنسبة كبيرة وبدأ العمل الاستخباري لمعرفة أي معلومة ولو كانت بسيطة عن طياري مصر والعراق وسوريا من خلال العملاء في العواصم العربية.
المهمة oo7

قام جهاز الموساد برئاسة مائير عاميت بوضع الخطط الكفيلة لتحقيق نصر ينقذ سمعة إسرائيل ويعزز من مكانته كمدير جديد للمخابرات وذلك من خلال تنفيذ للوصول إلى الطيارين العرب وكانوا من العراقيين فتم اختيار أربعة منهم الأول النقيب الطيار شاكر محمود يوسف، وكان منفتحا ولديه العديد من الصداقات والثاني الملازم أول الطيار حامد الضاحي وكان متدينا ودمث الخلق ولا يحب إقامة العلاقات، والثالث فهو النقيب الطيار محمد غلوب أما الرابع فكان النقيب الطيار منير روفا وهو الطيار الوحيد المسيحي بينهم وكان المطلوب رقم واحد حيث كان من السهل بالنسبة للموساد إقناعه بفكرة الاضطهاد العقائدي وما إلى ذلك.. لكن بالطبع سنكتشف أنها مجرد خديعة حيث كان منير روفا مواطنا من أسرة عراقية فقيرة.. ورغم ذلك وصل لوظيفة رتبة طيار في سلاح الجو العراقي ولديه مرتب مجزي لا يحلم به أي مواطن عراقي آخر فضلا عن تكفل القوات المسلحة العراقية بكل ما يحتاج إليه هو وأسرته من علاج في حالة المرض وغيره من الامتيازات..

 

وفي عام 1965 تلق الموساد برقية من جون ميكون مدير جهاز وكالة المخابرات الأمريكية ينذر بوصول طيارين عرب من قادة (ميج 21 ) إلى الولايات المتحدة في دورة تدريبية، وأن المطلوب التنسيق من أجل تجنيد أحدهم. وأكد تلك التقارير الجاسوس الإسرائيلي في العراق عيزرا ناجي زلخا الذي تم تكليفه بمتابعة النقيب الطيار شاكر محمود يوسف الذي تمت مراقبته من قبل العميلة الأميركية اليهودية كروثر هلكر أثناء سفره لأميركا، ثم لاحقته بعد عودته إلى العراق التي استدرجته إلى إحدى شقق الجاسوس عيزرا ناجي زلخا في محاولة لتجنيده وعند مصارحته باغتها بسحب حزام بنطاله وبدأ بضربها بعنف وفي غمرة ثورته دخل عليه الجاسوس عيزرا ناجي زلخا وقتله وغادرت هلكر إلى لندن حيث قامت المخابرات بقتلها لكي لا تنكشف العملية.. وقد نشرنا فيديو فيما سبق عن قصة الجاسوس عيزرا ناجي وزوجته روان العراقية ستجدون رابطه في التعليقات.. أما الملازم أول حامد ضاحي الذي كان في السادسة والعشرين من العمر فقد عرض عليه الإقامة والعمل في أمريكا مع المخابرات مقابل مبلغ كبير لكن حامد الضاحي أبلغ قائده  بالخطة وتم وضع خطة بالتنسيق مع الاستخابرات العسكرية العراقية للإيقاع بهم وتقرر نقله إلى العراق على وجه السرعة إلا أن إجراءات السفر الأميركية أخرته ثلاثة أيام، حيث تمكن الموساد أثنائها من الإجهاز عليه بعد تحديد موعد كاذب له مع أحد زملائه في إحدى الكافتريات مما أدى إلى إنهاء الدورة قبل انقضاء مدتها بشهر واحد وعودة الطيارين إلى العراق. أما اغتيال الطيار الثالث محمد غلوب فقد تم من قبل الموساد بالتعاون مع المخابرات الإيرانية السافاك في باريس بعد رميه من القطار..

وهنا جاء دور النقيب الطيار منير روفا الذي تم تجنيده أثناء حضوره إحدى الحفلات الفنية الترفيهية في أحد النوادي حيث تعرف على سيدة إنجليزية تُدعى باربرا تبين له لاحقاً بأنها زوجة مدير مجموعة شركة النفط العراقية المحدودة التي تم تأميمها لاحقاً على عهد الرئيس الاسبق أحمد حسن البكر عام 1972، والتي كانت رأس حربة وقاعدة للمصالح البريطانية في العراق والمنطقة ووكراً للجاسوسية..  من جانب آخر ترددت إلى مسمع مدير الشركة علاقة زوجته بالطيار المسيحي الذي وضع هدفا لتجنيده حيث كان تساوره شكوك حول تصرفاتها مما شجعه لتسفيره للتخلص منه. وبعد فترة أبلغت باربرا منير روفا برغبة زوجها مدير شركة النفط لمقابلته الذي التقى زوجها حيث رحّب به وشرح له خطة هروبه التي تتضمن مرحلتين:

الأولى، بضرورة تقديم إجازة مرضية من سربه في قاعدة الرشيد الجوية قرب بغداد والعمل على نقل أفراد عائلته إلى المحافظات الشمالية لتهريبهم إلى إيران التي كان يحكمها الشاه محمد رضا بهلوي صديق بريطانيا حيث كان لشركة نفط العراق فرعا في طهران باسم شركة نفط إيران، والتي ستقوم من جانبها بتأمين نقلهم كلاجئين إلى بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة.
الثانية، ترحيله من البصرة متخفياً إلى بريطانيا الذي من المفترض أن يلتقي عائلته هناك ثم الانطلاق منها إلى الولايات المتحدة.

فوافق منير على الخطة مع بعض التعديلات خصوصاُ التوقيتات لأسباب مهنية تتعلق بعمله العسكري. وتلافي متابعة مديرية الاستخبارات العسكرية له. فطلب إجازة مرضية طويلة متحججاً بمرض زوجته لمرافقتها لزيارة أهلها في الموصل وقد رفضت بادئ الأمر للشكوك التي كنت تحوم حوله من زملائه وآمرية حول تذمره الدائم والانطباع لعدم وطنيته الذي عزز ذلك التقارير نصف السنوية لمديرية الاستخبارات العسكرية عنه وطلب دراسة أما إيقافه عن الخدمة العسكرية وإحالته على التقاعد أو نقله إلى صنف سلاح آخر بصفة خدمات أرضية، وبقي الأمر قيد المتابعة والمراقبة لعدم وجود أدلة على خيانته، وأيّد ذلك بعض زملائه بأنه كان يمر بظروف اجتماعية صعبة بزوالها ستزول مبررات تذمره. وبدلاً عن السفر إلى الشمال نحو الموصل سافر بالاتجاة المعاكس إلى الجنوب نحو البصرة حيث التقى زوجها مدير شركة النفط للمرة الثانية الذي رحّب به وأعد لتنفيذ الخطة لتهريبه بجواز مزور بصفة أحد العمال المشتغلين على ظهر إحدى البواخر من إسطول ناقلات النفط العائدة للشركة.

وانطلقت الرحلة والمفاجأة كانت بعد ساعات نوم عميقة من جراء المخدر الذي أُعطي له. فوجد نفسه في تل أبيب بدلاً عن لندن. وتم التحقيق معه من قبل الموساد الذي وثق له الصور وأبلغه بأنهم سينشرون هذه الصور ما لم يتعاون معهم وأن جميع طلباته ستكون مستجابة وعلى رأسها هجرته وأفراد أسرته إلى الولايات المتحدة ولكن بطائرة حربية عراقية من النوع الحديث الذي تعاقد عليها العراق مؤخراً. رفض بادئ الأمر مدعيا عجزه عن تحقيق هذه المهمة مع وجود قوة جوية عراقية صارمة واستخبارات عسكرية دقيقة. إلا أن الموساد تعهد بتذليل جميع الصعوبات من خلال العمل على إحداث ثغرات تساعد على خرق الدفاعات والاستخبارات العراقية باستغلال أحد أيام العطل الرسمية وجذب انتباه الاستخبارات والقوة الجوية العراقية لحادث ثانوي مفتعل لتمكين منير روفا بالهرب بالطائرة. وفي الجانب الآخر كانت عائلة روفا قد وصلت إلى الموصل لا تعلم شيئا عما يجري سوى ما أبلغها منير بأنه في واجب عسكري لمدة شهر وعليهم السفر لزيارة الأهل.

عصبية شديدة

بعد عودته عكف بهدوء لتنفيذ الخطة فبعد أشهر تم نقل أفراد عائلته من بغداد إلى الموصل ومنها إلى المناطق الكردية المتاخمة للحدود مع إيران حيث نقلوا بطائرة عمودية إلى داخل إيران ومنها إلى لندن. ظل الطيار منير روفا بعد سفر عائلته إلى لندن في حال عصبية شديدة لكن أحدا لم ينتبه إلى هذا التغيير الذي طرأ على هذا الطيار فكانت تتملكه نوبات من الخوف والقلق على مصيره إذا ما افتضح وعلى عائلته. كانت الساعة قد بلغت الثامنة إلا ربعاً صباح يوم 16 أغسطس 1966 عندما اصطف تشكيل من طائرات ال(ميج 21) التابع لسلاح للقوة الجوية العراقية للقيام بطلعات تدريبية معتادة وكان ضمن الطاقم التدريبي في هذا اليوم الطيار الجاسوس منير روفا.

الهروب بالطائرة

صعد منير روفا إلى طائرته وصعد طيارو تشكيل الميغ 21 الجاثمة على أرض قاعدة الرشيد في بغداد وكان منير قد عقد العزم على ألا يفوّت هذه الفرصة مطلقاً، بينما تأخر هو قليلاً بتشغيل محرك طائرته الأسرع من الصوت شغل باقي أفراد التشكيل محركات طائراتهم التي أخذت تزمجر على مدارج القاعدة الجوية، وأخيراً أقلع منير والتحق خلف التشكيل، وما لبث أن قام آمر التشكيل بالاتصال بمنير ليتحقق من سلامة إجراءات الإقلاع والتوتر الواضح الذي اعتراه منذ الصباح الباكر لهذا اليوم غير العادي، وعلى حين غرة صدم منير الجميع بابتعاده عن التشكيل وطار بسرعة أعلى بكثير من التشكيل أو حتى السرعة المعتادة في التدريب مدعياً قيامه بمناورة تدريبية ضمن المنهج المقرر، وبعد تأخره لدقائق وجه إليه آمر التشكيل نداء العودة للتشكيل إلا أنه لم يرد عليه فحاول اللحاق به إلا أن منير كان قد تجاوزه بمسافة كبيرة متخذاً طريقه نحو الحدود الأردنية وبسرعة فائقة متجنباً المرور من فوق مدافع مقاومة الطائرات، وعند اختراقه للحدود الأردنية قامت طائرتان من طراز هنتر أردنيتان ذات السرعة الأقل من الصوت، باعتراضه إلا أنه قد أفلت منهما نظراً لفارق السرعة والتقنية واتجه فوراً إلى حدود إسرائيل التي دخلها مخترقاً منطقة البحر الميت.. وبمجرد دخول الطائرة الـ (ميغ 21) الأجواء الإسرائيلية رصدتها ثلاثة ردادات كما دوّت صافرات الإنذار معلنةً وجود هجوم جوي معادي، أقلع النقيب الطيار ران وكان معروفاً بأنه متخصص بطيران الألعاب بطائرته الميراج 3 الأقل كفاءة عن الـ (ميغ 21) وتقدم نحو الطائرة بعلمها العراقي الثلاثي النجوم متصوراً هجوما معادياً قد انطلق صوب إسرائيل، في حين قام عدد من الطائرات بإسناده، وكان الطيارون الإسرائيليون يرَون الميغ ذات الجناح المثلث وهي تخترق الأجواء الإسرائيلية، ومرَّت لحظات صمت رهيبة تقطعت فيها الأنفاس، حتى كسر منير الصمت بالانحدار قليلاً وخفض سرعة الـ (ميغ 21 ) ليتمكن الطيار الإسرائيلي ران من التسلق بسرعة إلى ارتفاع أعلى من ارتفاع الطائرة الميج 21 وأخذ ران يعد العدة لوضع طائرته بوضع الاستعداد القتالي لمهاجمة الطائرة متصوراً أن مناورةً ما سيقوم بها الطيار المعادي عندما خفض سرعته. وفي هذه الثواني العصيبة دوَّى صوتُ قائد القوة الجوية الإسرائيلي مردخاي هود في جهاز اللاسلكي الخاص بران وطائرات سرب الميراج المتصدِّية، يطلب من ران بلهجة حازمة «توقف عن إطلاق النار توقف فوراً» لكي لا يعترض الطائرة الـ (ميغ 21) ويصاحبها حتى تهبط.

وبالفعل هبط منير روفا بالطائرة في مطار إسرائيلي بالقرب من ساحل البحر المتوسط حيث استقبله ممثلو السي آي أي والـموساد استقبال الأبطال.. والتف المهندسون الأمريكيون والإسرائيليون حول الطائرة لفحصها وكشف أسرارها 

واحتضنت السي آي أي منير روفا من دون أن تُعلِن عن مسؤوليّتِها عما جرى؛ كي لا تسوء العلاقات الأمريكية الجيدة مع بغداد، فجمعته مع عائلته، ونقلتهم إلى إحدى الولايات الأمريكية، ووضعت له في حسابه الخاص مبلغًا ضخمًا، فيما تركت مسائل الشو الإعلامي على عاتق الموساد، باستثمار وسائل الإعلام المًتاحة في تسليط الضوء على هذه العملية المُخابراتية البارِعة!
وفي النهاية هل تعتقد أن حصول العدو على تلك الطائرة هو السبب الرئيسي في نكسة 1967؟