الفن
مسلسل الياقوت..نهاية نصرت الشر على الخير و ترويج لانتشار الرذيلة
مسلسل الياقوت ..انتهت حلقات المسلسل التركي "الياقوت" بطولة الهان شان و أوزجي ياغيز و بوراك بيركاي أكجول و الذي اصبح حديث السوشيال ميديا طوال 26 اسبوع عرض كاملة، حيث شغلت القصة الفانز العربي و التركي و انقسم المتابعين لفريقين الأول يدعم قصة حب فيرايا و أتاش و الثاني يدعم قصة حب يامان و فيرايا، و كان هذا هو الجانب الأكثر انتشاراً.
و لكن ظل الجمهور على أمل أن تكون نهاية هذا المسلسل مأسوية و كارثية بعد كل ما حدث من خداع و خيانة و استهتار بمشاعر الآخرين، حيث كان لابد أن تدفع فيرايا و يامان ثمن خداعهم لأتاش و استغلاله بهذه الطريقة البشعة، و ظلمه و عدم احترامه، و خاصةً فيرايا التي قدم لها هي بالأخص معروف لا يُنسى، و بدلاً أن تعيش عمرها في محاولة رد جميله عليها اعتبرته مستغلاً لها و خانت ثقته فيها و جرحت كرامته و كبريائه.
مسلسل الياقوت :
لتنتهي الأحداث بخيبة أمل كبيرة و عكس كل توقعات الجمهور، حيث وفاة فيرايا أو خسارتها لكلاً من أتاش و يامان و ان تعيش منبوذة وسط المجتمع.
و لكن تفاجأ الجمهور بنهاية سعيدة لا تتفق و مضمون العمل، فكيف تدفع الينا و جميلة و والدة الأبناء ثمن خطاياهم، و لكن تعيش فيرايا حياة سعيدة مع من أحبت على اعتبار أنهما لم يتعمدا اذية أحد أو جرحه، و لكن هل هذا سبب كافي لينعما بحياة سعيدة في النهاية، هل اعتبار ما فعلاه حسن نية و لا يستحق أن ينالا العقاب عليه؟
مسلسل الياقوت :
قد تكون الحياة في الواقع غير عادلة و قد يرتكب البشر الكثير من الخطايا و لا ينالون عقابهم في الدنيا، و لكن في الفن لابد من تلقين البشر درساً، لأن الفن هو وسيلة من وسائل المعرفة و التعلم، فالمسلسلات كالكتب تحوي مضموناً و عبرة، فلابد من تحذير البشر من السقوط في الخطيئة، لأن النتيجة ستكون مؤلمة للجميع.
مسلسل الياقوت :
و لكن أن نشجع على ارتكاب المعاصي و الكبائر بدافع و باسم الحب، ثم نطلق على هذا حب طاهر و بريء، فهذا ما هو إلا ترويج و محاولة لنشر الرذيلة.
فالعمل كان يمهد لنهاية فيرايا بالموت في أكثر من اشارة وردت في المسلسل منها الحلم الذي راود يامان في ليلة ما، حين تركت فيرايا له طفلة باسم يامور، و المرة الثانية حين روت والدة الأشقاء الثلاثة حكاية خاتم الياقوت الشؤم لفيرايا و الذي تموت كل من ترتديه في اصبعها من سيدات العائلة.
و ذلك كان من الضروريات الدرامية و ليس مجرد نهاية عبثية، تفيد بتعميق شعور المشاهد بحجم المأساة بعد ارتكاب فعل الخطيئة لتقديم النصح و الارشاد للفتيات، و ليس لتشجعيهم على الخوض في الأمر.