تحقيقات وحوارات
رسائل علي الشرفاء الحمادي تتصدي لـ "أبواق الفتنة".. الحياة لا تروق لـ "غلاظ القلوب"| فيديو
"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".. تكليف الهي للرسول الكريم يسد طريق الشيطان ويمنع روايات الزور
لا خير في راعٍ لا يرحم رعاياه، فربما تكون الحياة قاسية بما يكفي، لكن واجبنا ان نرحم بعضنا بعضا، نتقي ربنا ونتبع سبل الرشاد المنصوص عليها في ديننا الحنيف "الإسلام"، فالحياة لا تروق لـ غلاظ القلوب، ورسالة الله عز وجل الي الناس كافة هي الرحمة، فقد كان الرسول الكريم يرحم ويرفق ويلين ويعطف ويحنو، لأن الرحمة صفة من صفات المولي عز وجل، وما أجمل أن يتحلى بها الناس، فالله ينظر الي الناس، وأجمل ما يري فيهم نقاء قلوبهم ورحمتهم بغيرهم.
التصدي لـ أبواق الفتنة
اما من طغي فقد هلك ومات، ولم يجني من طغيانه سوي الخزي والخسران في الدنيا والآخرة، اتبع رواياتُ الشياطينِ وصدق أكاذيبُ شيوخِ الدّين ، واعتنق رويات الزور وارتضي لنفسه ان يكون تابعاً لغواية الشيطان الرجيم الذي يغوي أعوانه ويزيّن لهم الباطل.
لذا دائما ما تأتي رسائل مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي في كتاباته ومقالات لتؤكد علي الرحمة، وتحذر من رويات الزيف والزور، وتبث قيم دين الإسلام الحنيف، وتذكر الناس بآيات القرآن الكريم وما تحملة من تعاليم ربانية لا تحريف فيها ولا تغيير، رسائل تتصدي لـ أبواق الفتنة واصحاب الدعوات القاسية، داعياً الي نشر الرحمة وفق ما ورد في التكليف الالهي للرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ووفق ما تنص عليه آيات الذكر الحكيم بقوله تعالي: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".. صدق الله العظيم .. ليرسخ قيم نبيلة تدعوا الي الألفة التي تقرّب بين الناس وتسدُّ أبواب الفتنِة وتمنع الشيطانَ من تحقيق أهدافهِ التي تحرض علي الفسق وتخلق البغضاء والكراهية بين الناس.
الرحمة والعدلُ ميزان الإسلام
ولم تغفل كتابات مفكر العرب علي الشرفاء التركيز علي ما ورد في من تعاليم إلهية إلي سيدنا محمد وأن الله عز وجل أرسله بالرحمة والعدل لكل البشر دون تمييز، وأصبحت الرحمة والعدلُ هما الميزانُ الحقيقيّ الذي يُقاس عليه انتماءُ الإنسانِ للإسلام، وما تحمله الرحمة من أسمى معاني الإنسانية من تعاطف مع الضعيف ومدّ يدِ العونِ للمساكينَ، ومساعدةِ الفقراء، وكفكفة الدموع عن البائسين وتحريم الظلمِ والمحافظة على حرية الإنسان في عقيدتهِ وعدم الاعتداء على ممتلكاته والوقوف مع الحق وعدم البغيِ والطغيانِ على الناس وقتلِ الأبرياء.
عذاب اليم للمعتدين في الدنيا والآخرة
ويؤكد علي الشرفاء ان الله عز وجل يأمر المسلمينَ بقولهِ سبحانه وتعالي: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، فالتعاون يحقّق لهم تبادل المصالح ويضع أسساً لاستمرار الاستقرارِ والأمانِ لتستمرَّ المصالحُ بينَ الناسِ تنمو وتكبر ممّا يجعل الناس يشتركون في الدفاع عن استقرار أوطانِهم لاستمرار تدفّق الخيرات من جَراء التعاون فيما بينَهم الذي يجعلهم متوحّدين في حماية وطنِهم لتستمرَّ مكاسبُهم والمحافظة على مصالحِهم وتنميتِها.
فالله يحرِّم العدوانَ، ويتوعَّد المعتدينَ بعذابٍ أليم في الدنيا والآخرة، فالله يخاطب الذين ضلّوا الطريق المستقيم واتَبعوا خطواتِ الشيطان في بغيهم على الناس، والاعتداء على أرواحهِم والاستيلاء على أموالهم يفسدون في الأرض ويرتكبون المعاصي والآثامَ بعدوانِهم وطغيانِهم على الناس ويحذرهم اللهُ سبحانَه وتعالي بقوله في محكم تنزيله: "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ".
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
وحينما نضع ميزانَ الرحمة والعدل التي كلّف اللهُ بها رسولهَ الأمينَ بدعوة الناس للتعامل بهما بينَ الناسَ معياراً للمسلمِ الصادقِ، فماذا هو المعيارُ للمسلمينَ الّذين يقتلون الناس ويشرّدون الثكالىَ ويسفكونَ دماءَ الأبرياءِ ويفسدونَ في الأرض طغياناً وظلماً وعدواناً بدون وجهِ حقٍّ يمارسون الإرهاب في المجتمعات الآمنة، ويثيرون الفَزَعَ والخوفَ لدى المواطنين؟، وهنا يتساءل مفكر العرب: هل أولئك الإرهابيونَ ينتمون لرسولِ الرحمةِ والعدلِ والسلامِ؟، وهل يتبعون ما أنزلَه اللهُ عليه من آيات تدعو للعدلِ والإحسانِ والسلام والتعاونِ؟ وتحريمِ العدوانِ على الناس اتباعاً لأمر اللهِ للمسلمينَ، والاقتداء برسول الله بقوله عز وجل في كتابه الكريم : "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا".
أحذروا النفس الأمّارة بالسوءِ
أليست هذه الآيةُ تأمرُ الناسَ بالتأسّي بأخلاق الرسول عليه السلام، واتباعِ خطواتهِ في كلّ الأفعال والمعاملات، لكلّ مَن يؤمن يرجو لقاءَ اللهِ في اليوم الآخر وليذكروا الله في كلّ لحظة من حياتهم ليحصّنهم من ارتكاب المعاصي والذنوب التي حرّمها الله على الناس ذلك هو المعيار الحقيقيّ للمسلمُ، فَمنْ لم يتّبع الرسولَ في سلوكياتهِ وأخلاقياتهِ ومنهجهِ في التعامل مع الناس ولم يذكروا الله قبل ارتكاب المعصية وكبح جماح النفس الأمّارة بالسوءِ من الوقوع في شهوةٍ شيطانيةٍ تزيّن للناسِ أعمالَهم المحرّمة عليهم، تمنعهم من الوقوع في المعصية مخافة الابتعادِ عن شرِعة اللهِ ومنهاجهِ، فليستعدّوا لمواجهةِ نتائجِ سلوكهِم وأفعالهم في الدنيا والآخرة عندما تسوقهُم خَزنةُ النارِ الى جهنّم حيث يصفُ اللهُ سبحانَه ذلك المشهدَ الرهيبَ كما قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم: "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُوا بَلَى وَلَـكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿71﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ".. صدق الله العظيم.
أين الرحمةُ والعدلُ في قلوب الإرهابيّين ؟
ويواصل الحمادي تساؤلاته العاقلة قائلاً : أين الرحمةُ والعدلُ في قلوب الإرهابيّين والفِرَق الضَّالةِ بكلّ طوائفهم، أولئك الأشقياءُ الذين يُفسدونَ في الأرضِ ويهدّدون الآمنينَ وَقتلِ المسالمينَ ؟!، هلْ أعمالهُم تمّثل تطبيقاً لمقاييسِ الرَّحمة والعدلِ وتستيقظ ضمائرُهم في قلوبهم ؟ .. كلّا لقد ماتت ضمائرهم، وتوحَّشت قلوبُهم وقَستْ نفوسهُم المريضةُ فأصبحوا لا ينتمونَ لرسولِ الإسلامِ، ولا يقتدونَ بسيرتهِ وقد خَرجوا على شَرع اللهِ وهم يحاربونَ اللهَ ورسولَه، أغراهم الشيطان بارتكاب تلك الجرائم التي تتناقض مع آيات القرآن وتشريعات الرَّحمن وضلّلهم شيوخُهم وأئمتُهم صنائعُ الشيطانِ وأتباعهِ الذينَ ساقوهم إلى طريقِ الضلال وزيَّن لهم سوءَ أعمالهم فسقطوا في حبائل الشيطان وضلّوا عن الطريق المستقيم.
الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ
ويقول مفكر العرب : لقد مرقوا من الإسلام، وانقطعت صلتهم بكتاب الله وتعليماته لعباده، وما يقومون به تحت شعارات إسلامية بارتكاب جرائم إرهابية، إنما هو عمل شيطاني ارتضوا لأنفسهم بأن يكونوا من أتباعِ الشيطانِ الذي يغوي أعوانه ويزيّن لهم إجرامَهم، حتى إذا جاء يوم الحساب يصفُ الله سبحانَه حين تخلّي الشيطانُ عنهم بقوله عز وجل في محكم تنزيله : " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " .. صدق الله العظيم.
فأُسقطَ في يدهم وأدركوا بأنّهم خُدعوا فَندموا وحزنوا لأنهم لم يجدوا مما وعدهم الشيطان شيئا من حُور العِينِ وحياةِ النعيمِ فأخذوا يتوسّلون لله وهم يبكونَ فيقولونَ كما وصفهم الله سبحانهَ في يوم الحساب في كتابه الكريم: "وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ" .. صدق الله العظيم.
وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
جزاء من يرتكب الجرائم ويتبع روايات الشياطين
فهيهاتَ أيها المجرمونَ تَرجعونَ لقد طُويتْ الصُّحفُ عندَ موتِكم وصدر الحكمُ العادلُ فيما ارتكبتم من المعاصي والذنوب فجزاءُكم جهنّم بما كنتم تفعلون فيجيبهم الله سبحانَه بقوله عز وجل: "فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " .. صدق الله العظيم ، فلن تنفعهَم رواياتُ الشياطينِ وأكاذيبُ شيوخِ الدّين، ولا من يسمّونَهم بالعلماء أصحاب الأوهام والأساطير الحالمين حينها الذين أغروهم بارتكاب الجرائم بالروايات المفتراة على الرسول، وَأوهمُوهم بأن ذلك هو الحقّ المبينُ في قتل الأبرياءِ وإرهابِ الآمنينَ، وأشعلوا في نفوسهم الكراهية ضدَّ أبناء وطنهم، يحاربون دولتَهم ويسعون لإسقاطها لصالح أعداء الإنسانية وأعداء الحرية والسلام.
الرجوع الي كتاب الله
ويتساءل علي الشرفاء: أين يذهبونَ بعدَما تلطّخت أياديهم بدماءِ الأبرياء؟ مشيراً الي ان الله سبحانه وتعالي يناديهم قبل موتهم بقوله تعالي: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" .. صدق الله العظيم.
ويختتم الحمادي قائلاً: ما من بُد إلا الرجوع الي كتاب الله .. القرآن الكريم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد.