تحقيقات وحوارات
اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون.. الرسول شاهدٌ ومبشرٌ ونذيرٌ مرجعيته القرآن | فيديو
علي الشرفاء يوقظ الهمم ويحذر من مخاطر تفسد العقيدة .. وتعبث في ثوابت الدين | رسالة من الله
" القرآن الكريم " كتاب مقدس ، ظل طوال القرون السابقة ، ومنذ مهد الرسالة المحمدية ، محافظاً علي بلاغته وفصاحته وصفائه ودقته ، نحسب انه لا يوجد كتاب في العالم منذ نشأة الخليفة ظل بهذا الصفاء والنقاء والدقة ، بلا تغيير او تحريف ، وشكل القرآن الكريم علي مدار عقود طويلة أخلاق امة الإسلام ، حثهم علي الاعتدال والوسطية ، ومواجهة الحياة دون كلل او ملل ، إيماناً بقدرة الخالق وقضاءه وقدره ، فلا يوجد في اي بقعة من بقاع الارض " كتاب الهي " بهذا الشمول الذي نظم حياة الناس ، وأرسي شئون دنياهم وآخرتهم ، حتي وصلت الرفعة الإنسانية ذروة مجدها ، لان آيات الذكر الحكيم كانت ربيعها ونبراسها ومصدر شرعها وتشريعاتها .
- عبث دخلاء الدين
ورغم ما مرت به الامة ، نتيجة عبث دخلاء الدين وتشويه تعاليم القرآن ، إلا انه ظل كما هو مصان في اللوح المحفوظ ، بما فيه من تكليفات إلهية لا تحتاج الي وسطاء من تجار الدنيا والدين ، حتي مهمة الرسول الكريم سيدنا محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم ، اقتصرت علي إيصال الرسالة الالهية وإبلاغ الناس بتعاليم خالق السموات والأرض والتي أنزلها في القرآن الكريم .
من هنا جاء دعاء مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي لامته الإسلامية قائلاً : " اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون " ، دعاء خالص لوجه الله ، يحمل رسالة مباشرة ، يستيقظ بها الهمم وينبه لمخاطر تفسد العقيدة وتعبث في ثوابت الدين الحنيف ، رسالة يؤكد فيها للناس ضرورة اليقظة والوعي بحقيقة الرسالة المحمدية الواردة في التكليف الإلهي للرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .
- مهمة الرسول الكريم
تكليف حدده الله سبحانه وتعالي بكل وضوح ، وبدون اي لبس او مواربة ، تكليف حدد فيه مهمة الرسول الكريم وكيف اقتصرت تلك المهمة علي إبلاغ الناس بالرسالة الإلهية المنصوص عليها في القرآن الكريم .
رسالة يتلو فيها النبي آيات الذكر الحكيم علي الناس ويشرح لهم مقاصدها الربانية التي تكفل لهم النعيم في الدنيا وفي الآخرة ، وترسم لهم مسار آمن لحياة دنيوية مستقرة آمنة ، يتعلمون فيها الحكمة التي تهديهم الي سُبل الرشاد ، وتجنّبهم أهوال يوم الحساب وعذاب النار في جهنم وبئس المصير .
إذ يبين الحمادي ان المولي عز وجل صاحب الملكوت في السموات والأرض قد قال لرسوله الكريم عليه افضل الصلوات والتسليم في خطاب التكليف بقوله تعالي في سورة الكهف : " قُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌۭ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌۭ وَٰحِدٌۭ فَمَن كَانَ يَرْجُوا۟ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًۭا صَـٰلِحًۭا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدًۢا " .. صدق الله العظيم ، لذا فالرسول مرجعيته الدينية القرآن المجيد حين أمره الله سبحانه في خطاب التكليف بحمل رسالة الله للناس في قوله تعالي : " فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِىٓ أُوحِىَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍ " .. صدق الله العظيم .
- التمسك بآيات القرآن الكريم
فالله يأمر رسوله عليه السلام بالتمسك بآيات القرآن الكريم، وأنها مرجعيته الدينية ليبلغ الناس بمقاصد الذكر الحكيم لما ينفعهم في الحياة الدنيا ويجنّبهم عذاب يوم القيامة ، وذلك يعني أن يبين للناس ألا يتخذوه مرجعية للإسلام بل عليه أن يبلغهم رسالة الله ومقاصدها لعباده حيث يأمر الله رسوله مخاطبًا إياه بقوله تعالي : " قُلْ أَىُّ شَىْءٍ أَكْبَرُ شَهَـٰدَةًۭ قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌۢ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ قُل لَّآ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌۭ وَٰحِدٌۭ وَإِنَّنِى بَرِىٓءٌۭ مِّمَّا تُشْرِكُونَ " .. صدق الله العظيم .
- إتباع شرعة الله ومنهاجه
ويوضح علي الشرفاء الحمادي ان هذه الآية تؤكد مرة أخرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس لديه قول غير القرآن الكريم يبلغ به الناس عن ربه ويبين لهم حكمته ومقاصده، ويوضح شعائر العبادات واتباع شرعة الله ومنهاجه لتحصينهم من ارتكاب المعاصي والآثام والذنوب، ولا يجوز أن يتخذ المسلمون مرجعية الإسلام مما نسب للرسول صلى الله عليه وسلم من تأليف أقوال مزورة ومفتراة على الله ورسوله، بينما الآيات القرآنية تبين للناس بما نطق به الرسول صلى الله عليه وسلم بلسانه أن يجعلوا القرآن وحده هو المرجعية الوحيدة للدين الإسلامي دون أي اعتبار لأية رواية أو قول منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم حفاظًا على مرجعية واحدة للإسلام، ذلك بما نصح به الرسول المسلمين حتى لا يضلوا الطريق المستقيم .
- أحذروا الاحاديث الملفقة
ويستشهد الحمادي بايات من القرآن الكريم ليحذر من الاحاديث الملفقة موضحاً ان الله سبحانه وتعالي يبين للرسول عليه الصلاة والسلام الحذر من بطلان كل ما روي عنه من أحاديث ملفقة لقوله تعالي : " تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَىِّ حَدِيثٍۭ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَـٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ " .. صدق الله العظيم ، ويستمر الأمر الإلهي في مخاطبته للرسول صلى الله عليه وسلم محدداً مهمته لتبليغ الناس بآياته بقوله تعالي : " يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَـٰكَ شَـٰهِدًۭا وَمُبَشِّرًۭا وَنَذِيرًۭا وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِۦ وَسِرَاجًۭا مُّنِيرًۭا وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلًۭا كَبِيرًۭا " .. صدق الله العظيم ، ويضيف الله إلى مهمة رسوله في مخاطبته له قوله سبحانه وتعالي : وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ " .. صدق الله العظيم .
- رسالة الإسلام للناس
ووفق رؤية عميقة مستندة الي ذكر الله يبين علي الشرفاء الحمادي ان الله سبحانه وتعالي حدد مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم وكلفه بأن يحمل رسالة الإسلام للناس ويكون شاهداً عليهم في اتباعهم لآيات الله وتطبيق شرعته ومنهاجه وابتغاء رضا الله والابتعاد عن كل المعاصي والذنوب .. كما كلفه المولي عز وجل بأن يبشر المؤمنين بالنعيم وجنات عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين الذين يتبعون ما يبلغهم به الرسول الأمين.
- خطاب التكليف الالهي
نعم لقد أمر الله رسوله في خطاب التكليف بأن ينذر الذين يعرضون عن آيات الله وما يبلغهم به الرسول من آيات الذكر الحكيم وما سوف يواجهونه يوم الحساب من عذاب عظيم ليحصنوا أنفسهم باتباع آيات القرآن الكريم ويطيعوا الرسول في كل ما كلفه الله به مما يعرضه على الناس لما ينفعهم في حياتهم الدنيا من آيات القرآن الكريم، وفي حدود مهمة الرسول التي عرف الناس بها عليه السلام التزاماً بالأمانة في إبلاغ الناس رسالة ربه لم يمنحه حق التشريع ولا ولم يكلفه بأن يكون مرجعية للإسلام.
ويتساءل علي الشرفاء مستغربا : هل من المنطق أن يلتزم الرسول بالتكليف الإلهي الذي يوحى إليه بالتمسك بالذكر الحكيم وأن يؤمن بأن القرآن هو رسالة الله للناس والمرجعية الوحيدة لدين الإسلام ثم يخالف الرسول ربه ويؤلف أقوالًا متجاوزًا المهمة التي كلفه الله إياها ليتقوَّل من عنده أقوالًا لا تمت بصلة لمهمته المحددة في خطاب التكليف، إضافةً إلى أن الله سبحانه يبلغ الناس جميعاً نافيًا عن رسوله أن يؤلف أقوالاً ليضلَّ بها الناس حين حذر الله رسوله بقوله: " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَـٰجِزِينَ وَإِنَّهُۥ لَتَذْكِرَةٌۭ لِّلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ وَإِنَّهُۥ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ وَإِنَّهُۥ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ " .. صدق الله العظيم .
- القرآن مرجعية الإسلام الوحيدة
ويؤكد مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي في رسالته الفكرية علي ان الرسول يحمل الأمانة وان الله سبحانه وتعالي يبين للناس أنه من المستحيل أن يخالف الرسول أمر الله في حمله للأمانة، وإن حدث أن تقوَّل على الله فذلك هو الحساب تأكيدًا للناس بأن الرسول الأمين عليه السلام سيؤدي الأمانة على أكمل وجه بكل المصداقية والإخلاص والتفاني في إيصال رسالة الله للناس أجمعين، وليس لدى الرسول ما يبلغه للناس إلا آيات القرآن وتبيان مقاصدها لمنفعة الإنسان .
ويختتم الحمادي قائلاً : اتخذ الرسول عليه السلام القرآن المرجعية الوحيدة للدين الإسلامي ، يجب على المسلمين جميعاً اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغهم عن ربه بقوله تعالي الي الناس كافة : " إِنَّ وَلِـِّۧىَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْكِتَـٰبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّـٰلِحِينَ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ " .. صدق الله العظيم .. ليبقي الرسول الكريم شاهدٌ ومبشرٌ ونذيرٌ ومرجعيته القرآن الكريم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .