تحقيقات وحوارات
فيديو.. إلياس حبيقة.. تحالف مع شـارون وحافظ الأسد وقال لمقـاتليه "امـحوا صـبرا وشـاتيلا من على وجه الأرض
إيلي حبيقة إنه الاسم الذي لن ينساه أبناء فلسطين.. فهو الذي ارتكب المجزرة الأبشع في التاريخ الحديث صبرا وشاتيلا.. وهو الرجل ذو الأيدي الملطخة بالدماء.. تحالف مع شارون ثم انقلب عليه وحارب حافظ الأسد ثم تحالف معه ليصبح وزيرا لبنانيا وهو لا يملك شهادة دراسية.. فكيف كانت قصة صعوده؟ وكيف انتهت حياته بالطريقة التي يراها الجميع مناسبة له؟ إليكم القصة
اسمه إلياس جوزيف حبيقة ولقب فيما بعد ب HK على اسم سلاح من العيار المتوسط.. وقد وُلد عام 1956 في لُبنان بقرية القليعات بقضاء عكّار، وكان والد إيلي حبيقة ميكانيكيًا من أبناء الطّبقة الدُّنيا في المجتمع المسيحي الماروني وترك إيلي المدرسة في السّادسة عشرة من عُمره. وبعدما بلغ السّابعة عشرة من العُمر التحَقَ بإحدى المليشيات الّتي اتّخذت لها اسم BG (أي بشير الجُميِّل) .. حيث قامت هذه المليشيات بهجمات عديدة على أحياء المسلمين السّنَّة في بيروت.. خلال الحرب الأهلية اللبنانية.. كما هاجمت المخيّمات الفلسطينيَّة.. ثم انضمَّ حبيقة إلى صُفوف حزب الكتائب الماروني، ثم إلى الجناح العسكري للكتائب مع اندلاع الحرب الأهليّة اللبنانيّة الثّانية من 1975حتى1990.. وتلقى إيلي حبيقة العديد من التدريبات في إسرائيل حيث كان معظم المسيحيين المارونيين متحالفين مع إسرائيل ضد هيمنة سوريا على لبنان.. حيث تعلم القتال ضد اليساريين والفلسطينيين وهناك تقابل مع إرييل شارون أكثر من مرة.. وقد برز اسم إيلي حبيقة بعد وفاة الرئيس اللبناني بشير جميّل 1982 ودخول القوات الكتائبية بيروت الغربية في مخيمي صبرا وشاتيلا.. وذلك بالتواطؤ مع شارون الذي احتل بيروت في نفس العام.. ويتناول الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان الاحداث التي سبقت مجزرة صبرا وشاتيلا.. ناقلا عن روبير حاتم محترف القتل الرئيسي لدى إيلي حبيقة قوله مستذكراً انه قبل ان يتحرك 350 كتائبياً في مهمتهم “قال لنا حبيقة اقتلوا كل شخص هناك وامحوا المخيم عن وجه الارض وقد اخذنا معنا جرافة دي 9 لتدمير كل شيء”
ووفقا لما ذكره الصحفي الفرنسي آلان مينارغ الذي واكب أحداث تلك الحقبة في كتابه أسرار الحرب اللبنانية قائلا:
اغتيال 63 شخص
إنه دخل فريق مؤلف من 32 شخصا إلى صابرا وشاتيلا وكان هؤلاء قوات من الوحدات الخاصة الإسرائيلية الذين اشتهروا فيما بعد في الضفة الغربية من خلال الاغتيالات الموجهة ضد عدد من المسؤولين كانت لديهم قائمة بمائة وعشرين اسما واستطاعوا اغتيال 63 شخصا بطلقات نارية في الرأس بعيار ثمانية ملليمترات وتم توثيق ذلك بواسطة الطبيب الشرعي فيما بعد... وبعد ذلك دخل فريق جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل إذ دخلت نصف كتيبة طُلِب من رجالها الاستيلاء على الوثائق التي كانت موجودة لدى الأطراف المختلفة والتصرف بشكل يثير الرعب في قلوب الفلسطينيين أي بمعنى آخر قتلهم وهذا ما حدث، كان هذا الفريق مؤلفا من الشيعة الذين عانوا من الفلسطينيين في جنوب لبنان واستفادوا من هذه الأحداث كي ينتقموا وقد موَّهوا مرورهم بعد أن استعملوا أسلحة تابعة لحلف شمال الأطلسي وعيارات نارية خاصة بالحلف، بعد انتهاء كل هذا تم إرسال القوات اللبنانية وطُلِب منهم تنظيف المعسكر ومصطلح التنظيف هذا هو مصطلح عسكري تستعمله أجهزة المخابرات ومعناه أخذ الأسلحة واعتقال الإرهابيين وهكذا طلب من حبيقة إرسال رجاله أي المجموعات الثلاثة التي ذهبت إلى هناك وقتلت الناس وقد قتل هؤلاء الرجال اللبنانيين أكثر مما قتلوا من الفلسطينيين فقد كان يوجد حول الفلسطينيين الكثير من الشيعة الذين جاؤوا لنجدة الفلسطينيين وبعد أن دخلت القوات اللبنانية تم السماح بدخول الصحافة وقابلنا أناس قالوا أن مَن فعل ذلك هي القوات اللبنانية .
وفي مايو 1985، عُيّن حبيقة قائدا عاما للقوات اللبنانية، وهي ميليشيات مسيحية بدلا من سمير جعجع، ولكنه فصل من منصبه عام 1986 بعد سنة واحدة من تقلده للمنصب.
وخلال نهاية عام 1990 الموازي لنهاية الحرب الأهلية اللبنانية، بدأ حبيقة مسيرته في العمل الوزاري كوزير للدولة في حكومة عمر كرامي، ثم وزيرا للدولة للمهجرين في فريق رشيد الصلح عام 1992، ثم أصبح في وقت لاحق وزير الدولة للشؤون الاجتماعية والمعاقين في حكومة رفيق الحريري في نهاية عام 1992 ثم أخيرا وزيرا للموارد الهيدروليكية والكهربائية عام 1993حيث ظل في هذا المنصب حتى عام 1998.
حيث أسس إيلي حبيقة حزب وعد لكنه خسر الانتخابات التشريعية عام 2000.. وقام الناجون من مجزرة صبرا وشاتيلا برفع دعوى قضائية في بلجيكا ضد شارون بصفته وزيرا للدفاع بذلك الوقت.. وضد إيلي حبيقة الذي كان قائد القوات فيها.. لكن حبيقة قال إن لديه الدليل الدامغ على براءته وأنه على استعداد أن يدلي بشهادته في المحكمة ضد شارون في حقيقة الدور الذي لعبه في القضية..
لكن في 24 يناير 2002 اغتيل حبيقة في بيروت بواسطة سيارة مفخخة حيث سرت شكوك حول تورط ضد إسرائيل بسبب شهادته ضد شارون.. وقد وجه البعض أصابع الاتهام للنظام السوري.. لكن حادث اغتيال حبيقة كان بمثابة العدالة التي استحقها ذلك الرجل..